إن الأحداث التي شهدتها مدينة بنزرت عشية يوم أمس الأول وأثناء الليل عقب قرار الرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة بإستبعاد النادي البنزرتي من لائحة الفرق المتأهلة لمرحلة "البلاي أوف" في بطولة الرابطة الوطنية الأولى المحترفة لكرة القدم والتي جاءت إثر خروج مجموعة من أحباء النادي البنزرتي إلى شوارع المدينة للتنديد بهذا القرار الذي أشعرهم بالإحساس بالظلم وللتعبير عن رفضهم لهذا القرار وحث المسؤولين في مختلف الهياكل الرياضية المعنية بضرورة مراجعة هذا القرار وذلك بطريقة سلمية اذ لم تخرج الشعارات المرفوعة عن الإطار الرياضي حيث تجمهر هؤلاء الأحباء أمام مقر الولاية في البداية للتعبير عن هذه الإحتجاجات ومن ثمة تحولوا الى أمام مدخل المدينة على مستوى الجسر المتحرك أين قاموا بتعطيل حركة المرور فوق الجسر وفي الأثناء بدأت درجة الإحتقان تشتد لا سيما دخول بعض الأطراف التي لم تكن لها نية الإحتجاج على القرار الرياضي وإنما بغاية شحن بعض الشبان القاصرين ودفعهم لإرتكاب الفوضى والقيام ببعض التصرفات الهمجية تمثلت في إضرام النار في الأشجار وحرق العلم الوطني وتهشيم واجهات بعض المحلات الخاصة والإدارات وهو ما سمح لبعض المنحرفين من إستغلال هذه الحالة من الفوضى للقيام بأعمال سطو ونهب في بعض المحلات التجارية والبنوك كما تم خلع مقر البلدية وإتلاف محتوياته إلى جانب إضرام النار في أحد البنوك وتهشيم واجهة بنك آخر مما جعل قوات الأمن تتدخل للسيطرة على الوضع مما فتح مواجهات مباشرة بينها وبين الأطراف الغاضبة وقد خيم على المدينة دخان كثيف منبثق عن الغازات المسيلة للدموع التي إستعملها الأمن ضد المتظاهرين التي قابلها رمي بالحجارة على سيارات الأمن وبعض السيارات الخاصة التي تعرضت للتهشيم والسرقة من قبل المنحرفين المندسين في صفوف المتظاهرين وقد تواصلت حالة الإحتقان وسط مخاوف كبيرة وحالة فزع في صفوف المواطنين والأهالي في بنزرت إلى ساعات متأخرة من الليل قبل ان يعود الهدوء تدريجيا إلى المدينة حيث وقف المتساكنون في بنزرت على مظاهر خراب ودمار في عدة أماكن إستنكرها كافة العقلاء وندد بها القريب والبعيد حتى الأحباء المخلصون للنادي البنزرتي والمسؤولون في الفريق في مقدمتهم رئيس النادي عن رفضهم لهذه التصرفات التي لا تليق بشرفاء بنزرت ومناضليها ومن جهة أخرى قامت قوات الأمن على خلفية هذه الأحداث بالعديد من الإيقافات خاصة في صفوف المتورطين في عملية السرقة والنهب وإفتعال الفوضى يفوق عددهم ال 25 نفرا تم وضعهم على ذمة النيابة العمومية وذلك حسبما أكدته مصادرنا الأمنية صباح يوم أمس كما تم إيقاف عدد آخر من الشبان أغلبهم من التلاميذ والطلبة تجري المساعي لإطلاق سراحهم هذا كما أن الخسائر المادية كانت كبيرة وأضرت بالمصلحة الخاصة والعامة