بدعوة من عدد من المؤسسات والجمعيات المحلية بالنفيضة وهي المكتب المحلي لاتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وجمعية 6648 وجمعية وفاق والرابطة المحلية للدفاع عن أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل إضافة إلى التنسيقية المحلية للمجتمع المدني انعقدت أول أمس بأحد نزل مدينة سوسة ندوة صحفية لتسليط الضوء على جملة من المسائل ذات العلاقة بالإحتقان العام الموجود في المدينة بعلاقة مع الإضراب العام الذي وقع تنفيذه يوم 30 أفريل الفارط وتداعياته. وقد تطرقت الندوة لنقاط متعددة وقع تبويبها وفق محورين أولهما اسباب الدعوة لإضراب 30 أفريل 2013 وثانيهما أسباب الدعوة لإضراب ثان يوم 16 ماي الجاري - وهنا نذكر أن نفس منظمي إضراب 30 أفريل كانوا قد دعوا لاضراب عام ثان كان مبرمجا ليوم 16 ماي الجاري قبل أن يقع تعليقه في آخر لحظة لفسح المجال للتحاور حول الاشكاليات التي كانت وراء هذه الدعوة. وفق الوثيقة التي دعت لهذه الندوة، وطبقا لما وقع التصريح به على عين المكان فإن مطار النفيضة وعلاقة المشرفين عليه على أكثر من مستوى بأهالي المنطقة شكل محور مجمل الاشكالات المطروحة والتي أدت إلى الاحتقان الاجتماعي فضلا عن ملفات أخرى بعلاقة بالمسألة الاجتماعية والتنموية أفرزت موقفا خاصا من السلط الجهوية وإدانة واضحة لمثال التنمية المعتمد في الجهة. المطار قطب تنموي أم مركز سيادة أجنبي؟ في خصوص المطار وإلى جانب العودة لحيثيات الخلافات القائمة بين أهالي المنطقة وهذه المؤسسة والتي نتج مجملها على خلفية المطالبة بأحقية أبناء مدينة النفيضة في التشغيل قبل غيرهم أدان الحاضرون غياب الشفافية في الانتدابات بهذه المؤسسة حيث قالوا ان مكتب التشغيل بالمنطقة لاحول ولاقوة له وليس الطريق الأقصر للاشتغال بهذه المنشأة وأن النزل والملاهي وبعض المكاتب عادة ما تكون مكان التناظر من اجل الحصول على وظيفة في المطار وفق تصريحات موثقة لمنظمي الندوة. كما أن علاقة العاملين بالمطار بالإدارة المشرفة عليه بلغت درجة من التشنج والاحتقان جعلت تداعياتها تبلغ أروقة المحاكم حيث من المنتظر أن يمثل غدا عدد من العاملين بالمطار أمام أنظار القضاء بتهمة «تعطيل سير العمل والصد» وهي التهمة التي اعتبرها منظمو الندوة الصحفية من ممثلي المجتمع المدني بالنفيضة كيدية وملفّقة وفق تعبيرهم حيث يعتبرونها التفافا على المشكل الرئيسي بالمطار والمتمثل في ما أسموه «السلوك المشين» لأحد المسؤولين الأتراك والذي قام وفق تصريحات متطابقة لعدد من الأهالي والعاملين بالمطار بالاعتداء جسديا وفي عملية مكررة على عدد من العاملين. ما حكاية المنطقة الأثرية والأمن الموازي بالمطار؟ إلى جانب هذه المسائل وقع خلال الندوة الصحفية الحديث عن ملف غاية في الخطورة يتمثل في ملفات فساد قديمة جديدة ذات علاقة بهذه المنشأة حيث وقع الحديث عن منطقة أثرية وقع اكتشافها خلال القيام بأشغال تشييد المطار والتي قال منظمو الندوة أنه وقع طمسها بالكامل في ظروف غامضة. وفي نفس السياق قال منظمو الندوة أن لديهم معطيات ثابتة وتفاصيل عن وجود تجاوزات داخل المطار بعلاقة مع ما اسموه جهاز أمن مواز يسير دواليب الأمور وفق إرادته داخل المطار في تحد صارخ لسيادة الدولة التونسية حيث قيل في هذا الصدد «المطار هو منطقة خارج سيطرة الدولة التونسية...». مشاغل تنموية وشعور «بالحقرة» «الحقرة» تلك هي العبارة التي كانت على أفواه منظمي الندوة من اهالي النفيضة وممثلي جزء من المجتمع المدني بها. وفي هذا السياق وقعت إثارة مشكلة التشغيل وسط اندهاش كبير حيث قال الحاضرون أن المنطقة بها منطقة صناعية تضم أكثر من 180 مؤسسة لكنها لا تشغل من ابناء المدينة إلا النزر القليل وحتى الضرائب التي تدفعها هذه الشركات فهي لا تدفع بالمنطقة حيث أن المقرات الاجتماعية لمعظم هذه الشركات موجودة بمناطق أخرى بين العاصمة ومدينة سوسة وأغلب الكوادر التي تعمل بهذه الشركات من غير أبناء المدينة وهو ما وقع اعتباره انتهاكا صارخا في حق أبناء المدينة من إطارات وخريجي جامعات انهكتهم البطالة أو الاغتراب عن مدينتهم من أجل البحث عن لقمة العيش. احتجاجات وشروط أمام والي سوسة أحد محاور الندوة الصحفية كان والي سوسة وكيفية تعامله مع مشاكل المدينة وفق تعبير الحاضرين الذين اتهموه بتجاهلهم وتجاهل مشاكلهم حيث قالوا انه لم يكلف نفسه مشقة الاستماع لهم ولمطالبهم ذات البعد التنموي على الرغم مما شهدته المنطقة من تقلبات وتحركات اجتماعية سلمية للمطالبة بالتنمية وقد تجاوز الاحتجاج شخص والي سوسة ليشمل السلط المركزية بالدولة حيث قال أحد الحاضرين ان نصيب المدينة من التنمية صفر. إما الاستماع لنا أو الإضراب العام مجدّدا هذا ما انتهى إليه منظمو الندوة الصحفية، حيث قالوا حرفيا أنه «إن لم تلتفت لنا السلط الجهوية وعلى رأسهم الوالي فإننا ماضون نحو إضراب عام جديد في غضون أسبوع...». فهل يقع سل فتيل الاحتقان وتغليب لغة الحوار أم تشهد الأوضاع تطورات ميدانية في اتجاه التصعيد وتشهد مدينة النفيضة إضرابا عاما جديدا؟