عقدت أمس الرابطة الوطنية لحماية الثورة ندوة صحفية بنزل «المشتل» بالعاصمة لإنارة الرأي العام بحقيقتها واهدافها بعد ان طالها التشويه والشيطنة من قبل بعض الاحزاب السياسية, حسب تعبير اعضائها. وحضر الندوة «منير عجرود» الرئيس الجديد للرابطة و«محمد الدعداع» كاتب عام و«طارق عزيز» من الهيئة التأسيسية وعدد من الاعضاء. وعرف عجرود رابطة حماية الثورة على انها مولود من رحم الشعب التونسي وانها مزيج بين مجموعة من الاحزاب السياسية المتبنية للفكر الثوري, مضيفا ان الرابطة تأسست لاستكمال اهداف الثورة المتمثلة في المحاسبة وتحقيق الاستقلال الذاتي وخدمة الشعب... وشدد عجرود على ان الرابطة ستواصل مهامها وانشطتها الى حين استكمال أهداف الثورة التي تتطلب سنوات مبرزا ان الرابطة لا تخدم احزابا سياسية بعينها وإنما تضع نصب أعينها مصلحة الوطن والمواطن, حسب تعبيره. واعتبر رئيس الرابطة ان المرحوم «شكري بلعيد» شهيد وانه ضحية اغتيال سياسي, مضيفا ان من اغتال الراحل عدو للثورة. استغلال دماء الشهداء وجرح الشعب ونأى رئيس الرابطة بنفسه عن كل التهم المنسوبة للرابطة ببث الفتنة في المجتمع التونسي قائلا: «نحن أرفع من هذا بكثير... انها اتهامات باطلة وسنتتبع هؤلاء الهادفين الى إجهاض الثورة...». ووصف عجرود بعض السياسيين والإعلاميين بالحراك المغالط للثورة بسبب ما أسماه «سعيهم المتواصل الى اجهاض اهداف الثورة وتعطيل عجلة الاقتصاد جراء الاعتصامات والاحتجاجات» ومشيرا الى أنهم «يجرحون الشعب» كما اتهم بعض الجمعيات والمنظمات بالمتاجرة بدماء الشهداء واستغلالها, على حد قوله. «الرابطة واقفة على ساقيها وفي «فورمة»» من جانبه قلل «محمد الدعداع» كاتب عام الرابطة من شأن الاستقالات الاخيرة التي عصفت ببعض فروع الرابطة قائلا: «الرابطة مؤسسات وليست اشخاص, اما بالنسبة ل«معالج» (الرئيس السابق للرابطة) فقد أراد التفرغ للعمل الحزبي... الرابطة واقفة على ساقيها ...» وأفاد الدعداع انه سيقع تنظيم مؤتمر وطني انتخابي لاختيار القادة الجدد للرابطة, وطمأن أنصارها وأعضاءها على مستقبلها مضيفا: «الرابطة عائلة واحدة وهي في «فورمة» ولا خوف عليها». وبخصوص مصادر تمويل الرابطة قال الدعداع انه تمويل ذاتي متأت من بطاقات الانخراط واستطرد «الرابطة لا تمتلك شيئا, فحتى الحساب البنكي غير مشحون...». الغنوشي لا يتدخل في الرابطة وكذب الدعداع تصريحات بعض السياسيين القائلة بأن «راشد الغنوشي» يتدخل في الرابطة ويفرض املاءاته ملمحا الى ان الغنوشي بعيد عن الرابطة ولا يتدخل فيها. وبرأ الكاتب العام ساحة الرابطة وكذب كل ما لصق بها من أحداث عنف واعتداءات, مشيرا الى وجود عدد كبير من المندسين صلبها, قائلا: «لا علاقة لنا بصفحات المواقع الاجتماعية التي تدعو الى العنف... هناك عديد اللجان تدعي انتماءها الى الرابطة وهناك من يتكلم باسمها دون أية صفة قانونية... هناك الكثير من المندسين... نحن ضد العنف ومع محاسبة مرتكبيه...». لا نستطيع طلب البطاقة عدد 3 للثوريين من جهته أقر «طارق عزيز» بوجود عناصر ثورية عفوية أسماها «ELECTRON LIBRE» صلب الرابطة قائلا: «هناك عدد من اصحاب السوابق العدلية اسقطوا بن علي... أثناء العمل العفوي لا اطلب بطاقة عدد 3 للثوريين... لا نستطيع منع مستهلكي المخدرات من الحراك الثوري... الرابطة لا تصادر العمل الثوري... حاولنا ان نكون صارمين في بعض الاوقات... هناك عنف وهو حقيقي تشتكي منه الاحزاب السياسية وعلى الرابطة الانتباه لهذا...». كما أدان اعمال العنف التي رافقت جنازة المرحوم «بلعيد» قائلا: «ثورتنا فيها اناس تجاوزوا القانون، نهبوا وسرقوا... لا يمكن ان نحمل انصار بلعيد مسؤوليتها»... لن يتجرأ أي سياسي على الرابطة وأبرز «عزيز» ان رابطة حماية الثورة تتمتع بالشخصية القانونية واصفا الدعوات الى حلها بالمهزلة مضيفا ان حكومة «محمد الغنوشي» هي أول من ناد بتأسيس اللجان الشعبية ونواة الرابطة, قائلا: «لن يتجرأ أي سياسي على حلّ الرابطة... اتحاد الشغل يتكلم عن حل الرابطة عوض مناقشة أجور العمال... يزعم بعض السياسيين انهم سيؤطروا التحركات الاجتماعية وهم واهمون... بعض الاحزاب تريد ان تمتص الثورة وهي عصية عليهم لأن المياه المتدفقة في جوفها أكبر من قنوات بعض الاحزاب التي لا تستوعبها...».