أخبار تونس- بهدف المحافظة على الطبيعة والتنوع البيولوجي وتحقيق التنمية المستديمة تسعى تونس منذ سنوات إلى تهيئة عديد الجزر-المحميات على غرار جزر” زمبرة” و “جالطة” (عرض خليج تونس) و جزيرة “قوريا” (المنستير)... وللتعريف بهذه الجزر-المحميات تعتمد تونس على التظاهرات الثقافية من مهرجانات وندوات وأيام دراسية حتى تمكن التونسيين والأجانب على حد سواء من التعرف على خصوصيات هذه الجزر التي تمثل رافدا مهما للمخزون البيئي التونسي وعنصرا أساسيا للتنوع البيولوجي في البلاد. فقد خصص مؤخرا منظموا مهرجان التفاح بالغريبة (صفاقس) الدورة 18 من هذه التظاهرة الثقافية للتعريف بأرخبيل الكنايس، الواقع مقابل الساحل الشرقي للبلاد التونسية بين قابسوصفاقس، حيث نظمت هيئة المهرجان رحلة بحرية تحسيسية لفائدة عدد من الصحفيين إلى هذا الأرخبيل للتعريف بخصوصياته البيئية. ويعد أرخبيل الكنايس أحد أهم المحميات البحرية الساحلية في تونس باعتباره محضنة للأسماك والأحياء المائية بمنطقة خليج قابس ومأوى للطيور البحرية المقيمة والمهاجرة في منطقة البحر الأبيض المتوسط. يتكون الأرخبيل من أربع جزر صغيرة، تمتد على مساحة 5350 هكتارا، أكبرها جزيرة البصيلة وتقع شمال الأرخبيل ولها شكل دائرة ذات قطر 2.5 كلم، وهي منخفضة جدا وتكثر فيها المستنقعات وتقصدها الطيور تليها جزيرة الحجر فيما تقع جزيرة اللبوة وسط الأرخبيل وتوجد بها بقايا كنيسة قديمة ونجد في الجنوب جزيرة الغربية. وقد أصبح أرخبيل الكنائس محمية وطنية منذ 18 ديسمبر 1993 ومنطقة متمتعة بحماية خاصة وذات أهمية كبرى في البحر الأبيض المتوسط منذ نوفمبر 2001. هذا وقد استفادت الجزر في السنوات الأخيرة من مشروع لحماية تنوعها البيولوجي أنجز في إطار التعاون التونسي مع عديد الأطراف الأجنبية على غرار صندوق البيئة العالمي وبرنامج الاتحاد الأوروبي الخاص بالمنظومة البيئية للسواحل المتوسطية إضافة على عدة هياكل وجمعيات مختصة في المجال البيئي. ويهدف هذا المشروع إلى الارتقاء بأرخبيل الكنايس وتحويله إلى موقع سياحي بيئي مميز في تونس وموردا اقتصاديا لعدد كبير من العائلات بالمناطق المجاورة من خلال عديد الأنشطة البحرية على غرار صيد المحار الذي تمتاز به الجهة. وقد خصصت الدولة ميزانية تفوق 13 مليون دينار لهذا المشروع.