على غرار ما يحصل في كلّ مرّة يكشف فيها الستار عن القائمة الاسمية للمنتخب الوطني تتباين ردود الفعل بين شقّ مؤّيد لكبرى العناوين وآخر محترز على توجهات واختيارات ربّان النخبة الوطنية خاصة إذا ما تعلّق الأمر باحتجاب اسم أو اثنين لهما من الثقل ما يشفع لهما بالتواجد ضمن كتيبة النسور...القائمة الجديدة للمنتخب كانت متوقّعة إلى حدّ بعيد باستثناء غياب نجم النادي الإفريقي زهيّر الذوادي الذي وجد نفسه خارج حسابات معلول... القائمة فاجأت البعض ليس لما تضمنّته من أسماء ولكن لأنها خالفت بعض التسريبات والحصريات التي ملأت الدنيا وشغلت الناس في الساعات القليلة التي سبقت الندوة الصحفية وكشف فيها مدرّب المنتخب عن أسلحته الجديدة... البعض تحدّث عن وجود الكسراوي وغياب المساكني لكن معلول كان له رأي مغاير ومصيدة التسلّل أوقعت أكثر من طرف غير أن اللافت في الأمر أنّ البعض مازال يصرّ على مشاركة معلول في خياراته والتأكيد على أنّ القائمة التي خرجت إلى العلن كانت محرّفة وخضعت إلى تحويرات وإملاءات من فوق...يعني من الجريء وبدرجة أٌّقلّ يوسف الزواوي وكأنّ هناك من يريد أن يقنعنا أنّ «الحاج» معلول يصغي إلى المدير الفنيّ أو إلى رئيس الجامعة في الجوانب الفنيّة متناسين أنّ معلول اليوم هو الرجل القويّ في المنتخب التونسي وليس من النوع الذي يسير وفق الإملاءات أو التعليمات خاصة الصادرة من مبنى جامعة الكرة... نقول هذا الكلام لأنّ لغة العقل تفترض التروّي والتدبّر وقليلا من الحكمة لأنّ الجميع يعرف مراكز الثقل في جامعة الكرة ويعرف أن السلطة المعنوية التي يكتسبها الجريء وكذلك يوسف الزواوي لا تساوي شيئا في قاموس معلول لأنّه لو أراد توجيه الدعوة إلى «علي بومنيجل» لفعل ذلك دون أن يثنيه عن ذلك أحد... كلّ الحقيقة عن "المساكني"... بعض الأطراف تحدّثت عن مفاجأة كبيرة وغياب محتمل لصانع الألعاب يوسف المساكني لكن ثبت الأمر في ما بعد أنّه مجرّد تخمينات وخواطر صحفية عابرة لا غير فالرجل سيكون حاضرا في مباراة السيراليون رغم أنّ البعض مازال يصّر على اعتبار وجوده في القائمة تداركا لخطأ سابق بما انه وقع إلحاقه في الوقت البديل كما يردّد البعض... مصادر من داخل المكتب الجامعي أكّدت لنا أنّ المساكني كان منذ البداية ضمن خيارات معلول بدليل أن الكتابة العامة للجامعة التونسية راسلت منذ يوم 6 مارس الأمين العام السرّ لفريق لخويا القطري من أجل توجيه الدعوة إلى المساكني (أنظر إلى نسخة من الدعوة)... ثمّ لا يمكن تسريح كلّ اللاعبين المحترفين وهذا حسب ماهو متعارف عليه في لوائح الفيفا إلا من خلال توجيه دعوة لهم قبل 15 يوم من موعد المباراة يعني أن «الإسعاف» أو التدارك غير ممكن في مثل هذه الحالات والمساكني كان ضمن خيارات معلول على الأقل قبل أسبوع من الآن والأمر ليس مرتبطا بشطحات المدرّب ولا بإملاءات الجريء... لهذا عاد حقّي... أُثارت عودة محترف هانوفر الألماني كريم حقّي إلى حضيرة المنتخب التونسي تساؤلات بعض المتابعين للشأن الرياضي في تونس خاصة وان مردود اللاعب في تراجع مستمر كما انه فقد الرغبة في تقمصّ زيّ المنتخب ولم يعد متحمّسا للذود عن ألوانه بدليل أنّه اعتزل اللعب دوليا في وقت سابق قبل أن يعود طواعية وبنصيحة معلول الذي كان وراء بروزه سنة 2004. في هذا الإطار أكّد لنا نبيل معلول أنّ حقّي لاعب مؤثر في تشكيلته المرتقبة وهو سعيد لتلبيته نداء الواجب معتبرا انّه لم يسبق لأيّ لاعب تونسي أن نحت مثل هذه المسيرة الموفقّة في الملاعب الأوروبية فاللاعب يبلغ من العمر 29 سنة فقط وهو أساسي في البطولة الألمانية منذ 8 سنوات وهذا ليس من سبيل الصدفة كما أنه يملك خبرة إفريقية واسعة بما انه تقمّص قميص المنتخب في 88 مناسبة... معلول شدّد على أن حقّي مكسب حقيقي للمنتخب وأن الأرقام وحدها تكفي مؤونة التعليق مضيفا أن اعتزال كريم حقّي في وقت سابق كان لأسباب خارجة عن الإطار الرياضي وقد زالت حاليا... "الذوّادي" خيار رابع... في ما يتعلّق بغياب زهيّر الذوّادي أكّد نبيل معلول أنّه وضع لنفسه خيارات بالجملة على الرواق الأيسر حيث سيكون صابر خليفة ويوسف المساكني وماهر الحداد وزهيّر الذوادي قبل أن يختار الثالوث الأوّل بما أنّه أكثر جاهزية على المستوى البدني والذهني في الآونة الأخيرة لأنّ الذوادي مازال ما لم يستعد بعد كامل مؤهلاته الفنيّة ومن غير اللائق أن يقع استدعاؤه ليكون في المدارج... ظاهريا دعوة ماهر الحدّاد هي التي كانت وراء احتجاب «الزو» بما أن منتدب الإفريقي الجديد ونعني الحداد يشغل هو الآخر خطّة الجناح الأيسر ويمرّ بفترة انتعاش كبيرة... "كامو" أقصى نفسه... نبيل معلول كان يرغب في توجيه الدعوة إلى اللاعب التونسي الناشط في فريق «تروا» الفرنسي «فابيان كامو» حيث اتصل طرف جامعي بإدارة «تروا» من أجل الحصول على الرقم الشخصي ل«كامو» لكن إدارة تروا امتنعت عن ذلك وأبلغت نظيرها التونسي بأنّها ستبلغ لاعبها بالأمر وهو سيعاود الاتصال بالجامعة التونسية لكن لم يحصل ذلك ربمّا لأنّ اللاعب غير متحمّس أو ربّما لأنّ الجانب الفرنسي لم يعلم لاعبه بالموضوع... المهمّ ان معلول صرف النظر عن «كامو» رغم أنّه كان متحمّسا جدّا لدعوته الى تربّص المنتخب.