التونسية ( أكودة ) أسدل الستار على فعاليات الايام المسرحيّة «حافظ الهمادي» في نسختها الرابعة عشرة وقد تضمّن برنامج الدورة عددا من العروض المسرحيّة أبرزها « انفلات غرامي» لشركة خديجة نص واخراج كمال العلاّوي ومسرحيّة «أصوات» لشركة المسرح اليومي بتونس اخراج المنجي بن ابراهيم و«دور يا كلام» لجمعية مسرح قصيبة المديوني ومسرحية «تحت الصبّاط» لجمعية أروقة .. وتحرص ادارة دار الثقافة بإشراف السيد الصادق عمار على تنظيم هذه التظاهرة في اطار المحافظة على ما تبقى من الذاكرة المسرحية بمسقط رأس رائد المسرح التونسي ابراهيم الاكودي من خلال التعريف بأحد أبناء أكودة. فحافظ الهمادي هو من الفنانين الذين وهبوا حياتهم للمسرح وتميزت أعماله بفنيات عالية في التمثيل حيث طوّع المسرح بطريقة سلسة لكنها مفعمة برسائل ملغّمة لا يفهمها الا من خبر معاناة الخشبة .. حيث تتداخل بأعماله هموم الذات وهموم الواقع الذي كان مصدر ايحاء والهام .. ولعل ما ميز مسيرة هذا المسرحي المبدع الذي احترق ليضيء على الاخرين هو تجاوب القدر لأمنية كانت تراوده دائما وهي الموت على خشبة المسرح وهوما حدث عند قيامه بالتمرينات الاخيرة في مسرحية « علي بن غذاهم» .. هو ما جعل احياء الذاكرة الفنية للمدينة والوفاء للمبدعين الافذاذ هوشعار هذه المبادرة التي تنم عن حس وطني عال وعن ثقافة فسيحة الارجاء مع بحث مستمر من دورة الى اخرى مثخن بمخزون ثري من الممارسات والتجارب بما يجعل هذه التظاهرة قيمة مسرحية وفنية من شأنها أن تسهم في بناء القاعدة الثقافية التي تبني عليها الأجيال اللاحقة الهيكل الثقافي المعاصر في مدينة تستلهم حاضرها ومستقبلها من تاريخها الثقافي الوضّاء ..