مثل الانتصاب الفوضوي ونقل السياح نحو جزيرة قوريا محور جلسة عمل انعقدت بمقر الولاية باشراف الحبيب ستهم والي المنستير وبحضور محمود الشيحاوي مدير عام وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي وممثلين عن بلدية المنستير والمندوبية الجهوية للفلاحة والصيد البحري والمندوبية الجهوية للسياحة والبحرية التجارية والحرس البحري . اثناء الجلسة تناول الحضور بالدرس واقع الانتصاب الفوضوي بجزيرة قوريا وافاق استغلالها سياحيا بطرق منظمة للقطاع ووفق شروط مدروسة تضمن واجبات وحقوق المستغل ووكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي من جهة والمحافظة على الجانب البيئي للجزيرة وسلامة السياح من جهة اخرى . وقد اوضحت السلط الجهوية ان هناك ما يقارب 9 بواخر تمارس نشاطا سياحيا يوميا يتمثل في نقل السياح الى جزيرة قوريا بمقابل وذلك دون رقابة ودون حماية وينتصبون بالجزيرة حيث يؤمنون استراحات عشوائية على شواطئها دون مراعاة الجانب البيئي للجزيرة باعتبارها محمية وفضاء سانحا لتعشيش الطيور ولتكاثر السلاحف البحرية . وفي هذا الصدد طالب الحضور من المدير العام لوكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي بضرورة تنظيم الانتصاب داخل الجزيرة واستغلالها سياحيا بعد ان يتم توفير كل الظروف الملائمة لذلك على غرار توفير دورات مياه ونقطتي حماية وحرس بحري لحماية وتأمين سلامة الزوار وتحديد مسؤولية كل طرف وخاصة السهر على نظافة المكان ورفع الفضلات . وقد اوضح محمود الشيحاوي مدير عام الوكالة ان ادارته انطلقت بتشخيص لواقع الجزيرة وبصدد اعداد كراس الشروط لتنظيم عملية الانتصاب بالجزيرة نظرا لخصوصياتها الايكولوجية . كما تم الاتفاق اثناء الجلسة على الاسراع بوجود حلول ولو وقتية تنظم القطاع قبل انطلاق الموسم السياحي المقبل حيث حدد موعد 10 افريل الجاري للاجتماع مجددا لتدارس مختلف بنود كراس الشروط وذلك بتشريك مختلف الاطراف لحسن استغلال هذه الثروات الطبيعية سياحيا وبيئيا . استنزاف للثروات الطبيعية قدمت «سبا قلوز» مكلفة بالمحيطات البحرية والساحلية بوكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي مداخلة عرفت فيها بجزيرتي قوريا وخاصياتهما حيث تقع الجزيرتان (الكبرى والصغرى) شرق مدينة المنستير ويبلغ طول الجزيرة الكبرى حوالي 5.3 كم وعرضها كيلومترين، وهي تغطي حوالي 270 هكتار. واضافت قلوز ان جزر قوريا تتميز من الناحية الجيولوجية بتعدد السباخ بها وبانخفاضها الشديد إذ يبلغ ارتفاع أعلى نقطة بها 5 أمتار عن مستوى سطح البحر، بالاضافة الى الدور الذي تلعبه هذه الجزر من حيث التنوع البيولوجي البحري والبري. وفي هذا الإطار قامت وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي بالتعاون مع المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار ومركز الأنشطة الإقليمية للمناطق المتمتعة بحماية خاصة بعديد الدراسات التي تخص المنظومات البيئية البرية والبحرية بجزر قوريا خاصة خلال السنوات العشر الأخيرة. وقد بينت نتائج هذه الدراسات أن جزر قوريا تزخر بعدد كبير من النباتات والحيوانات النادرة المهددة بالانقراض كما تمثل محطّة هامّة لعديد الطيور المهاجرة النادرة ومركزا لتعشيش البعض منها. أمّا في المجال البحري تتميز جزر قوريا بتواجد تشكيلات فريدة من نوعها على الصعيد المتوسطي لأعشاب البوزيدونيا التي تحمي الجزر من الانجراف من ناحية وتمثل موقعا هاما لتفريخ وترعرع عدد كبير من الأصناف السمكية على غرار السلاحف البحرية . اكدت قلوز ان جزر قوريا تمثل أهم موقع في تونس لتعشيش السلحفاة البحرية وتتراوح فترة التعشيش من شهر جوان إلى أواخر شهر سبتمبر وفي هذا الصدد تقوم وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي بالتعاون مع المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار ومركز الأنشطة الإقليمية للمناطق المتمتعة بحماية خاصة بمتابعة سنوية لهذا التعشيش تبين على إثره التأثير السلبي لتعاطي النشاط السياحي المكثف بقوريا الصغرى من خلال الانتصاب العشوائي بمناطق تعشيش هذه الزواحف البحرية والذي يتم بطريقة مخالفة للقانون ويخل بالمنظومات البيئية الساحلية الهشة جراء دهس بيض وفراخ السلاحف و النباتات وتفاقم النفايات والمياه المستعملة.