حول مبادرة السيد حمادي جبالي حول تشكيل حكومة تكنوقراط التقت "التونسية" "الأزهر الغربي" ممثل حزب العمال في سيدي بوزيد و أجرت معه الحوار التالي : * ما رأيكم في مبادرة الجبالي الأخيرة (تشكيل حكومة تكنوقراط) - نحن في حزب العمال بصفة خاصة و في الجبهة الشعبية عموما نعتقد أن مبادرة السيد رئيس الحكومة المؤقتة و المتمثلة في تشكيله لحكومة تكنوقراط متكونة من كفاءات هي إقرار فعلي بفشل حكومة الترويكا بقيادة حركة النهضة الحزب الأغلبي في الائتلاف الحاكم و هي اعتراف ضمني بأن بلادنا تعيش أزمة و نحن سبق لنا أن نبهنا إلى خطورة الأوضاع التي تمر بها البلاد و إلى تدهور الظروف الاقتصادية و الاجتماعية التي تمر بها جماهير شعبنا في الأرياف و المدن و خاصة في الجهات الداخلية التي أصبحت الحياة فيها لا تطاق فالمواطن "الزوالي" وجد نفسه عاجزا تمام العجز عن مسايرة تصاعد لهيب الأسعار و قصد تأمين لقمة العيش لأفراد أسرته. * لماذا هذه المبادرة حسب رأيكم ؟ - السيد حمادي الجبالي أقدم على مبادرته بصفة منفردة و دون استشارة الفاعلين السياسيين فنحن في الجبهة الشعبية و كذلك شأن بقية القوى الوطنية و الديمقراطية نعتبر أنفسنا معنيون بإخراج البلاد من الأزمة التي تتخبط فيها على جميع الأصعدة سياسيا واقتصاديا و ثقافيا و أمنيا الشيء الذي شجع دعاة القتل و الإرهاب على اغتيال رفيقنا المناضل الرمز شكري بلعيد. فحادثة الاغتيال الجبان التي تعرض أحد أبرز قادة الجبهة الشعبية لها هي جريمة سياسية بامتياز زادت الطين بلة كما يقال و عكرت المناخ السياسي ببلادنا، الأمر الذي يستوجب من كافة القوى السياسية التي من مصلحتها التصدي للعنف السياسي و الإرهاب الأعمى و التقدم بالمسار الثوري قصد تحقيق أهداف الصورة التي عجزت حكومة النهضة عن تحقيقها. * هل من حل آخر حسب رأيكم ؟ - الحل بالنسبة إلينا سياسي و يتمثل في اعتراف الترويكا بفشلها صراحة و تبتعد بذلك عن مسرح حكم المحاصصة الحزبية ، و أن تنادي القوى الوطنية و الديمقراطية إلى مؤتمر وطني للإنقاذ لا يتعارض مع مؤتمر الحوار الوطني الجامع الذي دعا إليه الاتحاد العام التونسي للشغل و يمكن أن يكون جزءا منه تطرح فيه مسألة حكم البلاد في الفترة القادمة بجدية و مسؤولية تضع مصلحة الشعب و الثورة أولى مؤولياتها و أن يتم تشكيل حكومة إنقاذ وطني بالتوافق تدير شؤون الأزمة تتكون من أشخاص مشهود لهم بالكفاءة و الخبرة و النضالية و يكونان محل إجماع و عددهم محدود و تتبنى حكومة الإنقاذ الوطني برنامج أزمة يركز على القضايا الأساسية و التي لا تقبل التأخير الذي عاني منه الجماهير الشعبية و يشير إلى المخاطر التي تهدد الوطن قصد التصدي إليها و درئها و في مقدمتها العنف السياسي، و لا يتم هذا إلا بطرح أجندة سياسية واضحة المعالم يحكمها سقف زمني حتى تمر البلاد من مرحلة الانتقال الديمقراطي بسلام و لنؤسس لحكم ديمقراطي منيع في ظل دولة مدنية تقاوم الاغتيال و الإرهاب بدون حسابات و نقول للقتلة "عيشوا بغيظكم" لأننا في ثقافتنا نمقت القتل على الهوية و نكفر بالاغتيال من أجل الأفكار.