ربما العنوان يُحيل على الفيلم الكوميدي لعادل إمام«الكباب والإرهاب» ولكنّ المسألة لا تحتمل الفذلكة والارتياب، الصورة قاتمة هناك في جبال الشعانبي والمعالجة الأمنية ضرورية ونحن نشدّ على أيدي قواتنا ولنا ثقة كاملة فيها لتُزيل عن بلادنا كهوفَ الضباب. أمّا نصف الدواء الآخر فهو الفكر والكِتاب، وهنا«جُهَيْنَة» لا تجد حرجا في أن تقول للمحسن أحسنت وهنا أقصد وزارة الثقافة، فتظاهرة ربيع الكتاب التونسي وشهر التراث لامستا تقريبا كل أنحاء البلاد بما فيها القرى المحرومة من الثقافة بل كان النجاح فيها باهرا أكثر من المدن المتعوّدة على اللقاءات الفكريّة. إنّ جلوس المواطنين حول طاولة واحدة ومناقشة كتاب أو فكرة في مختلف العلوم الإنسانية وتعدّد القراءات وتعارضها في بعض الأحيان وتبادل الآراء يُساهم جديا في خفض درجة الاحتقان الأيديولوجي كما يُعوّد التونسي تدريجيا على هضم مفهوم التعايش في ظلّ الاختلاف بما يجعل الإرهاب يهرب آليّا من الباب قبل الشّبّاك. إنّ هذا الحراك يجب أنْ يتواصل لأنّ خراجَه استراتيجيًّا هو انتفاء تحصّن أبنائنا «الضالّين» بالجبال مقابل جلوسهم مع كل أطياف الشعب في حوار مُواطني راق يُبعد عنا شبح العنف. سيهرب الإرهاب حين نزرع في أبنائنا حبّ الكِتاب!.