لم يعد يفصل فريق أكابر كرة القدم بالنادي الإفريقي سوى أقل من أسبوعين على استئناف التحضيرات والعودة إلى التمرّن تحضيرا للموسم الرياضي الجديد، في فترة يخوض خلالها المسؤولون تحرّكاتهم لحسم بعض الملفّات المتعلّقة على غرار المدرّب الجديد واللاعبين المنتهية عقودهم مع الفريق إضافة إلى التحضير لموعد الجلسة العامة التقييمية للجمعية وما سيتبعها من ضرورة تحديد القائمة الجديدة للهيئة المديرة والتنفيذية صلب الفريق... ال«فيفا» تضرب من جديد.. يبدو أنّ هيئة سليم الرياحي كتب عليها العناء وعدم الإكتفاء بما تركته الهيئات السابقة من ديون وعجز على مستوى الميزانية لتتواصل دعوات وتهديدات اللاعبين السابقين لتصل حدّ لجنة النزاعات الدولية ومجلس تأديب ال «فيفا»... وفي هذا السياق، علمت «التونسية» بأنّ الإتحاد الدولي لكرة القدم وجّه مراسلة خاصة لإدارة النادي الإفريقي يدعوه فيها لضرورة خلاص مستحقات وجرايات اللاعب البرازيلي «غوستافو كامبيلو» الذي عزز صفوف الفريق في موسم 2010-2011 والمقدّرة بقيمة 175 ألف دينار، وقد راسلت لجنة النزاعات الدولية هيئة الإفريقي منذ شهر ماي الفارط لمنحها أجل 30 يوما لاستخلاص المبلغ المذكور لكنّ هيئة الفريق مازالت لم تسدد المبلغ ليكون بذلك الإفريقي معرّضا للعقوبة أمام مجلس تأديب ال»فيفا» اذا لم يتم الإستخلاص قبل موعد25 جوان الجاري. ويذكر أنّ اللاعب البرازيلي كان قد عزز صفوف الإفريقي في صيف 2010 قبل أن يغادر التراب التونسي خوفا بعد اندلاع احداث ثورة 14 جانفي 2011 ليلتحق في ما بعد بفريق «فنجة» العماني... الأمر قد لا يقف عند ملفات كلّ من «غوستافو» و«ايزيكال» لأنّ بعض النزاعات الإضافية التي تتعلّق بلاعبين سابقين مازالت راكنة بين أدراج ال «فيفا» لتنتظر مراسلات جديدة وأرقاما مالية اضافية قد تكون هيئة الإفريقي مطالبة بتسديدها لتفادي القرارات الصارمة والردعية... الأسبوع القادم يحسم أمر المدرب.. كما سبقت الإشارة في أعدادنا السابقة فإنّ هيئة الإفريقي تخوض منذ فترة في مسألة التعاقد مع المدرّب الجديد لكرة القدم وذلك بعد أن تمّ شبه حسم في أمر مدرّبي كرة اليد والسلّة، ورغم أنّ أمر مدرّب كرة القدم مازالت لم تحدد خطوطه العريضة بسبب التكتّم من جهة وتعطّل المفاوضات مع أكثر من إسم من جهة أخرى، إلّا أنّ الحسم النهائي والإتفاق المبدئي ستتضح ملامحه مع بداية الأسبوع المقبل حيث ينتظر أن يجلس رئيس النادي إلى الأسماء المحددة للوقوف على القرار النهائي في خصوص الأسماء الموجودة على طاولة المفاوضات والتي مازالت لم تحط الرحال بيننا بعد للتفاوض والقاء نظرة على مشروع الرياحي في الفريق... الإنتدابات.. ملف مؤجّل.. ومع اقتراب موعد حلول ال «ميركاتو» الصيفي، يتواصل الحديث عن الزيجات المرتقبة والإنتدابات الضخمة التي قد يعقدها النادي الإفريقي خلال الأيام القادمة حيث أسال كلّ من «أسامة الدراجي» و»فخر الدين بن يوسف» بدرجة أولى الكثير من الحبر وكانا محور حديث الأحباء بين مقيّم لامكانيات هذين اللاعبين