رغم أن الهزيمة أمر وارد وطبيعي في كرة القدم فإنّ ما حدث للنادي الرياضي الصفاقسي في سهرة الثلاثاء أمام فريق الزمالك المصري لا يعدّ من الأمور الطبيعية لأسباب كثيرة منها ما هو فني ومنها ما هو تاريخي.. وهزيمة النادي الصفاقسي بثلاثة أهداف لهدف واحد وضد منافس يلعب بعشرة لاعبين تؤكد أن الفريق يمرّ بفترة صعبة للغاية وبعد التعادل ضد الأولمبي للنقل جاءت الهزيمة المؤلمة ضد الزمالك في مباراة مهمة للبطولة العربية وفي مجموعة صعبة. كانت بداية النادي الصفاقسي متعثرة فعندما كانت الجماهير الحاضرة تتعرف على أسماء اللاعبين وأرقامهم بما أن الشكّ كان يحوم حول مشاركة بعض العناصر لأسباب مختلفة.. قطع لاعب الوسط مدحت عبد الهادي كرة ومرّرها الى اليسار للظهير طارق السيد ومنه الى عبد الحليم علي الذي كان طليقا في مناطق الجزاء فتمكن من افتتاح النتيجة ليخيّم سكون كبير على أغلب المتواجدين لكن مع مرور الوقت تحرك التايب والمهذبي والسافي ومن تمريرة متقنة ونصف طائرة أرسلها المهذبي تمكن زبير السافي من تعديل النتيجة بتسديدة رأسية غالطت الحارس المصري وكان ذلك في الدقيقة 13. ماذا جرى للصفاقسي؟ الهدف أعطى ثقة للجميع وتحرك التايب والمهذبي ونشط بوجلبان في الوسط لكن دون خطورة تذكر حتى الدقيقة 31 عندما توقف اللعب لمدة سبع دقائق بعد الاحتجاجات التي صدرت من المسؤولين وكذلك اللاعبين اثر مخالفة أعلنها الحكم السعودي ضد مدافع مصري وبعد الاحتجاجات رفع الحكم انذارا ثبت أنه الثاني ضد المهاجم المصري سامح يوسف. بقية دقائق الشوط كانت مملة ورغم النقص فإن الزمالك كان الأفضل وكاد يضاعف النتيجة على اثر تمريرة دقيقة من حازم امام لزميله عبد الحليم علي الذي كان مرة أخرى دون رقابة في منطاق الجزاء. الشوط الثاني كان نسخة مطابقة للفترة الأولى عندما تمكن الفريق الزائر من مضاعفة النتيجة عن طريق المدافع محمد صديق اثر مخالفة ووسط بهتة جماعية من المدافعين والحارس خالد فاضل.. وما لاحظناه أن عمليات الناي الصفاقسي غاب عنها التركيز والدقة وأهدر بعض الفرص لتعديل النتيجة في المقابل فإن ما ميّز الزمالك هي الثقة الكبيرة التي ظهر بها أغلب اللاعبين ومرة أخرى وعلى اثر كرة ثابتة من نفس المكان تمكن اللاعب ذاته من تثليث النتيجة عندما تسلل وسط المدافعين ليتأكد الجميع أن الفوارق كبيرة ما بين الفريقين فالزمالك يضم عديد اللاعبين البارزين في كل الخطوط وللاعبيه قدرة كبيرة على التعامل مع أصعب الفترات. أما فريق النادي الصفاقسي فقد كان خارج الموضوع تماما ولا ندري ما هي الأسباب التي جعلت لاعبيه يظهرون بتلك الصورة في مباراة هامة للغاية بما أن المجموعة يترشح منها الفريق الأول والثاني فالمهمة أصبحت الآن عسيرة للغاية خصوصا وأن هذه المجموعة تضمّ الترجي الرياضي مع الزمالك والنادي الصفاقسي والبليدة الجزائري. غيابات هنا وهناك... صحيح أن النادي الصفاقسي لعب منقوصا من عدة لاعبين أساسيين وبارزين في الفريق على غرار هيثم مرابط هيكل قمامدية ومحمد الطرهوني بسبب الاصابة وتأخرت عودة المهاجم المالي تنيما نداي من بلاده كما لعب طارق التايب وخاصة المهذبي وكلاهما يعاني من أوجاع لكن هذا غير مبرر ليظهر ممثل تونس بذلك المستوى المحير.. ولا ننسى أيضا أن الزمالك حلّ بتونس بقائمة تضم 15 لاعبا وينقصه كل من الأخوين ابراهيم وحسام حسن ووليد عبد اللطيف وجمال حمزة الى جانب بعض الأسماء الأخرى المعروفة. الفارق شاسع بين الفريقين نجح الزمالك في فرض تفوقه على النادي الصفاقسي على امتداد دقائق المباراة رغم أنه لعب قرابة الساعة منقوصا من لاعب فالفريق الضيف تحرك كمجموعة واحدة دفاعا وهجوما ولعب بحماس وإصرار وجدية على الطريقة الأوروبية. أما النادي الرياضي الصفاقسي فقد ظهر وكأنه غير مهتم بالنتيجة وبما أن اللاعبين هم العنصر المباشر لتحقيق الانتصارات والهزائم فلابدّ من هذه الملاحظات لبعض اللاعبين. - الحارس خالد فاضل كان نقطة ضعف واضحة وجلية في اللقاء الى جانب مسؤوليته في الهزيمة فقد ارتكب بعض الأخطاء وكان خروجه في كل مرة من مرماه غير موفق وفقد بذلك السيطرة على منطقة الجزاء وعلى زملائه. - الدفاع غاب عنه الانسجام وكان ممرّا مفتوحا لهجوم الأشقاء حيث توفرت بعض الفرص الأخرى خصوصا على مستوى محور الدفاع المتكون من الثنائي وسام العابدي وباب مليك وكلاهما كان متسامحا أكثر من اللازم مع الهجوم المصري فالرقابة كانت منعدمة وتكفي الاشارة الى كون الأهداف الثلاثة التي هزّت شباك الحارس فاضل كانت كلها من وسط الدفاع الغائب الحاضر في المباراة. - خط وسط الميدان ورغم وجود بوجلبان والتايب فإنه عجز عن السيطرة على خط الوسط أو إيجاد التوازن بما أن الغلبة كانت على امتداد دقائق المباراة للموهوب حازم امام ومن معه. حديث آخر النادي الرياضي الصفاقسي ظهر هذا الموسم بمستوى ممتاز في أغلب المباريات وكان الفريق الوحيد الذي هزم النجم الساحلي في سوسة قبل أن يلحق بالترجي أول هزيمة له في الموسم الحالي.. وقد تكون الفترة التي ركنت لها البطولة الوطنية على امتداد الأسابيع الماضية اثرت على النادي الصفاقسي ليتراجع خلال المباريات الأخيرة ويظهر ضد الزمالك دون المستوى المطلوب ونحن نتمنى عودة سريعة لهذا الفريق للمكانة التي عود بها جماهيره وأحباء الكرة بصفة عامة ليقيننا أن النادي الرياضي الصفاقسي يملك كل الامكانات التي تجعله قادرا على الامتاع والاقناع.