في باب ما يعبر عنه عجائزنا ب «كانك خياط.. تبّع الغرزة» افعلوا ما يفعله خياط حومتنا..اقرؤوا ما تحت السطور وضعوا النقاط على الحروف...حتما ستفهمون ما يؤشر إليه العنوان وهو مربط الفرس مثلما هو «القشة التي قصمت ظهر البعير» اذ انسكر رابط الثقة بين اصحاب القرار ومديري المؤسسات التربوية كما الزجاج...اذا انكسر...لا يعاد سبكه. ولأن مديري مدارسنا فهموا اللعبة من خلال مسيرة طويلة وأطلوا على «البير... وغطاه» وأدركوا ان وقوفهم على أبواب المصالح التربوية صورة طبق الاصل لعريان يسلب «في ميت»...ومن باب الأنفة شمروا على سواعدهم على اعتبار انه «إذا كان النواح بالطلبة..الله لا يرحم من مات». ففعلوا جمعيات العمل التنموي في مدارسهم وبسطوا كفوفهم يتسولون من الايادي المطلوقة اولياء تلاميذهم حتى يوفروا ما لم توفره مصالح وزارة التربية فأقدموا على جمع اموال في شكل تبرعات ضمن عنوان قانوني واداري لبناء بعض الفضاءات او ترميم بعض القاعات او بسط ما يهم ميادين التربية البدنية وقد لا يخجلون طالما هم يتسولون في انفة وبعزة نفس خدمة للناشئة... وان كان مسؤولو مصالح وزارة التربية لا يرونهم..فالله يراهم والولي يعي بما يهبه مديرو المؤسسات التربوية من تضحيات... ولا «كثّر خيرك.. ولا بارك الله فيك» ولكنها قد تدخل في خانة «الأجر الواحد». والجميع في كرّ وفرّ خاصة ان عديد المؤسسات التربوية تتداعى دون ان نعيش في الواقع ما يهم التدخل العاجل اللهم حبر على ورق وصلت مراسلة من المندوبية الجهوية للتربية تونس2 تفاعلا مع مذكرة الكتابة العامة لوزارة التربية (الادارة العامة للبناءات والتجهيز) تنبه فيها ادارات بعض المؤسسات التربوية والاعدادية والثانوية الى عدم التزامها بما ورد بهذه المذكرة ولازالت تتعمد (وأي وقع لهذه الكلمة على اصحاب القلوب الضعيفة من مديري المدارس) إدخال بعض التغييرات على فضاءات المؤسسة او احداث فضاءات جديدة دون اعلام المصالح الفنية للمندوبية الجهوية للتربية..وتلزمهم في هذا المجال باعداد ملف فني والحصول على موافقتها حتى تتمكن لاحقا من متابعة ومراقبة انجاز الاشغال. هذه «غرزة الخياط»... مكشوفة مقروءة مفضوحة بكل نواياها... ما فيها هو بكل معاني الموروث الشعبي.. «اخدم يا تاعس..على الراقد الناعس».. الى ان يأتي ما يخالف ذلك وتتلاشى من واقعنا ما يعني.. «سلفني.. ونلعب معاك» ويلعب كل دوره بلا شك ولا ريبة وانما بقلب مطمئن باعتبار ان «اليد الواحدة.. لا تصفق».. و«طاح الكاف..ردم الظل».