ما يميّز مسيرة المدرب ماهر الكنزاري منذ عودته إلى الترجي الرياضي للإشراف على حظوظ فريق باب سويقة هو انتصاره في ثلاثة دربيات متتالية وفي ظرف وجيز جدا منحه العلامة الكاملة في هذه المواجهات ذات النكهة الخاصة مع الجار ، وتحققت هذه الإنتصارات ضد ثلاثة مدربين مختلفين وهم نبيل الكوكي وفوزي البنزرتي وفتحي العبيدي مما يعطي التفوق الفني بوضوح لهذا المدرب الذي لم تخدمه الظروف في التتويج بالبطولة بسبب تعدد الغيابات واضطراره في كل مباراة الى إدخال تعديلات على التشكيلة الأساسية بما أن الترجي الرياضي لم يلعب بنفس التركيبة في مقابلتين متتاليتين وهذا ما أثر على مردود الفريق خصوصا من الجانب الهجومي الذي افتقد فيه ماهر الكنزاري إلى الهداف القناص القادر على استغلال الفرص السهلة المتاحة في المباراتين اللتين انهزم فيهما الأحمر والأصفر حيث كان العقم الهجومي سببا رئيسيا في فشل الترجي الرياضي في المحافظة على لقبه. الإنتصار للإستمرار في المشاركة في رابطة الأبطال لا يملك الترجي الرياضي مصيره بين يديه في التتويج بالبطولة تماما مثل منافسه غدا في اختتام مرحلة البلاي أوف النجم الساحلي نظرا للأسبقية التي يتفوق بها النادي الصفاقسي في الترتيب العام والتي تجعله الأقرب لكسب اللقب خصوصا وأنه يستقبل بمناسبة الجولة الأخيرة متذيل الترتيب في هذه البطولة المصغرة النادي الإفريقي الذي حصد نقطة يتيمة إلى حد الآن في المواجهات المباشرة التي جمعته بباقي المنافسين... إذن أصبح التتويج بالبطولة بعيدا عن الترجي الرياضي لكن يبقى رهان المواجهة غدا هاما لمستقبل الفريق خصوصا على المستوى القاري ذلك أن الفوز غدا سيسمح لأبناء باب سويقة من الظفر بالمركز الثاني وهو ما يعني مواصلة تمثيل الكرة التونسية في كأس رابطة الأبطال الإفريقية وهذا شيء هام جدا بالنسبة للنادي الذي لا يريد أن يبتعد عن المنافسات القارية التي تظل من أولى أهدافه في كل سنة. غياب حاسم يعد المدافع شمس الدين الذوادي الإنتداب الناجح رقم واحد الذي قام به الترجيون في ميركاتو الشتاء الأخير حيث أصبح هذا اللاعب في ظرف وجيز ركيزة أساسية في الخط الخلفي والمدافع رقم واحد في الفريق... الذوادي سيكون غدا بمناسبة لقاء الجولة الختامية لمرحلة البلاي أوف ضد النجم المتغيب البارز عن التشكيلة الترجية بسبب جمعه ثلاثة إنذارات الشيء الذي سيجبر المدرب ماهر الكنزاري مرة أخرى على إدخال تعديلات اضطرارية عن تركيبة محور الدفاع التي حافظت على نفس الثنائي طيلة كل لقاءات مرحلة التتويج وشكلت أبرز نقاط قوة الفريق في الفترة الأخيرة. راحة جديدة للمساكني في كل مباراة يخسر الترجي الرياضي لاعبا على الأقل بسبب الإصابة ، ففي المباراة الأولى ضد النادي الصفاقسي تعرض هداف الفريق هيثم الجويني إلى إصابة حرمته من تعزيز صفوف الأحمر والصفر خلال كامل مرحلة البلاي أوف، ثم جاء دور متوسط الميدان خالد المولهي في دربي الذهاب حيث تعرض هو أيضا إلى إصابة حرمت الترجي الرياضي من خدماته في لقاء سوسة الذي غاب عنه الثلاثي الأساسي لهذا الخط ، في نفس هذه المباراة أمام النجم أصيب الأمجد الشهودي وانضم إلى قائمة المتخلفين عن لقاءات فريق باب سويقة لتشمل هذه الإصابات متوسط الميدان كريم العواضي هداف الدربي في الذهاب وذلك في اللقاء " المشهود " ضد النادي الصفاقسي الذي حكم على الترجي الرياضي بخسارة البطولة بسبب الأخطاء الفادحة التي ارتكبها الحكم مراد بن حمزة، وأخيرا جاء الدور على إيهاب المساكني أمس الأول بمناسبة مباراة الأجوار لينضم مجددا إلى قائمة المصابين وبالتالي المتخلفين عن قادم المقابلات حيث سيركن صانع ألعاب الأحمر والأصفر إلى راحة جديدة. عودة القائد مقابل كل هذه الغيابات العديدة والمؤثرة والتي شكلت مثلما ذكرنا احد الأسباب التي أثرت على آداء فريق باب سويقة وبالتالي على نتائجه وحظوظه في التتويج ببطولة جديدة يستعيد قائد الفريق خليل شمام غدا بمناسبة لقاء النجم بملعب رادس مكانه على الجهة اليسرى للدفاع مما يمنح الفرصة أمام المدرب ماهر الكنزاري بالتعويل على محمد بن منصور في محور هذا الخط كبديل لشمس الدين الذوادي المعاقب لجمعه ثلاثة إنذارات. ماذا حدث للبلايلي؟ كانت آمال كل الجماهير الترجية منصبة على الجزائري يوسف البلايلي لقيادة الجانب الهجومي لفريقهم والمساهمة في انتصاراته في هذه المرحلة الهامة والحاسمة من البطولة لكن هذا اللاعب خيّب هذه الآمال وفشل في جل لقاءات البلاي أوف في تقديم الإضافة المرجوة والمنتظرة وتأمين الدور المناط بعهدته بسبب تراجع مستواه بشكل مفاجئ وغريب مبديا نقائصا كبيرة من الناحية البدنية على الرغم من صغر سنه وكذلك عدم مشاركته بصفة فعالة في العمل الدفاعي مما طرح العديد من التساؤلات حول نمط الراحة وتدارك ماراطون المباريات بالنسبة لهذا اللاعب الذي من المفروض أن يتميز بجاهزية بدنية أفضل من العديد من اللاعبين الآخرين المتقدمين في السن وفي مقدمتهم حسين الراقد الذي ساعدته عقليته الإحترافية على مسايرة النسق وعدم التأثر بالماراطون على الرغم من كونه اللاعب الذي يقطع أكثر مسافة في كل لقاء في الترجي الرياضي إلى جانب سامح الدربالي. البلايلي الذي لا يشك أحد في إمكانياته العريضة مطالب ربما بمراجعة هذه الناحية حتى يكون مستواه منتظما في كل المقابلات ولا يخيب آمال الترجيين.