وبين مهلل بقدومهما إلى حديقة «القبايلي» إضافة إلى بعض الأسماء الجزائرية على غرار «اسلام سليماني» و»محمد أمين عودية» الذين أغلقت ملفاتهم منذ سوق الإنتقالات الشتوية الفارط... لكنّ شتّان بين التخمينات والواقع الذي يكشف عدم اهتمام الإفريقي لهذه الأسماء حسب ما أكّدته لنا مصادر مسؤولة بهيئة سليم الرياحي... ولئن كانت الإنتدابات والتعزيزات في الرصيد البشري ضرورة قد يلتجئ إليها الإفريقي هذا الصيف، إلّا أنّ الموضوع سيكون مؤجّلا إلى حين التعاقد مع المدرّب الجديد إضافة الى عدم تعلّق هذه الملفات بأحد الأسماء المطروحة حاليا... احتراف الشبّان ظاهرة تجوب أرجاء الحديقة... لايختلف عاقلان في ضرورة المرور بفريق الأكابر واثبات الإمكانيات وتقديم الإضافة اذا تعلّق الأمر برغبة لاعبينا في الإحتراف خارج حدود الوطن والدخول في تجارب كروية في الضفّة الشمالية للبحر الأبيض المتوسّط، لكنّ الأمر في النادي الإفريقي قد ينعكس ويختلف عن القاعدة ليكون الإحتراف ملاذ كلّ من تطأ قدماه فريق الأواسط لا من أجل حرق المراحل بل بسبب انعدام الرؤيا في خصوص مستقبل شبّان الفريق اذا تعلّق الأمر بمكان ضمن فريق الأكابر وقد شهدت السنوات الأخيرة أو بالأحرى الموسمان الحاليان هجرة جماعية للاعبي الإفريقي الدوليين في الأصناف الشابة. البداية كانت باللاعب «حسام الدين بالرابح» الذي تدرّج في كل الأصناف الشابة بالنادي الإفريقي والمنتخب الوطني ووصل الى التمرّن مع فريق الأكابر خلال التحضيرات الخاصّة بالموسم الفارط تحت اشراف الفرنسي «برنار كازوني» لكنّه همّش ولم يجد أيّة وسيلة لتوقيع عقد احتراف مع الفريق بما أنّه من أبناء الدار، قبل أن يتلقّى عرضا من احد أندية الدرجة الثانية البرتغالية ليشارك مع الفريق مدّة نصف موسم سجّل خلالها 17 هدفا ليتحوّل بعدها إلى فريق «غيماراش» في الدرجة الأولى في سنّ الثامنة عشر... هجرة الشبان لم تتوقف عند ب«الرابح»، فعديدة هي الأسماء التي غادرت أرض الحديقة نحو البطولات الأوروبية على غرار المدافع «سمير الغرايري» الذي توجّه للبطولة السويسرية بعد أن كان قائد الفريق في الأواسط، إضافة إلى الجناح الأيسر «محمد الهمايمي» الذي حطّ الرحال في البطولة الألمانية والمدافع «أشرف البعزاوي» الذي توجّه للبطولة الإيطالية وآخرهم الجناح «يسري المهري» الذي غادر الفريق منذ أسبوعين في اتجاه احد الفرق السويسرية وقد يكون الظهير الأيسر «خليل ساسي» لاعب الأواسط احد الأسماء المغادرة هذا الصيف... اللاعبون الذين تمّ ذكرهم كانوا ينتمون إلى مجموعة الأواسط في الإفريقي وإلى المنتخب الوطني لكنّ التهميش جعلهم يحاولون ضمان مستقبلهم بعيدا عن النادي الذي تعلّموا بين جدران حديقته الأحرف الأولى من لعبة كرة القدم. قد نكتشف في يوم من الأيام هذه الأسماء على الصفحات الأولى للصحف العالمية ولربّما قد يدفع الإفريقي الكثير مقابل ضمّ أحدهم لصفوفه في المواسم المقبلة قبل أن يكتشف مسؤولوه بأنّ هؤلاء كانوا ذات يوم قد مرّوا من هنا... من حديقة الإفريقي...