قد يبدو العنوان الذي اخترناه لمقالنا مجحفا بعض الشيء في حق التاريخ المجيد للنادي الرياضي الصفاقسي الا ان ما يحصل للفريق في البطولة الحالية و في شكلها الجديد يوحي بذلك وسنتبيّن ذلك من خلال هذا المقال، حيث اذا عدنا الى البداية فلا يخفى على احد ان طموحات احباء الفريق هذا الموسم تصب في اتجاه حصول الفريق على لقب البطولة الذي غاب عن النادي منذ سنة 2005 و للجماهير الحق في ذلك خاصة بعد الوجه الممتاز الذي لاح عليه الفريق في اواخر الموسم الماضي اضافة الى الترسانة الكبيرة من اللاعبين الشبان من اصحاب المهارات العالية الذين وقع تدعيمهم ببعض العناصر التي قدمت المطلوب منها مثل ابراهيما ندونغ وطه ياسن الخنيسي. الا ان ما يحصل للفريق في البطولة الحالية للاسف لا يبشر بذلك رغم المردود الكبير الذي يقدمه الفريق والفرص العديدة التي تم اهدارها والتي لو وقع تجسيمها لكان الفريق، يغرد بعيدا عن بقية الفرق فبالارقام لعب الفريق تسع مباريات الى غاية مباراته الفارطة والتي انهزم فيها امام مضيفه النجم الرياضي الساحلي بهدفين نظيفين الا انه لم يحقق الفوز الا في ثلاث مناسبات فقط و كان ذلك امام الاتحاد المنستيري في الجولة الافتتاحية ونادي حمام الانف و الملعب التونسي و يعتبر هذا المعدل ضعيفا جدا و لا يمكن لاي فريق يجني مثل هذه الارقام ان يلعب من اجل لقب البطولة ويتساءل الاحباء هنا عن وضعية الفريق لو كانت البطولة في شكلها القديم؟ واذا ما امعنا النظر في اسباب هذا الاخفاق في النتائج فانه يمكننا تقسيمها الى قسمين منها الاسباب الخارجية و اخرى داخلية. فاذا ما تناولنا الاولى فمن ابرزها نجد الحالة المزرية لبطحاء الطيب المهيري و كذلك الملعب الفرعي الذي يتمرن فيه الفريق اللذين يحولان دون تقديم الفريق لما هو منتظر منه فوق المستطيل الاخضر ومن الاسباب الخارجية نذكر ايضا الاخطاء التحكيمية التي ساهمت في تردي نتائج الفريق و كان آخرها المخالفة التي اتت بالهدف الاول للنجم الرياضي الساحلي والتي كانت وهمية. واما الاسباب الداخلية فهي عديدة و سوف نتناول اهمها تباعا في العناوين التالية: الهشاشة النفسية للاعبين كلنا يعلم ان كرة القدم الحديثة تلعب على جزئيات صغيرة وهو ما يجعل التحضير النفسي للاعبين مهما جدا و بالتالي فان محور هذا التحضير ليس في كيفية اللعب فوق الميدان وليس في محاصرة لاعب ما وليس في تقديم اداء ممتاز وعروض كروية ممتازة وانما يجب ان يرتكز هذا المحور على تحقيق الفوز مهما كان الثمن وفي اي لقاء كان وما يجرنا لهذا الحديث هو ان النادي الرياضي الصفاقسي كان قد فرط في العديد من النقاط و اغلبها فوق ملعبه بغرابة وكان المرشح الابرز لجنيها ويعود ذلك الى غياب الثقافة الانتصارية لدى اللاعبين وعدم تحضيرهم نفسيا لجميع الاحتمالات الواردة في عالم كرة القدم مثل قبول هدف او اثنين و كيفية العودة في اللقاء وتغيير النتيجة لصالحهم. اهدار الفرص امام المرمى من العوامل الاخرى التي ساهمت في تراجع ترتيب النادي الرياضي الصفاقسي الاهدار الغريب لبعض الفرص التهديفية وضربات الجزاء التي تعود بالوبال على الفريق في اغلب مبارياته و بالتالي يجب على الاطار الفني للفريق مزيد العمل على هذه النقطة و التي يقر بها المدرب حمادي الدو عبر تصريحاته عقب المباريات. كما يتوجب على الهيئة المديرة للفريق البدء من الآن في عملية البحث عن مهاجم قناص بامكانه ترجمة المجهودات الكبيرة التي يقوم بها رفاقه وعدم انتظار الميركاتو الصيفي أسوة بالفرق الكبيرة التي تتابع اللاعبين الذين تنوي التعاقد معهم لفترة طويلة قبل حصول الزيجة. عدم التفاهم بين اللاعبين على مستوى الخط الخلفي لاح جليا خلال مباريات الفريق الاخيرة ان التفاهم بين عناصر الخط الخلفي للنادي الرياضي الصفاقسي ضعيف وهو ما عاد بالضرر على الفريق في بعض المباريات السابقة فلو اعدنا شريط اهداف المنافسين لوجدنا انها كانت اساسا نتيجة اخطاء عناصر خط الدفاع اكثر منها نتيجة لدهاء مهاجمي الفرق المنافسة ولو تناولنا مباراة النجم الساحلي كمثال للاحظنا ان الهدفين كانا بسبب البهتة الدفاعية. فالهدف الاول كان بسبب عدم التغطية على مهاجمي الخصم حيث ان الحارس الكسراوي انقذ بصعوبة مرماه من مخالفة كانت مؤطرة جيدا وقوية الا ان بن مسعود كان طليقا و لم يجد اي صعوبة في تحويل الكرة المرتدة من الكسراوي الى هدف حيث كان من المفروض ان يكون مراقبا و ليس حرا طليقا على خط الستة امتار بينما كان الهدف الثاني نتيجة النيران الصديقة (مدافع ضد مرماه) للاسبوع الثاني على التوالي وهو ما يطرح اكثر من سؤال عن طبيعة الانسجام بين اللاعبين في خط الدفاع من جهة و بين اللاعبين والحارس من جهة اخرى