«واثق الخطوة... يمشي ملكا» في هبة الأباطرة وكبرياء القديسين... ساحر يتمتع جمهور الملاعب بفنّه... حمادي بن رحيم «العقربي» ظل طوال مسيرته الكروية بمعيار حبة الزمرد ضياء وبريقا ... هو على البساط الاخضر كمن يرسم لوحة رومانسية عمقها حياء وعطر وجمال كما «بيكاسو» في ابدع لوحاته... وهو في الرهانات الكبرى محليا وقاريا وعالميا كمن يعزف احلى سنفونيات «بيتهوفن» التي ادهشت عشاق الموسيقى. العقربي.. اللاعب الموهوب وساحر الجيلين... في قدميه ليس الا السحر لانه أدرك ان كرة القدم فنّ او لا تكون... يروّض كرته في هبة وينطلق بها في وقار ليراوغ في سحر ثم يهب كراته الى الخط الامامي بلمسات لا يدرك سرها الا هو ... أداؤه سلس مفعم بهبة ووقار جهابذة كرة القدم... هادئ ولكنه كشلالات «نياغرا» عظمة وشموخا..كل الجماهير الكروية تتخلى عن الوانها وتنسى انتماءاتها لما تكون في حضرة القديس والساحر اذ تظل تتغنى به وهو يهبها عطر كرة القدم وشذاها... راوغ على طريقة الفزاني والصامبا والفلامنكو والتانغو.. سجّل من كل زوايا الميادين وبكل الاساليب لا تصعب عليه حتى الزوايا المغلقة والحادة اذ له مع خطوط الركنية ونقطة وسط الميدان حكاية طابعها حلم ومغناطيس واسألوا الحارس «جمال طياش» عن هدف لا يأتي الا في حلم العنادل لمن يريد ان يتصفح ألبوم افلام «هيتشكوك» الهوليويدية... طار مع نسور قرطاج الى «روزاريو» و «قرطبة» في عرس الارجنتين العالمي 1978 ..فكان خلال مواجهة المكسيك فنانا مهّد لهدف التعادل..وضد بولونيا «لاتو» و «دينا» و «زمودا» ساحرا أوقع منافسه المباشر ارضا كما تخر الغزال امام قناصها...و «قائد اركسترا»عند مواجهة المنتخب الالماني الرهيب حيث دغدغ وداعب الحارس العملاق «مايير» بكل المقامات الموسيقية قبل ان يحرمه حكم المباراة البيروفي «أوروزكو» من ضربة جزاء حقيقية. مسيرة حمادي العقربي عناوينها ليس الا التتويج بالالقاب على مستوى ناديه او ضمن المنتخب او على الصعيد الشخصي مقابل سمو في الاخلاق مع رصانة وحكمة وتعقل... لهذا ليس لنا عشاق الكرة الجميلة الا ان نهدي باقة فل وياسمين.. الى ساحر الجيلين .. في عيد ميلاده الثاني والستين.