عقد أمس حزب «التيار الوطني الشعبي» وهو حزب جديد عبارة عن جبهة سياسية تضم اربعة أحزاب هي «حركة الوحدويين الأحرار» و«حزب القوى الشعبية» (شوق) و«حزب ثوابت» و«حزب الغد» أولى ندواته الصحفية منذ تأسيسه بحضور امينه العام عمر الشاهد واعضاء مكتبه السياسي ورؤساء الاحزاب المذكورة. وتطرقت الندوة الى الاعلان الرسمي عن ولادة الحزب وبرامجه ومواقفه من المشهد السياسي الحالي في تونس والوضع في سوريا. وأكد عمر الشاهد الامين العام للتيار الوطني الشعبي ان تسمية الحزب مرآة عاكسة لمشروع الحزب ومنطلقاته وتوجهاته واهدافه مضيفا ان التيار الوطني الشعبي جبهة وطنية جماهيرية عروبية قومية وحدوية مضيفا ان المرحلة التي تعيشها البلاد من تجاذبات سياسية حادة وانفلاتات امنية وحدودية وتداعيات الحرب السورية والمالية وانتشار ظاهرة العنف وتدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي وتكالب القوى الدولية على تونس حتمت اطلاق مبادرة سياسية جديدة تقدم طروحات مغايرة للمشهد السياسي الحالي مشددا على صعوبة الظرف الانتقالي الذي تعيشه البلاد وتغييب دور الشعب الذي جاء بالثورة وخاصة الشباب وكذلك تغييب دورالمجلس التأسيسي رغم انه السلطة الشرعية الحقيقية على حد تعبيره. نحن مشروع مقاومة بامتياز وأضاف الشاهد ان مشروع حزبه مشروع مقاومة بامتياز يسعى الى الانتصار لكل قضايا المقاومة ملاحظا ان المقاومة تنتطلق من اطروحة ان تونس جزء لا يتجزأ من محيطها العربي والاسلامي مشددا على ان الهوية التونسية اصبحت مجلبة للشبهات في المطارات العالمية ومصدرا للعنف والقتل تحت مسميات جهادية مغلوطة وواهية ما انزل الله بها من سلطان مشيرا الى ان الشباب التونسي اصبح يقاد الى المحرقة السورية والمالية ويخوض غمار حرب كونية مسلطة على سوريا لا ناقة له فيها ولاجمل مؤكدا في هذا الصدد ان ما يحدث في سوريا مؤامرة اطلسية صهيونية مفضوحة تنفذ بأياد عربية عميلة وخائنة ملاحظا انه لاول مرة في التاريخ تمول بلدان عربية او «اعراب الردة» بالمال والعتاد والاعلام عدوانا على نفسها مبينا ان الهدف من العدوان على سوريا كاخر معاقل المقاومة والممانعة معروف ومكشوف ويدخل ضمن اجندا نشر الفوضى الخلاقة في ما يسمى ب«الربيع العربي المزعوم» لتدمير وتفتيت الوطن العربي وتاسيس مشروع الشرق الاوسط الكبير ليحتضن دولة اسرائيل الكبرى من البحر الى البحر على حد قوله. الإعلام المحلي جزء من المؤامرة واكد عمر الشاهد ان الاعلام المحلي جزء من المؤامرة على سوريا مضيفا ان المحطات الاعلامية مشاركة في الجريمة المدبرة ضد هذا البلد بتحريضها وتضليلها للرأي العام التونسي. وأوضح الشاهد ان مصطلح الجهاديين هو مصطلح مشبوه متسائلا: هل ان الجهاد يعني ذبح السوريين والتنكيل بهم ؟ هل الجهاد يدعو الى تسميم المياه الصالحة للشرب وقصف محطات الكهرباء؟ عن اي جهاد يتحدثون؟ ملاحظا في هذا السياق ان كلمة «الله أكبر» أصبحت تعني الذبح لدى هؤلاء الجهاديين المرتزقة وخريجي السجون والإرهابيين على حد تعبيره. عودة السفير السوري ودعا الامين العام للتيار الوطني الشعبي الى ضرورة اعادة العلاقات الديبلوماسية مع سوريا وعودة السفير السوري الى مباشرة مهامه بالبلاد وكذلك عودة السفير التونسي الى دمشق مضيفا ان الجالية التونسية هناك تقطعت بها السبل مؤكدا ان قرار طرد السفير السوري من تونس قرار لا مبدئي ولا مسؤول ملاحظا ان عديد القوى الاجنبية المعادية راجعت مواقفها من الازمة السورية وفتحت قنوات حوار مع النظام السوري في حين لم تراجع الحكومة التونسية موقفها حسب ما جاء على