منذ أن أعلن الأمين العام لحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» عن استقالته تواترت العديد من الروايات حول امكانية تعليق محمد عبو لهذا القرار أو العدول عنه نهائيا وقد أكدت أمس مصادر مطّلعة صلب الحزب أن العديد من المشاورات والوساطات جرت بين عبو وأعضاء المكتب السياسي للحزب من أجل رأب الصدع وإعادة المياه إلى مجاريها في انتظار عقد مجلس وطني جديد تحسم فيه العديد من الملفات. ويبدو أن مساعي المكتب السياسي لحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» لإعادة ترتيب البيت الداخلي وتفادي المزيد من الانشقاقات صلب القيادة المركزية أو المكاتب الجهوية، تتنزل في إطار وعي المنتسبين إلى حزب الرئيس بخطورة هذه التصدعات على مستقبل الحزب في المرحلة الحالية وكذلك بالنسبة للمواعيد السياسية المقبلة ناهيك أن انقسام الحزب يأتي في الوقت الذي اعلنت فيه العديد من الاحزاب رغم اختلافاتها على الدخول في تحالفات في إطار «حسبة» انتخابية. ورغم أن محمد عبو ّ لم يعلن صراحة عن عودته إلى أحضان حزبه كما لم يعلن عن استقالته بشكل نهائي فإن كل المؤشرات تؤكد أن الأمين العام عدل عن قراره الذي جاء في إطار ردة فعل انفعالية، خاصة أن عضو المكتب السياسي لحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» الهادي بن عباس، أقر يوم أمس في تصريح لإذاعة «شمس أف. أم» أن محمد عبو لم يقدم رسميا استقالته من الأمانة العامة وأن هذا الاخير سيحضر اجتماعا للحزب لتدارس استراتيجية عمله في المرحلة المقبلة والوضع العام في تونس. كما سبق أن أكد عماد الدايمي في تصريح لنفس الإذاعة أول أمس أن عبّو لم يقدم استقالتهُ رسميا وأن الحزب يمر هذه الايام بأزمة نظرا للأوضاع العامة التي تمر بها البلاد مشيرا الى رفض الحزب للاستقالات التي جاءت عن طريق الانترنات والتي تعتبر مرفوضة داخل مؤسسات «المؤتمر من أجل الجمهورية».