أشرف صباح أمس نوفل الجمالي وزير التكوين المهني والتشغيل على اختتام «برنامج الأممالمتحدة للشباب والتشغيل والهجرة» بمقر الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بحضور سفير المملكة الإسبانية بتونس أنطونيو كوسانو وممثلين عن منظمة الأممالمتحدة ومجموعة أخرى من أهل الاختصاص. وأكد نوفل الجمالي لدى افتتاحه للملتقى أن برنامج «الشباب والعمل والهجرة» الذي أشرفت عليه وزارة التكوين المهني والتشغيل وخمس وكالات أممية (منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة العمل الدولية والمنظمة الدولية للهجرة إضافة الى برنامج الأممالمتحدة الانمائي واليونيدو)، قد انطلق في أكتوبر 2009 في ثلاث مناطق مستهدفة هي ولاية الكاف وقفصة ومنطقة تونس، وتابع قائلا: «نعلم جميعا أن هذه المنظمات الدولية لم يكن لديها هامش كبير للتحرك سنة 2009 وللذهاب الى المناطق الداخلية باعتبار أن النظام كان حريصا على تسليط رقابة شديدة على تحركات كافة العاملين خاصة في مجال التشغيل نظرا لحساسية الموضوع». وأضاف وزير التشغيل «بعد الثورة تعرض هذا البرنامج الى العديد من الصعوبات خاصة في مستوى التنسيق وحتى على مستوى تعاقب المسؤولين في مستوى الإدارة التونسية المنشغلين بهذا الملف». وأقرّ الجمّالي أن الأموال المرصودة للبرنامج لم تكن مرتفعة وأنها إسبانية المصدر، إلا أن النتائج التي تحققت رغم كل الصعوبات كانت مبهرة على حد تعبيره، وأضاف: «لقد تمكن البرنامج من إعانة العديد من الشباب على بعث مؤسسات خاصة كما مكن من إعادة إدماج عائدين من ليبيا في سوق الشغل». وعبّر نوفل الجمالي عن رغبة وزارته في إعادة تمديد هذا البرنامج لسنوات أخرى لكن بصيغة مختلفة على حدّ قوله، مضيفا في هذا الإطار: «ان الصيغة الحالية قد تعرضت في إطارها الى العديد من الصعوبات على مستوى التنسيق خاصة مع هياكل الأممالمتحدة في حد ذاتها وفي الوزارة أيضا وأردنا أن نقترح أن تكون لهذا المشروع هندسة هيكلية تكون مبسطة أكثر حتى يصبح التعامل أسهل». وبيّن الوزير أن برنامج الأممالمتحدة يستلزم مساهمة الشباب التونسي في تحقيق الأهداف الانمائية للألفية وأنه يهدف الى تعزيز وتحسين القدرات الجهوية عن طريق إنشاء تشغيل لائق ودائم للشباب وتشجيع للكفاءات المحلية في الجهات على حد تعبيره. رهان ثقافي وحول الاستراتيجية التي تنتهجها الوزارة لدفع التشغيل، قال الوزير: «إذا كانت هناك مسؤولية مباشرة لوزارة التشغيل وإذا كانت لدينا القدرة الفعلية على التأثير المباشر في سوق الشغل فسيكون عن طريق التمويل وتشجيع الشباب على بعث المؤسسات». وتابع حديثه قائلا: «نعرف أن رهاننا ليس اقتصاديا ولكنه ثقافي لأن حلم الشاب التونسي الى حد اليوم هو الدخول الى الوظيفة العمومية، وبهذا البرنامج الجديد نحن نعمل على إرساء ثقافة جديدة لدى الشباب على أن تتحول خياراته المستقبلية الى بعث مؤسسته الخاصة وأن يساهم بدوره في حل مشكلة التشغيل ويتحول من طالب شغل الى مشغّل» وشدّد الوزير على ضرورة أن يكون لتونس نسيج جمعياتي مكون من جمعيات جديدة لها القدرة والخبرة في مرافقة الشباب. تجارب في الموعد وركز اللقاء على قصص النجاح المبتكرة من مبادرات الشباب حيث تحدثت درصاف تومي وهي ممرضة بالصحة العمومية عن تجربتها قائلة: «قمت بالمشاركة في مشروع الهجرة للعمل في بلجيكيا كممرضة وبرنامج الأممالمتحدة هو الذي شجعني وقدم لي حافزا لخوض هذه التجربة ومكنني شخصيا من دراسة وتعلم اللغة الهولندية لمدة سنتين متتاليتين وخلال شهر جوان الجاري سأشد الرحال الى هولندا إن شاء الله». أما مروان بن عثمان وكيل الشركة العامة للمواد البلاستيكية (شركة لرسكلة المواد البلاستيكية) فقد أشار الى أنه تحصل على تكوين دام 21 يوما في مجال المحاسبة والتصرف وإدارة المؤسسات وأن هذا التكوين قد فتح له المجال أمام بعث هذا المشروع. معرض في بهو الاتحاد وشكل اللقاء كذلك فرصة لإطلاق الكتاب والفيلم الوثائقي «وجوه الأمل» للمخرج مراد بالشيخ، كما حملت جدران بهو اتحاد الأعراف بمجموعة من الصور الفتوغرافية لنساء تونسيات ولوجوه مشرقة باعثة على الأمل.