احتفلت بلادنا كسائر بلدان العالم أمس باليوم العالمي للمرأة، في هذا اليوم تحدثت نساء تونس عن تطلعاتهن للمستقبل ومخاوفهن من تنامي ظاهرة العنف'هذا بالإضافة إلى دفاعهن الشرس عن مكاسب المرأة التونسية. «التونسية» نزلت إلى الشارع والتقت بعض النساء من مختلف الشرائح العمرية. لقاؤنا الأول كان مع الحاجة شاذلية بوسالمي، ربة بيت، قالت نأمل ان تتحسن الأوضاع في تونس، لدي الكثير من الطلبات كأي أم تونسية لكن لم ألاحظ تحسنا أو تجسيما على أرض الواقع، شعارنا هو «الصبر» على أمل ان تتحسن الأوضاع في تونس وتكون أيامنا أفضل، وأضافت: «تونس بلدنا ولن نتخلى عنها لكن أبرز ما يخيفنا هو مستقبل أبنائنا وشبابنا». أما سعيدة المرايدي، موظفة فهي تعتبر ان المرأة يجب ان تحافظ على المكتسبات التي حققتها سابقا وقالت ان المرأة التونسية أصبحت تخاف من المستقبل بسبب ضبابية المشهد السياسي وبالأخص على حقوقها التي إكتسبتها بالنضال والعمل، وأشارت الى ان المرأة بطبعها تخاف على نفسها وعلى أطفالها من الضياع والإستقطاب الديني فالعائلة التونسية لم تعد مثل السابق وهناك تهديد حقيقي، فلكي تنجح المرأة في تحدياتها لا بدّ أن تكون يقظة وتونس دولة معتدلة في الدين وتعيش على وقع الديمقراطية و هذا لن يكون إلا بالصمود. أميمة، طالبة تبلغ من العمر 18 سنة، تقول ان تونس تغيرت والفتيات في مثل سنها لا يشعرن بالآمان عند الخروج إلى الشارع لأنها لا تعرف ما قد يحصل من إعتداءات وبالأخص بعد تنامي المظاهرات وحالات العنف، وقالت ان المرأة التونسية قوية وستصمد ولا يزعزها أحد فلا أحد قادر على ثنيها عن التقدم. وتشاطرها الرأي أماني محمود طالبة التي تمنت ان تكون كل أعياد المرأة التونسية خطوة نحو الأمام وقالت: «الشباب يشعر بالخوف فتونس «تخوّف» على حد تعبيرها وأضافت ان هذا الخوف إنتقل إلى الأمهات فلا يمكن مصارحة الأمهات بالخروج لأنهن سيشعرن بقلق مضاعف على أبنائهن وقد يطنبن في التوصيات وأضافت قائلة حتى الأمن صرنا نخاف منه لأنه يمارس القمع ويضرب المتظاهرين وقالت في السابق كنا نحتمي بالأمن ولكن الآن لا». وختمت : «لم تعد هناك قيمة للمرأة ونأمل ان نكون اقوى مما سبق». وقالت سنية ساسي (صحفية) ان هذا اليوم هو يوم مميز لكل النساء ولكن الأوضاع في تونس قبل الثورة كانت تختلف كثيرا عن الوضع الحالي، وأشارت إلى ان الكثير من النساء يشعرن ان حريتهن مهددة وان هناك تخوفا كبيرا من أن تفقد المرأة مكتسباتها وحريتها، مضيفة ان حظ الرجل أفضل من المرأة من حيث بعض المعاملات والشعور بالآمان وبالأخص في الشارع. وعبرت سنية عن شعورها بخيبة أمل مما يحصل وعبرت عن أملها في ان تتقدم المرأة التونسية نحو الأفضل. أما مروى بائعة بإحدى المحلات بالعاصمة فدعت المرأة ان تكون قوية لأن الأوضاع ليست على ما يرام، ولكن في المقابل قالت ان المرأة بيدها الحل، وأضافت ان المرأة غير مهددة ولا يجب المبالغة في بعض التخوفات وأن التونسية معروفة بمواقفها وصمودها وهي من النوع الذي لا يفرط في حقه فإن رأت المرأة انها مهددة ستنزل إلى الشارع وتحتج. وقالت زميلتها يسرى ان النساء يشعرن بالخوف من الخروج بمفردهن ففي السابق كانت المرأة تبقى إلى ساعات متأخرة في الليل وتتجول بمفردها ولا تخاف من أي شيء، ولكن الآن الأوضاع غير آمنة' واضافت ان الكثير من الفتيات يخيرن ان يرافقهن أحد من العائلة أو قريب حتى يكنّ في أمان .