تنظم المندوبية الجهوية للثقافة بولاية تونس دورة جديدة لصالون الفنون التنشكيلية للأطفال من 17 إلى 31 ديسمبر بمشاركة أكثر من مائة طفل يمثلون رواد المؤسسات الثقافية والتربوية وهو موعد سنوي يهدف للتعريف بالمواهب الفنية الكامنة لدى أطفالنا من اجل التحفيز على اكتساب المرونة والمهارة في استعمال المواد والألوان والتعبير بواسطتها عما يختلج في نفسيتهم من حالات الحرية والإبداع والعفوية.. حين تلج دار الثقافة المغاربية تصافحك الأعمال المعروضة فتفاجأ بكثافة العناصر التعبيرية في اللوحة إلى درجة ينعدم معها الفراغ وعندما تتأكد من أن صاحبها طفل وانه يرسم قصة دون أن يعير حتى مجرد اهتمام للزمن فلا تستغرب لأنك ستتأكد من أنه يحاول جاهدا إظهار الأحداث جميعها، وكأنها تقع متزامنة... من قال أن الطفل لا يتأثر بمحيطه وبالأحداث التي تجري من حوله.. ومن قال أن للطفل نعم للطفل معاناة كما الاحلام... هي المعاناة، التي تخلق الفن العظيم، حتى لو كان هذا الفن بائس الملامح والرؤى والجماليات ومتقشف الإغراءات وليس مبعث للمتعة والتسلية وهنا مكمن الهدف، وهنا عمق الحدث واللحظة على مدى تاريخية، الشكل الأسطوري، لعلائق التاريخ بفعل الطفل/ الفنان المبدع، كما فعلها الإنسان الأول في، خاصية الخلق في الفن والحياة، ومن هنا جاءت اكتشافات أعماق التكوين الإنساني والتشكيلي والجمالي، في فنون تشكيل المجتمعات الإنسانية الأولى، وفي الحضارات الإنسانية الأولى، فأصبحت شاهد عيان ومعلم من معالم أثر الإنسان في انتاج مواقف إنسانيته، التي هي بلا استثناء، ظاهرة للعيان، وفق احتياجاته الشخصية والاجتماعية والروحية، في هذا المنجز الجمالي، لفعل الطفل. جاءت إبداعات الاطفال في هذا المعرض استفاضة مقدرة الفنان/ الطفل. الذي يقرأ الواقع بعين ذكية.. فاحصة.. وناقدة.. وساخرة.. ومفسرة.. وحالمة بتحليل خفي عجيب. قد لا يصل إليه الفنان الناضج. عبر مزيج إبداعه أو في فن ألوانه وخطوطه. وفي فرضية عقلية. كانت الأقدر على انتاج الحلول الجديدة. لأزمات يومية، وسياسية، واجتماعية، على صعيد المبدع والفن والعلم والحياة العامة والمجتمع والخرافة التي يكون المحرض الأول والأخير. لدوافع شروط الفنان التشكيلي. حيث هنا كنز الفنان الرسام. الذي من خلال الرسم البسيط والمعبر بخامة أولى لأدوات الرسم من قلم رصاص وحبر وألوان أخرى يكون متحف إبداعه. أو مواد فنه. كواجهة أولى للإبداع والنشر والاحتكاك المباشر مع الناس والجماهير. ولهذا وفي مرات عديدة انتصبت ملامح افتراض التصورات في جهد مبدعينا الأطفال وهم المشتعلون بمرئيات. روحهم المبدعة. والمصورة. وفق سيوف البروق التي تشعل الورق والقماش. إلى اشتعالات. قد لا تنتهي. في لوحاتهم الفنية. العديدة.. بل تتعداها إلى أعمار بشرية طويلة، هائلة، قد يراد منها رسم مسلسل حياتي، كرنفالي، بكل ما هو هام وهامشي وحقيقي وخيالي قد يشكل به وعده الإبداعي والجمالي للمستقبل.. طارحين عبر فنون الإبداع التشكيلي والتعبيري وعلى طريقتهم الصادقة،، توصيفهم لأوضاع الإنسان الذي أصبح محور اهتمامهم الإبداعي.