خلّفت المباراة الافريقية ضد نادي المبدعين 11 المالي نوعا من الحسرة والتخوف في صفوف الاحباء والمسؤولين وذلك بعد الانتصار بنتيجة (21) امام منافس ضعيف عرف كيف يعود بأخف الاضرار؟ في انتظار رحلة مجهولة العواقب لفريق النجم بعد ثلاثة اسابيع في باماكو من اجل اقتطاع ورقة العبور للدور ثمن النهائي من كأس الكاف وهو ترشح غير مضمون وعلى النجم الاستعداد له كأفضل ما يكون لأن النتيجة الحاصلة في الذهاب نتيجة غير مطمئنة وعلى الفريق ان يوظّف كامل خبرته الافريقية لتلافيها خاصة وان هذا الفريق المالي سيدافع على حظوظه في الترشح على اراضيه المالية لكن ما تبقى من مباراة ملعب سوسة هي الاخطاء الفنية والتكتيكية التي وقع فيها المدرب الجديد دينيس لافاني بشهادة كل من تابع هذا اللقاء. أخطاء اعترف بها المدرب المساعد للنجم ووعد بمراجعة الاختيارات الفنية والبشرية مستقبلا ويمكن تبويب الهنات في الاختيارات الفنية الى خمسة نقاط واضحة. أولا الاختيار على ايمن بلعيد كأساسي وفي خطة غير متعود عليها بعد اكثر من شهرين من الغياب يعتبر مجازفة من الاطار الفني ولا ندري هل ان اقحامه هو ارضاء لهذا اللاعب الذي هدد بفسخ عقده في صورة تواصل تجاهله. خاصة وان هناك لاعبين افضل منه في الخطة المسندة اليه تم الابقاء عليهم على بنك الاحتياط، هذا دون التشكيك في الامكانيات بلعيد الفنية التي لا يرقى اليها الشك لكن هذا اللاعب كان ينقصه نسق المباريات وكان على لافاني عدم الزج به في هذه المباراة الافريقية . ثانيا: اخراج الاسعد الجزيري الذي كان وراء ضربة الجزاء للنجم حيث كان على المدرب الابقاء عليه نظرا للسرعة التي يمتلكها فهذا اللاعب حتى وان لم يكن في افضل حالاته قادر على مباغتة المنافس في اي لحظة ونتذكر دوره في الموسم الفارط ومساهمته الفعالة في مرور النجم الى دوري المجموعات في الشامبيانزليغ الافريقية وتسجيله لهدفين حاسمين للنجم في سوسة في وقت قاتل من المباراة وهذا لم يتفطن إليه مدرب النجم الذي مازالت تنقصه الدراية الكاملة والمعرفة الجيّدة باللاعبين. ثالثا: الإبقاء على الايفواري الحبيب مايتي احسن لاعب ارتكاز في النجم على بنك البدلاء والاختيار على الكامروني فرانك كوم لم يكن مجديا خاصة بعد مردود غير مقنع له في مباراة البطولة الاخيرة ضدّ الملعب التونسي. رابعا: اقحام اربعة لاعبين اجانب في الربع ساعة الاخير من المقابلة افقد الفريق انسجامه وتناغمه واضاع ثوابته خاصة وان هؤلاء الافارقة وجدوا انفسهم لاول مرة جنبا الى جنب بهذا العدد وهو ما اثر في توازن الفريق في غياب اللحمة والتفاهم بينهم وبين بقية العناصر التي أنهت المباراة. خامسا واخيرا: التعويل على لاعب النيجر موسى مازو منذ البداية كان مضيعة للوقت فهذا اللاعب الذي تغيّب عن لقاء البطولة ضد البقلاوة بسبب بداية تمطط عضلي في ركبته لم يدخل للمجموعة الا يومين قبل المباراة الافريقية للنجم وبالتالي فقد اصر المدرب على تشريكه وعدم تغييره الا في وقت متأخر بالمهاجم الاوغندي ايمانيال اكوي رغم ان مازو كان خارج عن الموضوع طيلة ردهات اللقاء. خلاصة القول هو ان يتّعظ الاطار الفني للنجم من هذا الدرس في اول مباراة قارية له مع الفريق والمطلوب منه ان يتخلص من الفلسفة الزائدة وان يقحم اللاعب الجاهز وفي الكان المتعود عليه لانه من غير المقبول ان تتحول مباراة افريقية مهمة الى مقابلة اختبارية. وجب على دينيس لافاني ان يراجع حساباته ويصلح اخطائه باعتراف كل الفنيين إذ ان هفوات هذا اللقاء اضاعت فرصة ترشح الفريق منذ مباراة الذهاب وصعّبت مأموريته قبل مقابلة الاياب كما ان هذه الاخطاء الخمسة التي تناولناها ماكان عليها ان تحدث من مدرب قال ان في جرابه الكثير وجاء ليفيد لكن الذي شاهدناه ضد نادي المبتكرين المالي لا يبعث على الاطمئنان لا من حيث طريقة اللعب المتوخاة باعتماده على مهاجم وحيد او من خلال الرسم التكتيكي الذي تم اتباعه وكأن اللقاء في مالي وليس في سوسة.