ألقت أحداث جبال الشعانبي من ولاية القصرين بظلالها على كامل البلاد لا سيما من حيث التأثيرات المباشرة وغير المباشرة على نسق الحياة اليومية عبر تزايد التخوف من تأزم الأوضاع الأمنية وتصاعد المد الإرهابي الذي يتهدد تونس ما بعد الثورة فضلا عن تأثر أهم شرايين الاقتصاد الوطني من ذلك وتزايد مشاغل المهنيين وتهديد آلاف مواطن الشغل بالبطالة. وبالرغم من تطمينات أهل المهنة من عدم تأثر القطاع السياحي بأحداث الشعانبي خاصة على مستوى الحجوزات للموسم السياحي الجديد وخلال فترة الصيف الحالي فإن أغلب المؤشرات والأرقام تؤكد أن القطاع لم يخرج بعد من عنق الزجاجة منذ احداث الثورة. وتحسبا لمرور التهديدات إلى النزل ومختلف الوحدات الفندقية بالبلاد خاصة مع اقتراب ذروة الموسم السياحي الذي تعلق عليه سلطة الإشراف والمهنيون آمالا كبيرة لإنقاذ قطاع الفندقة وضح سيولة نقدية في دواليب الاقتصاد وإعطاء صورة ايجابية عن الوضع الأمني في تونس، شرعت بعض الوحدات الفندقية في اتخاذ إجراءات أمنية صارمة ومشددة من خلال تشديد المراقبة على مداخلها الرئيسية وبمحيط النزل وبمضاعفة عدد الحراس مع التثبت مليا في هويات مرتادي الوحدات علاوة على مطالبة حاملي الحقائب اليدوية والحقائب الكبيرة بفتحها للتثبت من محتوياتها. وآخر الإحتياطات الأمنية الجديدة تركيز بعض الوحدات السياحية ولا سيما بالعاصمة لأجهزة رصد المعادن بالمداخل الرئيسية للنزل وقد ظهر ذلك جليا في نزل «أفريكا» بشارع الحبيب بورقيبة أين تم تركيز هذه الآلة التي يمر الزائر من تحتها لتقفي آثار وجود المعادن إلى جانب مسكهم لآلة صغيرة لرصد المعادن أيضا. وبحديثنا مع بعض أعوان الحراسة عن أسباب القيام بهذه الخطوة أكدوا لنا بأن في هذه الإجراءات تأمينا لسلامة السياح وحتى للتونسيين إلى جانب تأمين حماية النزل من كل المخاطر. وشددوا على مدى استجابة الحرفاء والمرتادين لهذه الإجراءات الأمنية المشددة مشيرين إلى أن اقتناء هذه المعدات كان على نفقة النزل.