تمنينا أن نقدم هذا اللاعب ونادي عاصمة الجنوب يعيش أبهى النتائج ولكن تشبثنا بفكرتنا جاء وليد ما يقدمه الفريق من أداء فرجوي رائع فيه كل بهارات الأداء الساحر والعمق التكتيكي والتوهج الذهني لمجموعة شابة بكل المقاييس... وكأن الفريق يعيد الى الأذهان عصره الذهبي لما كان «الصفاقسية» يبجلون الأداء عن النتائج فأحبتهم الجماهير وعشقت سحرهم. والنادي الصفاقسي أهدى الكرة التونسية ساحر الجيلين اللاعب الموهوب «حمادي العقربي... وبعده انبلج من المدرسة الصفاقسية العريقة الدينامو الفنان «اسكندر السويح»... وكلاهما رمز من رموز الكرة التونسية وموهبة من معدن الزمرد والياقوت. واليوم نقف في مجموعة المدرب «كرول» على الموهبة القادمة على المهل... «محمد علي منصر» دينامو وسط الميدان وصانع الألعاب من تشبث بمركزه منذ الموسم الفارط ودفع الإطار الفني الى اعتماده كصاحب الحل والربط في هذا الموسم لقاء حضور بدني رفيع وانتعاشة ذهنية رائعة وقدرات فنية ساحرة حتى أنه لا يهدأ على الميدان... ينطلق من نقطة الارتكاز صوب عمق الهجوم من جهة الوسط يمينا أو يسارا فيؤلف الجمل الكروية ويصنع اللعب ويهب الكرات في الأروقة والفجوات صوب أقدام «الخنيسي» و«بن يوسف» أو هو من يصوب مدفعياته من كل زوايا الميدان.. يتكفل بتنفيذ الكرات الثابتة ويتميز فيها.. يندفع في عمق مناطق مرمى المنافس يبتغي التهديف... وفي اللقاء الأخير أمام النجم الساحلي أهدر ضربة جزاء تصدت لها العارضة الأفقية ولكن الاخفاق لم يمس من معنوياته بل زاده عطاء على الميدان إلى آخر دقيقة من المواجهة... محمد علي منصّر لازال أمامه الكثير ليتطور ويتعلم خاصة أن دور «المايسترو» يتطلب الى جانب ما يملكه هذا اللاعب بعض الجزئيات حتى يخرج للجمهور في أحسن صورة... ونحن لا نشك في هذا على اعتبار أن النادي الصفاقسي عودنا بنبوغ المواهب والسحرة والقدّيسين في فن كرة القدم.