علمت «التونسية» من مصادر موثوق بها أنّ طريقة إعلان محمد براهمي الأمين العام لحركة الشعب عن الانضمام إلى «الجبهة الشعبية» بشارع بورقيبة في ذكرى 9 أفريل الماضي لم ترق لشقّ فاعل داخلها، إذْ كانت الحركة قد حسمت موقفها ووافقت على الانضمام وتمّت صياغة ورقة العمل المشتركة مع «الجبهة» وقاد المفاوضات التي وُصفت وقتها بالناجحة براهمي وزهير المغزاوي ومنْ ثمّ كان الاتفاق على تنظيم ندوة صحفية مشتركة للإعلان الرسمي خاصة أنّ المغزاوي وحسب معلوماتنا نجح في إقناع وترويض المكاتب الجهوية الرافضة للعودة إلى «الجبهة». واعتبر هذا الشق الطريقة«الشارعية»التي استعملها الأمين العام مخلّة بأسس عمل الحركة القائمة على المؤسسات والتقيّد بتفاهمات المكتب السياسي والأمانة العامة (المجلس المركزي) وهذا ما يفسّر حجم الاحتقان بين الفريقين الظاهر خاصة في المنتديات الالكترونية. والملاحظ أنّ اللقاءات داخل الجهات في الفترة الأخيرة أشرف عليها حصريا زهير المغزاوي وبذلك التقى شقّان وهما الشق الداعي إلى احترام النظام الداخلي ومؤسسات الحركة بقيادة المغزاوي والشق المعارض لدخول «الجبهة»، في مواجهة غير مباشرة مع الأمين العام. وتشير مصادرنا إلى عدم انعقاد المكتب السياسي بحضور الأمين العام منذ 14 أفريل الماضي مما دفع أطرافا في الشق الأول إلى اعتبار حضور براهمي في ندوة «الجبهة الشعبية» يوميْ 1 و2 جوان لا يمثّل إلاّ نفسه لعدم اجتماع المكتب السياسي للتباحث في المسألة. ويبدو أنّ محاولة الطرفيْن المختلفيْن إخفاء التجاذب بينهما وعدم إخراجه إلى العلن باءت بالفشل وأن استمرار حالة الغموض التنظيمية ومواقف الحركة التكتيكية والاستراتيجية قد لا تطول أمام اقتراب المحطات السياسية مما يؤشّر على شرخ قد يؤثّر على مستقبل الحركة خاصة إذا خطا اليوم كما يتردّد خالد الكريشي خطوة أخرى ليعلن عن استقالته رسميّا من الحركة ممّا قد يكشف مدى حجم الاختلاف داخل أسوار الحركة.