تعرّض الأولمبي الباجي إلى هزيمة مؤلمة خلال المباراة الترتيبية التي جمعت أبناء المدرب مختار العرفاوي بالملعب القابسي حيث تلقت شباك الحارس العمدوني أربعة أهداف كنتيجة للتباين الواضح في الأداء والعزيمة فوق الميدان بما أن الباجية كانوا خارج الموضوع وفسحوا المجال للمنافس ليفعل ما يشاء فوق الميدان في إنعكاس لكواليس الفريقين وما سبق المباراة من تحضيرات وأجواء متناقضة بين الناديين بما أن أبناء قابس إستعدوا كأحسن ما يكون وأعطوا المواجهة ما تستحق من أهمية في مقابل اللامبالاة التي عاشها الفريق. وضع غريب...وفراغ رهيب ما يحصل في الأولمبي الباجي هذه الأيام يمكن تنزيله في خانة المهزلة التي ألمّت بالفريق وزادت في تعميق أزمته التي رافقته على إمتداد الموسم...فالفريق الذي لعب مباراة رسمية رغم طابعها الترتيبي إفتقد لكل مواصفات الإحتراف وتصرف كفريق هاو بما أن الأجواء التي سبقت المواجهة عرفت رجّة جديدة هزت أركان النادي عندما رفض اللاعبون التجمّع وقضاء ليلة اللقاء في أحد النزل كما تعودوا قبل كل مواجهة رسمية وذلك في حركة إحتجاجية على عدم تمكينهم من مستحقاتهم المالية وما رأوه من تعمد الهيئة المديرة الإنسحاب من المشهد وتفادي مواجهتهم ومصارحتهم حول مسألة مستحقاتهم المالية المنتظرة والتي تأخر تسديدها...هذا التصرف الإحتجاجي ظهرت نتائجه فوق الميدان عندما برز الأولمبي الباجي تائها وهو الذي مثّله لاعبون تجمعوا ساعة اللقاء وفيهم من قطع مئات الكيلومترات قادما من سوسة وآخرون من بنزرت وجندوبة والعاصمة ليجدوا أنفسهم داخل التشكيلة الأساسية في مواجهة فريق جاهز يحترم سمعته ويؤمن بقيمة المنافسة...فالمهزلة لم تتوقف عند هذا الحد فالمخجل أن الملعب القابسي الفريق الضيف تحوّل إلى باجة قاطعا مئات الكيلومترات مرفوقا بكتيبة من المسؤولين تجاوزت ال 10 أنفار في مقابل حضور محتشم لمسؤولي الأولمبي الباجي الفريق المضيّف مع غياب لافت ومخجل لرئيس النادي جلال الغربي ونائبه قيس السعيدي في تأكيد على عدم إيلاء المواجهة أي إهتمام وتأكيد لعمق الأزمة والفراغ الذي يعيشه الفريق في هذه المرحلة. الغربي يؤكد: «الدلال يخلّف الهبال» متابعة لما يحدث في كواليس النادي إتصلنا برئيس النادي جلال الغربي للإستفسار حول الوضعية التي يعيشها النادي هذه الأيام وسر الفراغ الإداري فأكد قائلا: «أعتقد أن ما أتاه اللاعبون برفض الإلتحاق بالنزل ليلة المباراة تصرف غير مقبول وجاء ليؤكد مقولة «الدلال يخلف الهبال» التي تنطبق عليهم كيف لا وهم الذين تحصلوا بتاريخ 13 أفريل الماضي على مبالغ مالية هامة تراوحت بين 4 و 12 ألف دينار لكل لاعب بالإضافة إلى منحة الفوز والبقاء إثر مباراتنا أمام ترجي جرجيس حين تحصل كل عنصر على مبلغ الفي دينار...أنا لا أنكر حق اللاعبين في الحصول على المال لكن الفريق كغيره من الأندية يمر بأزمة مالية خانقة ونحن لم ولن نقتصر جهدا لتوفير مستحقاتهم وهم مطالبون بتفهم صعوبة الوضعية...ما أتاه اللاعبون في حق النادي برفض التحول إلى النزل ليلة المباراة أمر غير مقبول بالمرة لأنه مسّ من هيبة وسمعة النادي».أما في ما يتعلق بغيابه عن مواكبة المباراة الأخيرة فأكد رئيس الأولمبي الباجي جلال الغربي: «إلتزامات خاصة وقاهرة منعتني من الحضور». من يريد الرئاسة فليتفضل أما عن مستقبل الأولمبي الباجي ومسألة مواصلة رئاسة النادي من عدمها فقد تحدث الغربي قائلا: «نحن مطالبون في مرحلة أولى بعقد جلسة عامة تقييمية سنقدم من خلالها كل التفاصيل عن أنشطة الفريق ووضعيته المادية...أما في ما يخص الجلسة الإنتخابية فهي مبدئيا مؤجلة إلى غاية شهر فيفري 2014 عندما نكون أنهينا سنتين من العمل على رأس النادي وفقا لما يقتضيه النظام الداخلي للأولمبي الباجي...أنا لا أمانع في عقد جلسة إنتخابية في أقرب الآجال إلا أن ذلك مرتبط بتسوية الوضعية المالية بما أنني سلمت صكوطا بنكية تحمل إسمي بمبالغ جملية في حدود 90 ألف دينار بالإضافة إلى صكوك باسم النادي بمبالغ 150 ألف دينار فأنا لا أجري وراء رئاسة النادي وليعلم الجميع أنني جئت على رأس النادي في ظروف خاصة ولم أكن أرغب في الرئاسة بالمرة...لقد قبلنا النادي بديونه ووضعيته الصعبة من هيئة علي برناز التي سبقتنا وكل من يرغب في تحمّل المسؤولية ما عليه سوى قبول النادي بوضعيته المالية الصعبة مع أنني لا أعتقد أن هناك من سيقدم على تحمل هذه المسؤولية رغم ما يروج من أخبار عن تحرك بعض الأسماء في إتجاه تحّمل العمل على رأس النادي...عموما سأترك النادي متى إنتهيت من تسوية الوضعية المالية وفك كل الإلتزامات التي تربطني بالفريق...