من المزمع ان تنظر في غضون الايام المقبلة احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس في جريمة تورط فيها ستة اشخاص سيمثل ثلاثة منهم امام انظار المحكمة بحالة ايقاف في حين أن البقية بحالة فرار وقد وجهت لهم دائرة الاتهام تهمة الانخراط في عصابة بقصد الاعتداء على الاشخاص والأملاك والسرقة. وحسب ما ورد بملف الابحاث فإنه اثناء قيام اعوان فرقة الطريق العمومي بمنطقة بن عروس بدورية لفت انتباههم احد المتهمين في القضية وهو يحاول الفرار بواسطة شاحنة كانت محملة بكمية من الخرفان وكانت سيارة أخرى تتبعها وبداخلها خمسة اشخاص تولوا تهشيم سيارة الفرقة باستعمال العصي والأسلحة البيضاء وذلك لمنع اعوان الامن من مطاردتهم وإلقاء القبض عليهم. وقد نجح أفراد السيارة الثانية في الفرار فيما تمكن الاعوان من القبض على سائق الشاحنة. وبتفتيشه حجزوا لديه مبلغا ماليا يقدر بحوالي أربعة آلاف دينار. وباقتياده لمقر فرقة الشرطة العدلية ببن عروس اعترف سائق «الايسيزو» بأن الأغنام التي كانت معه مسروقة من إحدى المناطق بالوطن القبلي دالاّ على هوية شركائه في الجريمة. وقد توصلت التحريات الى صاحب الخرفان وتم إرجاعها اليه. كما تبين ان الشاحنة التي كان يقودها المتهم تعود الى امرأة صرحت ان ابنها هو الذي كان يستغلها في النقل الخاص وأنه بعد ان ارتكب بها حادث مرور قررت وضعها بمستودع. في الأثناء اتصل بها احد المتهمين وطلب منها ان تسوغه تلك الشاحنة لرغبته في استغلالها لنقل الخضر وبيعها فوافقت على ذلك ثم استرجعتها منه ثم بعد يومين طلب استعارتها ثانية لاستعمالها في أغراض عائلية وهي نقل «جهاز» شقيقه فلم تمانع لأن الامر انساني غير انها فوجئت لاحقا بإبلاغها ان الشاحنة كانت محمّلة بأغنام مسروقة. ونفت هذه الاخيرة علمها بتاتا بالغرض الذي استعملت فيه شاحنتها واكدت براءتها وعدم تواطئها في الامر. وبعد سماع أقوال المظنون فيه من طرف باحث البداية أحيل على قاضي التحقيق. وباستنطاقه مجددا تراجع في أقواله السابقة وأكد انها لم تكن صادرة عنه بكامل إرادته بل انها انتزعت منه قسرا وأدلى بتصريحات مغايرة ذكر ضمنها انه بحكم عمله في تجارة الخضر فقد كان يتسوغ الشاحنة من مالكتها لتسهيل عمليات التوزيع والبيع وانه فعلا استعار منها وسيلة النقل من أجل نقل أثاث شقيقه الذي يستعد للزواج غير انه تلقى اتصالا هاتفيا من ابن صاحبة الشاحنة وأعلمه بأن شاحنة محمّلة برؤوس الأغنام ستعترضه وطلب منه ان يضعها في الشاحنة ويجلبها الى احدى المناطق التابعة لولاية أريانة حيث سيجده في انتظاره فاستجاب لطلبه. وأضاف أنه بعد ان شحن الأغنام فوجئ بسيارة الشرطة تطلب من السيارتين التوقف غير ان سائق السيارة الاولى تحصن بالفرار مضيفا أنه عندها استراب في الأمر وأنه لم يكن أمامه من خيار غير اقتفاء أثر السيارة الاولى. وتمسك المتهم بكونه براء من تهمة سرقة الخرفان غير ان تصريحاته فنّدتها نتائج الابحاث التي كشفت ان احد الجزارين كان يتعامل مع متسوغ شاحنة «الايسيزو» إذ كان يزوده باللحوم بمعدل مرتين في الاسبوع وذلك بشهادة عامل لدى الجزار الذي أفاد انه يجهل ان تلك الخرفان كانت مسروقة. بعد استيفاء التحقيقات مع المتهمين الموقوفين احيل الملف على دائرة الاتهام التي أحالته كما هو مذكور أعلاه على القضاء حتى ينال المتهمون جزاء ممّا اقترفوه.