تحت اشراف المندوبية الجهوية للثقافة افتتح مساء السبت بالمركب الثقافي بالمنستير معرض فن تشكيلي بعنوان «مراوحة – ALTERNANCE» للفنانين التشكيليين علي البرقاوي ومحمد ياسين قلالة. وقد حضر افتتاح المعرض ثلة من الرسامين التشكيليين وطلبة نادي الفن التشكيلي بالمركب الثقافي ومجموعة من المولعين والمتابعين لعالم وسحر الفن التشكيلي. وتتواصل فعاليات المعرض الذي ضم اكثر من 50 عملا فنيا مميزا الى موفى الشهر الحالي، حيث تنوعت الأعمال المعروضة باختلاف الزمن الذي رسمت فيه والتقنية المعتمدة لذلك والالهام والإبداع الفني النابع من صدر وريشة الفنان الذي رسمها. وفي محادثات جانبية مع «التونسية» قال الفنان التشكيلي محمد ياسين قلالة الاكاديمي والاستاذ الجامعي بمعهد الفنون الجميلة سابقا قبل خروجه من عالم التدريس أن الفنان التشكيلي يجب ان يكون حرا طليقا فلا يكون مقيدا فعندما يحضر الالهام ينتج ويرسم وكذلك لأن الفنان له ظروف عمل خاصة لا تلتزم بعامل المكان والزمان. واضاف قلالة ان الفنان التشكيلي لا يستطيع العيش من الفن التشكيلي الذي لم يعرف رواجا بعد في بلادنا وأنه على الفنان ان يكون له مورد رزق قار ويمارس الفن كهواية وغرام للتعبير عمّا يختلج بصدره من احاسيس وتعابير ومشاعر. وقال محمد ياسين قلالة ان البعد التاريخي والموروث الثقافي موجودان في الفن التشكيلي وخاصة في العمل الذي يقدمه ويمتاز به على السيراميك ويعرفه بأنها تقنية تمكن الفنان من تعابير لا يجدها في التقنيات الأخرى وحتى المواد والألوان المستعملة تجعل اللوحة الفنية مختلفة عن بقية اللوحات الفنية والزيتية والعادية الكلاسيكية المتعارف عليها بالفن التشكيلي. وبرّر محمد ياسين استعماله لتقنية السيراميك لاقترابها من فن الخزف والمعمار وكذلك لانه منذ الصغر يلعب الاطفال بالطين الذي يعطي الفنان والموهوب بالفن التشكيلي طاقة إبداع لا يجدها في المواد الأخرى. وأوضح قلالة انه لم يتأثر بالثورة كفنان ولكنها عموما غيرت شيئا ما في عقلية الفنان التشكيلي حيث منحته هامشا من الحرية والتعبير. وحسب رأيه يتأثر الفنان التشكيلي اساسا ببيئته ومحيطه الذي يستمدّ منه إلهامه ومواضيع إبداعه وأعماله الفنية التي تبقى صورة حقيقية أو نسخة مطابقة للاصل لما يختلج بصدره من احساس أو ما تدور بعقله من افكار. واضاف الفنان قلالة ان العمل الفني مربح وله آفاق ولكن على طلبة معاهد الحرف والفنون ان يؤمنوا بقدراتهم ويطوروا مواهبهم ويؤمنوا بآفاق الفن التشكيلي الذي تبقى له لغة عالمية خاصة يفقها الفنان التشكيلي الذي يكون مطلعا ولصيقا بعالم هذا الفن.