لسانه. واكد الشاهد ان التيار الوطني الشعبي يساند سوريا قيادة وشعبا في تصديها وصمودها التاريخيين امام المؤامرة المحاكة ضدها ملاحظا ان فلسطين على مرمى حجر وأنه على من أراد الجهاد المزعوم أن يذهب إلى هناك لتحريرها. شكري بلعيد:رفيق الحريري الجديد ولاحظ الشاهد ان جريمة اغتيال الشهيد شكري بلعيد تدخل ضمن المخطط الاجنبي لتدمير الوطن العربي موضحا ان اتهام الجزائر او اطراف دخلت من التراب الجزائري في جريمة الاغتيال خطة لتوريط الجزائر ثم اسقاطها مستشهدا بحادثة اغتيال رفيق الحريري الذي مثل بداية المخطط لتدمير سوريا وها هي تدفع ثمنه حاليا رغم عدم مسؤوليتها عن مقتله مضيفا ان الجزائر موطن المقاومة في المغرب العربي كما سوريا في المشرق لذلك فالمؤامرة على الجزائر بدات تظهر للعلن على حد قوله بنشر الفوضى في تونس مشيرا في ذات السياق الى وجود قوى اجنبية تعمل على الانزياح بالثورة التونسية عن اهدافها الحقيقية على حد قوله. النخب السياسية متهرّمة وأكد الشاهد أن النخب السياسية الفاعلة في الساحة الوطنية تهرمت وشاخت مضيفا ان دور الجماهير مغيب تماما وكذلك دور الشباب الذي قام بالثورة مؤكدا ان حوار الجماهير اهم بكثير من حوار النخب السياسية لان المعركة تهمهم أكثر من الساسيين مشيرا الى ضرورة انقاذ البلاد من ازماتها الشاملة ومن اعدائها الداخليين والخارجيين ملاحظا أن جميع دعوات الحوار الوطني اجهضت وأن حزب التيار الوطني الشعبي يدعو الى مؤتمر وطني لاصلاح مسار الثورة وتحقيق اهدافها الحقيقية من تشغيل ومقاومة الفقر والتهميش وغيرها مشددا على ان مشروع حزبه مشروع مقاومة ضد المخططات الصهيونية في الوطن العربي. طباخة الحصى من جهة اخرى قال الشاهد ان حزبه لم يستدع من الحكومة المستقيلة او الجديدة لاية مشاورات وبذلك فهو لا يتحمل اية مسؤولية عن فشل الحكومة الاولى أو فشل الثانية ان حصل موضحا ان ما يهم التيار الوطني الشعبي هو البرنامج لا الاسماء والاشخاص مشددا على أن حزبه سيدعم الحكومة وفق مواصفات معينة اهمها تحقيق اهداف الثورة والانتهاء من كتابة الدستور وتشكيل الهيئات الثلاث وتحديد موعد نهائي للانتخابات وتجميد ارتفاع الاسعار وحماية سلة المواطن وقوته ومراجعة السياسات النقدية والقيام بإجراءات تقشفية عاجلة في جرايات مسؤولي الدولة وحماية سيادة الدولة التونسية من كل المخططات التدميرية والقضاء على ظواهر العنف والانفلات الامني وغيرها من الملفات الحارقة مبينا انه في هذه الحالة فقط سيقدم الحزب دعمه للحكومة الجديدة مشبها الحكومة المستقيلة ب «طباخة الحصى» أي المرأة التي تطبخ الحصى لابنائها الجياع حتى يناموا وينسوا جوعهم مشددا على ضرورة توفر قوة شعبية وجماهيرية حتى لا يقع الالتفاف على المطالب الحقيقية للثورة. التطبيع خط أحمر والتأسيسي «ستار أكاديمي» كما أكد الشاهد أن التطبيع مع الكيان الاسرائيلي خط أحمر لا يمكن لاحد الاقتراب منه مستطردا ان تحصين الثورة لا يتم فقط بتحصينها من ازلام النظام السابق ومحاسبة الفاسدين من المنظومة الدكتاتورية «البنعليلية» التي لم يسقط الا راسها حسب ما جاء على لسانه بل ايضا بتجريم التطبيع مع اسرائيل واصفا المنادين بالتطبيع بالخونة والعملاء لجهات اجنبية على حد تعبيره. وأضاف الشاهد أن المجلس التأسيسي أصبح «ستار أكاديمي» ومكانا لصناعة النجوم عوض الانكباب على كتابة دستور للبلاد وهيئات الانتخابات والاعلام والقضاء خاتما بالسؤال: أين هم شباب الثورة وشباب الثورة الفايسبوك من المشهد السياسي الحالي بالبلاد مضيفا انهم لا شك يشعرون بمغص إزاء ما يجري .