من موفدنا الخاص: نبيل بنّور عاد السينمائي الإيراني محمد رسولوف إلى مهرجان «كان» في قسم «نظرة ما» بفيلم «المخطوطات لا تحترق» صوره بين إيران وأماكن أخرى لم يصرح بها، وقد عرض الفيلم يوم الجمعة 24 ماي في تحد لنظام طهران الذي سبق ان حاكم «رسولوف» بست سنوات سجنا ومنعه من الإخراج عشرين عاما . واعتقل رسولوف (40 عاماً) وأدين بالدعاية ضد نظام الحكم في إيران عام 2010 إلى جانب زميله المخرج جعفر بناهي، وجرى خفض فترة سجنه لعام بعد الاستئناف. وكان آخر فيلم لراسولوف «وداعاً» قد فاز بجائزة أفضل مخرج في قسم «نظرة ما» في مهرجان «كان»، واستلمت زوجته الجائزة لأنه كان ممنوعاً في ذلك الوقت من السفر. ورفع الحظر من وقتها ، وكان رسولوف صور في فيلم «وداعا» (2011) محامية زوجها ناشط سياسي مطارد تحاول الهجرة من ايران لكنها لا تتمكن وتفقد عملها. وعلى عكس ما حدث قبل عامين، حضر المخرج الايراني محمد رسولوف هذه المرة مع فيلمه الذي يشارك في مهرجان «كان» السينمائي، ورافق راسولوف إلى العرض الأول ستة ممثلين وطاقم العمل وجرى حجب أسمائهم لتجنب تورطهم في مشاكل مع السلطات الإيرانية عند عودتهم ، وقال راسولوف متحدثاً عبر مترجم إن لديه «مشاعر مختلطة» عن كونه في المهرجان . وأضاف: «لم يتمكن بعض الأفراد الذين كانوا معي على مدار التصوير والإخراج من المجيء»، وأرجع غيابهم إلى «الظروف التي كما تعرفونها استثنائية في إيران». وقد خلا الفيلم في نهايته من اي جنريك او اي اسم، وفي ذلك ادانة اضافية من المخرج لما يتعرض له الفنانون في ايران من ملاحقات، وقد تم إرسال الفيلم إلى مهرجان «كان» سراً بالطريقة نفسها التي تم فيها إرسال الفيلم السابق قبل سنتين ، قبل 48 ساعة من إغلاق الاختيار الرسمي. ويندد الشريط في أكثر من ساعتين بأساليب القمع التي تستخدمها السلطات الايرانية ضد المثقفين وتحديدا منهم الكتاب الروائيون. ويروي فيلم رسولوف الجديد قصة «خسرو» القاتل المأجور الذي يعمل تحت إمرة «مرتضى»، ويكون عليهما الذهاب في مهمة قتل احد الأدباء المعروفين بشكل تظهر فيه العملية على أنها انتحار. وسبق ان تعرض رسولوف لقضية التعذيب في فيلمه السابق «القنديل الازرق»، الذي يتعرض فيه رجل للتعذيب لأنه يرفض ان يقر بان البحر ازرق. وقال رسولوف «سأكون مسرورا حين يعود النقاد السينمائيون الى ايران ويكتبون بان فيلمي لا يتمتع بقيمة فنية عالية»، في اشارة منه الى غياب المعايير الفنية للنقد في بلاده. وينتمي هذا الفيلم الى تيار بات واضحا في السينما الايرانية ونما حضوره في السنوات الاخيرة وهو تيار بات يعرف بالسينما «السرية» او سينما «Underground وهي تصنع بشكل مستقل دون اخذ تصاريح من الجهات الرسمية بعد تجارب لعدد من المخرجين استحال معها الحصول على اذن بالتصوير. وينتمي رسولوف (مواليد 1972) الى الجيل الجديد من السينمائيين الايرانيين الذين لا يتوانون عن انتقاد النظام ووصفه بالدكتاتورية، ومن اعماله السابقة «وداعا» (1911) و«في ميدوز الابيض» (2009) و«رئيس ريح» (2008) و«جزيرة اهاني»(2005) و«غاغومون» (2002). وعلى الرغم من التصريحات المتكررة لمسؤولي مهرجان «كان» بخصوص ابتعاد المهرجان المبدئي عن السياسة وطرد المخرج الشهير «لارس فان ترير» من دورة السنة قبل الماضية بسبب تصريحات فهمت على أنها معادية لليهود ويشتم منها تعاطف مع النازية، رغم إعتذار المخرج الدنماركي، فإن المهرجان يظل في نظر كثيرين مهرجانا سياسيا بإمتياز، ففي السنة الماضية كرمت جمعية مخرجي الأفلام في مهرجان «كان» المخرج الايراني جعفر بناهي المحكوم عليه بالسجن ست سنوات ومنحته جائزة «العربة الذهبية» ولم يحضر «باناهي» بطبيعة الحال، كما حدث قبل سنتين حين تم اختياره لعضوية لجنة التحكيم بسبب منعه من السفر من قبل السلطات الإيرانية ورمز لغيابه بإعتماد سياسة الكرسي الفارغ طيلة إحتفاليات المهرجان. أكثر من ذلك نظّمت على هامش المهرجان في السنة الماضية ندوة عن «صناعة الأفلام في ظل نظام دكتاتوري» وأصدرت جمعية مخرجي الافلام بياناً أكدت فيه انها تتعهد بتحطيم الصمت المفروض على جعفر باناهي والنضال من أجل حرية التعبير، ويبدو أن مهرجان «كان» يسلط الاهتمام بشكل لافت على إيران دون غيرها إذ لا نعتقد أن هذا البلد هو الوحيد الذي يتعرض فيه السينمائيون إلى الضغوطات والمنع وإن كان ذلك بدرجات متفاوتة. ولا يمكن في كل الحالات اختزال المكانة التي تتمتع بها السينما الإيرانية في مهرجان «كان» في القمع الذي تسلطه السلطات الإيرانية على السينمائيين الإيرانيين ذلك ان افلام عباس كيورستامي واصغر فرهادي وجعفر باناهي كما محمد رسولوف تعتبر من افضل الأفلام التي عرضت في مهرجان «كان» خلال العشرية الأخيرة، وتقدم فرنسا تسهيلات كبيرة للسينمائيين الإيرانيين ليصوّروا افلامهم في فرنسا كما حدث مع اصغر فرهادي في فيلمه «الماضي» المشارك في دورة هذا العام من مهرجان «كان»، وكحال كيورستامي في فيلميه الأخيرين. طارق بن عمار يلاقي يوسف الصديق... إستقبل طارق بن عمار أول أمس المنتج السينمائي أحد مالكي باقة «نسمة» و«ON TV» المصرية المفكر يوسف الصديق في يخته الراسي بميناء مدينة كان. وعلمت «التونسية» أن الصدّيق الذي كانت له تجربة سابقة مع «نسمة» في برنامج «وإنت على دينك» وإنتهت بخلاف بينه وبين مدير عام القناة نبيل القروي، سيكون حاضرا في برامج «نسمة فرنسا» التي سيتم إطلاقها بشكل رسمي في الأسابيع القادمة وهي نسخة معدلة من «نسمة الزرقاء» التي تبث برامجها تجريبيا منذ فترة قصيرة.