التونسية (تونس) انطلقت صباح أمس بقصر الضيافة بقرطاج فعاليات الحوار الوطني حول الدستور الذي دعت إليه رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ،للنظر في رزنامة الانتخابات والنقاط الخلافية في الدستور والجانب الأمني . وقد انطلق الحوار في جلسة مغلقة بإشراف كل من رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي ورئيس الحكومة علي العريض. وسجلت الجلسة حضور ممثلين عن حركة «النهضة» و«المؤتمر من اجل الجمهورية» و«التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات» و«الحزب الجمهوري» و«نداء تونس» و«التحالف الديمقراطي» و«حزب المبادرة» فيما تغيب ممثلو «حزب العمال» و«حركة وفاء» و«المسار الديمقراطي الاجتماعي» و«حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد» الذين تمت دعوتهم للمشاركة في هذا الحوار. وفي افتتاح اللّقاء أكّد رئيس الجمهوريّة على اعتزازه بتواصل سنّة الحوار في بلادنا الأمر الّذي يجب أن يفخر به كلّ التونسيين وأكّد على أنّ الوضع الحالي يتطلّب ثلاثة أشياء أهمها التهدئة للحد من الاحتقان السّياسي النّاجم عن الإشاعات والأكاذيب والتجييش وهو ما يمكن أن يتسبّب في العنف الجسدي الّذي راح ضحيّته المرحوم شكري بلعيد. ودعا الرئيس الى الإسراع في التوافقات اللاّزمة لصياغة الدّستور والقوانين المنظمة للانتخابات الرّئاسيّة والتشريعية لأنّ طول الفترة الإنتقاليّة أصبح يشكّل أكبر خطر على الإستقرار بتونس. كما أكد على ضرورة إعداد انتخابات حرّة وشفّافة تتمّ عن طريق حملات نزيهة يكون الغرض منها التنافس في تقديم الحلول والمقترحات والبرامج. كما ركّز المرزوقي على أنّ الحوار الوطني لا يمكن أن يقتصر على الأحزاب السّياسيّة فقط وأنه لا بد أن يشمل مشاركة مكونات المجتمع المدني بأكمله، وفي هذا الصّدد، حيىّ مبادرة الإتحاد العام التونسي للشغل وذكّر بأنّ كلّ هذه المبادرات السّياسيّة والمجتمعيّة يجب أن تصبّ في المجلس الوطني التأسيسي، صاحب السّلطة الأصليّة، والمكلّف ببلورة كلّ التوصيات والأفكار التي ستنبثق من هذا الحوار. وفي ختام كلمته شدّد رئيس الجمهوريّة على أنّ تونس أصبحت محط كلّ الأنظار وأنّ هذا الحوار الوطني من شأنه أن يزيد في إشعاعها كما أعرب عن ثقته في أنّ المشاركين لن يخيّبوا آمال تونس وأمل العالم في انتقال سلمي ديمقراطي ناجح. واختار ممثلو الأحزاب المشاركة في هذا الحوار ميّة الجريبي الأمينة العامة للحزب الجمهوري ومولدي الرياحي القيادي في حزب التكتل من أجل العمل و الحريات للإشراف على لجنة للإتصال بالأحزاب المتغيبة عن هذا الحوار. ومن جانبها أكدت مية الجريبي أن الأحزاب المشاركة في هذا الحوار التزمت بالوصول إلى اتفاق وطني لانجاز الانتخابات قبل موفى 2013.