يمثل اليوم مدرّبا الترجي التونسي السابقين نبيل معلول وخالد بن يحيى تباعا أمام أنظار اللجنة الخاصة التي شكّلها المكتب الجامعي لاختيار المدرّب الوطني الجديد الذي سيخلف سامي الطرابلسي... اللجنة المتكوّنة من ثلاثة أسماء وهم رئيس الجامعة وديع الجريء والمدير الفنّي يوسف الزواوي إضافة إلى محام مكلّف بصياغة الجوانب القانونية في العقد الجديد الذي ستقدّمه جامعة الكرة إلى الوافد الجديد على عائلة المنتخب ستعهد لها مهمّة المفاضلة بين نبيل معلول وخالد بن يحيى من خلال مقاييس مضبوطة تمّ الاتفاق عليها داخل مكتب الجريء من بينها مهر الزيجة... الجامعة خيّرت في الأخير ترشيح كلّ من معلول وبن يحيى بعد ان تمسّك رئيس الترجي التونسي حمدي المدّب بمدربه ماهر الكنزاري ورغم أنّه لا يعرف إلى حدّ الآن من الذي حدّد القائمة الاسمية للمدرّبين المرشحين لهذه الخطّة فإنّ «الكاستينغ» الأوّلي الذي أجرته جماعة «الجريء» وضع «الحاج» معلول في نزال مباشر مع بن يحيى في حوار متجدّد بين رجلين إذا التقيا حذف كلّ ما سبق... قد يبدو الأمر طبيعيا ومنطقيا إلى حدّ اللحظة طالما أنّنا نحيّي في الجريء وجماعته حرصهم على خدمة المصلحة الوطنية وانتهاجهم لأسلوب الشفافية في تحديد اسم المدرّب الجديد استنادا إلى مبدأ الأفضلية غير أن المثير في الامر هو أنّ الجريء فاته على ما يبدو أنّ اللجنة الخاصة التي بعثها خصّيصا للحسم بين الملّفين فاقدة لآليات المفاضلة وبما أنّ فاقد الشيء لا يعطيه فإنّ المدير الفنّي الذي تابع نهائيات كأس أمم إفريقيا عبر شاشة التلفاز ونعني يوسف الزواوي غير مؤهلّ للإدلاء بدلوه في هذا الموضوع... يوسف الزواوي يبدو مجرّد ديكور في جامعة تبحث عن الكمال ظاهريا وليس جوهريا وهو من مخلّفات الزمن الجميل وفلسفته لا تقوى على الحسم بين اسمين لهما من الثقل الرياضي والمعنوي ما يجعلهما في غنى عن كلّ التقييمات خاصة الصادرة عن الزواوي نفسه...الزواوي الذي نال في السابق شرف تدريب المنتخب التونسي لكنه غادر صحبة نسوره من ثقب إبرة في وقت كانت فيه طموحات النخبة الوطنية تلامس عنان السماء يصبح اليوم وهو «عرّاب» الفشل بالأمس القريب رجل المرحلة الآن وحجر الأساس الذي سنخطّ من خلاله الخطوط العريضة لعناوين الفترة المقبلة... يوسف الزواوي سيسأل نبيل معلول عن مشروعه الرياضي المرتقب على رأس المنتخب تماما كما هو الحال بالنسبة لخالد بن يحيى وإذا كان من الهيّن على الزواوي الوقوف ندّا للندّ مع بن يحيى بالنظر إلى تقارب الرؤى والأفكار بين الرجلين وكذلك تواضع السجلّ التدريبي لخالد بن يحيى فإنّ صموده في وجه معلول وقدرته على التخلّص من فلسفة «الحاج» والتنصّل من سحر أطروحاته الرياضية وعذب كلامه المعسول يبدو ضربا من ضروب المستحيل... بن يحيى سيمثل أوّلا عن أنظار اللجنة الخاصة ومن ثمّ سيفسح المجال فيما بعد أمام نبيل معلول ورغم أنّ طبيعة ما سيدور وراء الغرف الموصدة مازال في علم الغيب فإنّ خروج نبيل معلول بالعلامة الكاملة يبدو من تحصيل الحاصل لأنّه من الصعب جدّا إن لم نقل من المستحيل أن يسقط معلول في اختبار صاغ عناوينه يوسف الزواوي...