- عماد الدايمي الأقرب لخلافة "عبّو" في الوقت الذي تترقب فيه الساحة السياسية نهاية المسلسل الممل لتشكيل الحكومة أعلن أول أمس محمد عبو أمين عام حزب المؤتمر الشريك الثاني ل«النهضة» في الحكم عن استقالته من الحزب ليرتفع اثرها عدد المستقيلين إلى خمسة بعد أن خطا كل من لزهر الشملي وسهير الدردوري وسامية عبو والياس الهنداوي على خطى عبّو. ورغم أن الاستقالات ليست بالجديدة على حزب المؤتمر الذي شهد سابقا العديد من الأزمات العاصفة، والتي أدت إلى انسحاب أعضاء كانوا من أكبر قيادييه على غرار عبد الرؤوف العيادي ونزيهة رجيبة والطاهر هميلة ، إلا أن تصدعه في مثل هذا الظرف لا يمكن أن يفسر إلا بتفكك الحزب من الداخل واحتداد صراع الاجنحة الذي انعكس على قرارته المتذبذبة بشأن استقالة أعضاء الحكومة حيث كانت الخلافات كبيرة بسبب قرار المكتب السياسي تجميد تنفيذ قرار المجلس الوطني بسحب وزراء حزب المؤتمر من اجل الجمهورية من الحكومة خلال المجلس الوطني للحزب الذي انعقد نهاية الأسبوع بالقيروان . عدوى الاستقالات من المركزية إلى الهياكل عدوى الاستقالات التي انتقلت من رئاسة الحزب إلى أعضائه في التأسيسي تسربت يوم أمس لتشمل كذلك المكتب الجهوي والمحلي لولاية المهدية وقد فسر عبد الرزاق الشباح رئيس المكتب الجهوي ، اسباب الاستقالة بخرق الحزب للنظام الأساسي للمؤتمر وتجميده لقرار المجلس الوطني المنعقد في 2 فيفري دون الرجوع إلى الهياكل، كما شملت موجة الاستقالات كذلك نور الهدى الحاجي، الكاتبة العامة المساعدة للمكتب المحلي للمؤتمر من اجل الجمهورية ببني خلاد التي فسرت استقالتها بتواصل الصراعات الداخلية داخل الحزب والتي دامت طويلا مما أدى إلى اضمحلاله. من سيخلف عبو؟ ورغم أن حزب المؤتمر الواقع تحت صدمة الاستقالات لم يعلن بعد عن خليفة محمد عبو في الأمانة العامة إلا أن جل المؤشرات تؤكد أن المنصب سيؤول إلى عماد الدايمي خاصة وأن هذا الأخير كان ممثل الحزب في الاجتماع مع رئيس الحكومة حمادي الجبالي بدار الضيافة بقرطاج بدلا من الامين العام المستقيل محمد عبّو الذي سبق وأن حضر المفاوضات بشأن تشكيل الحكومة والتي تم إرجاؤها الى يوم أمس. كما يعتبر الدايمي الذي شغل ، منصب الأمين العام المساعد، الشخصية الثانية في الحزب منذ المؤتمر الوطني للحزب الذي انعقد بولاية تطاوين في ماي 2012 والذي اسفر عن إحداث خطة أمين عام مساعد بعد أن أتت نتيجة التصويت متساوية (34 صوتا لكل من المتنافسين)، بينه وبين عبو قبل أن ينسحب هذا الأخير من المنافسة، و يترك منصب الأمانة العامة للمستقيل محمد عبّو. غير أن العديد من المهتمين بالشأن السياسي والمقربين من حزب المؤتمر يعتبرون أن موجة الاستقالات ليست إلا نهاية غير معلنة لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية ولا يستبعد الملاحظون أن يتحول المؤتمر في حال بقائه إلى نسخة من أحزاب المعارضة «الكرتونية» في العهد السابق نتيجة الصراع المحموم بين قياداته على المناصب الحكومية، إضافة الى الصراع بين من دخلوا الحزب كمظلّة في العهد البائد وهم لا يخفون انتماءهم النهضوي وبين من ظلّوا أوفياء لخطّ وسطيّ علماني ولم يعجبهم أن يصبح الحزب مجرّد تابع لحركة النهضة. ويشار إلى أن عددا من القياديين في حركة النهضة اعربوا عن أسفهم لتقديم محمد عبو استقالته من حزب المؤتمر من أجل الجمهورية معربين عن أملهم أن يواصل عبو نشاطه السياسي والمشاركة في الحياة السياسية وتحمل دوره الوطني. في اجتماع عاصف ل«المؤتمر»:ملاسنة بين «عبو» و«معطر».. وسهام تبكي! علمت «التونسية» أن اجتماع المجلس الوطني الاستثنائي لحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» الذي انعقد يوم السبت الماضي بمدينة القيروان عاصمة الأغالبة قصد متابعة الوضع السياسي الراهن والجدل الراهن حول التحوير الوزاري ولرسم خطط الحزب المستقبلية والتحالفات السياسية، شهد احتدام النقاش بين أعضاء المجلس الوطني وأعضاء المجلس السياسي ليصل الأمر حد الملاسنة والمشادات الكلامية والانسحاب من الاجتماع بل وذرف الدموع خوفا من «عاصفة» استقالات جديدة وفرض آراء «عنيدة». وحسب ما أكدته مصادر مطلعة ل«التونسية» فإن الاجتماع الذي تواصل لى جزء من الليلة الفاصلة بين السبت والأحد الماضيين اتّسم بأجواء مشحونة للغاية شهدت خلافا حادا بين بعض رموز الحزب حيث انقسم المشاركون في الاجتماع إلى شقين: شقّ توجه باللوم والعتاب إلى المكتب السياسي بسبب عدم التزامه بما ورد في بيان المؤتمر الاستثنائي المنعقد في الثاني من فيفري الجاري وخاصة في ما يتعلق بعدم تطبيق قرار سحب وزراء «المؤتمر» من الحكومة ومواصلتهم التفاوض مع حركة «النهضة»، وشق ثان دعا إلى وجوب بقاء الوزراء في الحكومة وفي الحزب على حد سواء» حسب مصادرنا. كما كشفت مصادرنا، ان النقاش قد احتدم بشكل خاص بين «محمد عبو» أمين عام الحزب(من انصار الشق الاول) و«عبد الوهاب معطر» وزير التشغيل وعضوالمكتب السياسي(من انصار الشق الثاني) لينتهي الامر بملاسنة بين الطرفين وبتلويح «عبو» بالاستقالة من الحزب. وأضافت مصادرنا أن وزيرة المرأة «سهام بادي» قد أجهشت بالبكاء خلال هذا الاجتماع . كما أكد عضو حزب المؤتمر من أجل الجمهورية «لزهر الشملي» الذي قدم أول أمس استقالته أن الأجواء المشحونة دفعت به إلى مغادرة الاجتماع قبل الانتهاء من صياغة البيان الختامي . فؤاد فراحتية وإيمان الحامدي