التحاق بالترجي رهين احتراف «بن شريفية» الإفريقي الأقرب لانتدابي و «الدخيلي» لا يخيفني.. محمد زياد الجبالي من مواليد 28 جويلية 1990، انتاج خاص تكفّل برعايته وصقل مواهبه منذ الصغر مدرسة «القناوية» العريقة.. تدرّج في مختلف الأصناف العمرية للأصفر والأخضر الى أن اشتد عوده وبلغ فرع الأكابر منذ موسمين ومن هناك دقت ساعة الجدّ والتحدي وإثبات الذات. اطلالته الأولى في قسم الكبار كانت ضدّ القوافل الرياضية بقفصة (2011) ليسير بعدها على طريق الثبات الى أن أضحى الحارس الأول لنادي الضاحية الشمالية وخيارا أساسيا لا غنى عنه في خطط جيرار بوشار مدربه الحالي. تألق الجبالي لم يمر مرور الكرام، بل لفت اليه انتباه كبار قوم كرة القدم التونسية (الترجي الرياضي والنادي الافريقي) اللذين يتسابقان للفوز بخدماته في أقرب الآجال. عن تفاصيل عرضي الترجي والافريقي وتألقه الحالي في صفوف «القناوية» اضافة الى عديد المواضيع الأخرى كان ل«التونسية» هذا الحوار المطوّل مع زياد الجبالي نترككم تكتشفون أركانه تباعا. لنبدأ من الأهم، كبيرا العاصمة (الترجي الرياضي والنادي الافريقي) يرغبان في انتدابك في الميركاتو الصيفي القادم، أين الحقيقة في هذا الموضوع؟ الاتصالات مع مسؤولي النادي الافريقي ليست وليدة اللحظة، بل انطلقت منذ الموسم الفارط، حيث جمعتني سابقا جلسة مع القائمين على شؤون نادي باب الجديد وتجاذبنا أطراف الحديث حول تفاصيل العقد مع الفريق، لكن محدودية القيمة المالية للصفقة أجبرت هيئة ماهر بن عيسى (المرسى) على تعطيل هذه الزيجة في انتظار ما ستأتي به الأيام القادمة من تطورات في هذا الموضوع. هل بامكانك مدّنا بقيمة الصفقة؟ (باحراج كبير)... «خلّيها مستورة أفضل» وما يمكن أن أؤكده لكم أن عرض النادي الافريقي هزيل جدا و«ما يخلصش الجبالي والمرسى» على حدّ السواء، لكن هناك تطمينات صادرة عن هيئة سليم الرياحي تفيد بأنها ستعيد النظر في القيمة المالية للصفقة في قادم الأيام. وماذا عن عرض الترجي؟ عرض الترجي الرياضي مازال يتحسّس خطواته الأولى، حيث هاتفني مؤخرا مسؤول بارز من نادي باب سويقة قصد جسّ نبضي في مسألة تعزيز صفوف الفريق في الميركاتو الصيفي القادم وسأتفاوض وجه لوجه الأحد المقبل مع حمدي المدب رئيس النادي في مختلف تفاصيل العقد وذلك في اطار مباراتنا ضدّ الترجي المندرجة لحساب الجولة الاخيرة من البطولة الوطنية. لكن هناك من تحدث على أنّ نجاح الزيجة مع الترجي تبقى مستحيلة في الوقت الحاضر خصوصا في ظل التألق الحالي للحارس معز بن شريفية في صفوف الفريق؟ كلام «معقول برشة».. .معز بن شريفية من أفضل أصدقائي «في الدنيا» ومن أبرز الحرّاس في الوقت الحاضر في بطولتنا.. و«نزيدك زيادة» مكانه لا يقبل النقاش في التشكيلة الأساسية للترجي، لكن أيضا زياد الجبالي «عندو ما يقول في روحو» وباستطاعته كسب رهان اللعب كأساسي في صفوف أقوى الأندية التونسية. هل من تفسير لهذه المفارقة؟ هذه ليست مفارقة، بل هي واقع ملموس، لكن ما أعلمه أنّ نسبة نجاح الزيجة مع مسؤولي الترجي مستقبلا ستبقى «مرهونة» في مسألة احتراف معز بن شريفية في الموسم القادم من عدمه. بصورة أوضح من الأقرب للفوز بخدماتك؟ أولا، دعنا نؤكد على أنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن أتقمّص ألوان الترجي أو النادي الافريقي وكل لاعب تونسي «يتمنى روحو بمريول هذين الفريقين» لكن أعتقد أن نادي باب الجديد الأقرب لانتدابي في الصيف القادم لعدّة اعتبارات. هل بامكاننا معرفتها؟ أعلم أن أطرافا فاعلة في هيئة سليم الرياحي أبدت غضبها الشديد من مردود الحارس عاطف الدخيلي في مواجهة «الدربي» الأخيرة وطالبت بانتداب حارس اضافي قادر على اذكاء روح المنافسة في صلب الفريق ولهذا تجدّدت المفاوضات معي في الأسابيع القليلة الفارطة. كما أن فرص المنافسة على مقعد ثابت في التشكيلة الأساسية للنادي الافريقي أسهل بكثير ممّا عليه الحال في الترجي الرياضي وهنا أؤكد لكم أنني على ثقة تامة بقدرتي الكبيرة على ازاحة الحارس عاطف الدخيلي من مكانه في مرمى نادي باب الجديد رغم احترامي الكبير له في صورة نجاح الصفقة طبعا لكن مسألة مزاحمة معز بن شريفية في مرمى الترجي تبقى مأمورية صعبة المنال سيما وأنّ الأخير يعدّ الحارس الأول للمنتخب الوطني ويمرّ بفترة انتعاشة قصوى مع فريقه في السنوات الأخيرة ولهذا تبدو فرصة اللعب لفائدة الأحمر والأبيض بدءا من الموسم المقبل أقرب للظنّ من الأحمر والأصفر. هناك أيضا من تحدّث عن امكانية تجديدك لفائدة «القناوية» لمواسم اضافية أخرى؟ مستقبل المرسى «جمعيتي على راسي وعيني» بداخلها ترعرعت و«تعلّمت» أصول لعبة كرة القدم، لذلك فإن امكانية تجديد المغامرة معها لسنوات أخرى تبقى قائمة الذات وهذا «موش مزية» من زياد الجبالي بل لنقل ردّ للواجب لفريق يعدّ بمثابة «حضن الأم». كيف تفسر تألقك في السنوات القليلة الماضية في صفوف أكابر «القناوية»؟ أولا أنا «ولد المرسى» أب عن جد و«مانيش غريب» على الأجواء المحيطة بالفريق ولهذا لم أجد صعوبات تذكر لفرض ذاتي داخل التشكيلة الأساسية للجمعية، فكان تألقي في السنوات الأخيرة منتظرا جدا خصوصا لدى العارفين بكواليس «القناوية» وهنا أشكر المنجي المليكي مدرب الحرّاس الذي حباني بعطفه ولقنّني أبجديات اللعبة (حراسة المرمى) منذ الصغر كأحسن ما يكون كما لا أفوّت الفرصة لشكر «ملاعبية» الفريق فردا فردا الذين ساندوني في السرّاء والضرّاء وهذه الأجواء العائلية داخل مركب الشتيوي مثلت سرّ نجاح «الصفصاف» في السنوات الأخيرة. تألق في المرسى قابلته أبواب موصدة في المنتخب، هل من تفسير لهذه المعادلة؟ (بنبرة متهكّمة).. لكم أن تسألوا مدرب المنتخب الوطني نبيل معلول ومن سبقه في هذه المسؤولية (سامي الطرابلسي) اللذين اعتبرا أنّ لاعبي الجمعيات «الزواولة» من حيث الامكانيات المالية طبعا مثل المرسى وغيرها «ما عندهش حق» في المنتخب مهما كانت درجة تألقهم وهذه «جريمة» في حق «شباب تونس» عموما أحترم اختيارات الاطار الفني للمنتخب رغم اقتناعي الكبير بأنني أستحق مكانا ضمن القائمة الموسعة للمنتخب الوطني. ذهاب رائع ل«القناوية» في البطولة وإياب للنسيان.. ما مردّ هذا التراجع المريب في نتائج الفريق حسب رأيك؟ «كلامك صحيح».. في مرحلة الذهاب تمكنا من الوقوف الندّ للندّ أمام أندية تفوقنا خبرة ورصيدا بشريا وثقلا ماليا (الترجي الرياضي والنادي الافريقي) وتركنا انطباعات جيّدة لدى الشارع الرياضي المحلّي وكل هذه المعطيات تحققت بفضل روح المسؤولية التي تحلّى بها كافة اللاعبين واجتهاد الاطار الفني بقيادة جيرار بوشار ونزار الغزواني الدؤوب رغم ضيق ذات اليد وغياب الحوافز المالية. وهذا ما أثر على عطائنا في مرحلة الاياب لتتراجع النتائج من جولة الى أخرى الى أن تلاشت حظوظنا نهائيا في حلم الترشح لمرحلة «البلاي أوف» بسبب معضلة شحّ الموارد المالية في كاسة الجمعية رغم التضحيات الجسيمة التي ما انفكّ يقدمها ماهر بن عيسى رئيس النادي وصلاح بوشوشة رئيس فرع كرة القدم «الّي يصرفوا من جيبهم» لتأمين حاضر ومستقبل القناوية في ظل العزوف التام للدعم المالي من قبل رجال الأعمال والسلط الجهوية والأحباء. كلمة الختام؟ أشكر رياض بن مسعود حافظ الأثاث بالجمعية على الخدمات الكبيرة التي ما انفكّ يسديها للفريق فهو يعدّ بمثابة المحب الغيور والمسؤول الوفي الذي لا يدخر حبّة عرق واحدة من أجل ضمان نجاح الصفصاف حتى وإن كان ذلك على حساب صحته وعائلته كما أناشد جماهير القناوية لمزيد الالتفاف بالفريق ودعمه ماليا وب«الكلمة الطيبة» لأن «مستقبل المرسى أمانة بين أيادي أبنائه» وجب مآزرته في السراء والضرّاء لما فيه خير لحاضره ومستقبله.