مرة اخرى وبعد اقل من اسبوع عن حادثة الخميس الماضي التي انفجر فيها لغم شديد الفاعلية قرب قرية «الدغرة» في السفح الشرقي للشعانبي واودى بحياة عسكريين واصاب اثنين بجروح متفاوتة ودمر سيارتهم العسكرية.. شهد السفح الشمالي للجبل صباح اليوم انفجار لغم جديد لكنه هذه المرة في منطقة مخصصة للرعي قرب قرية «اولاد مسعود» التابعة لعمادة «البريكة» من معتمدية فوسانة. وقد انفجر في مسلك مخصص لمرور السيارات العسكرية المتجهة الى اعالي الشعانبي من جهة الطريق الوطنية عدد 13 اثر مرور قطيع من الاغنام فوقه وادى الى اصابة الراعي بجروح غير خطيرة في وجهه وعينيه من جراء تناثر شظايا اللغم ومن حسن حظه انه كان متواجدا ساعة الانفجار على بعد حوالي 20 مترا والا لكانت الاضرار اكبر فيما ادى الى تفجير الشاة التي داسته وتحويلها الى اشلاء مع اصابة خرفان اخرى .. وحسب المعلومات التي تحصلت عليها «التونسية» من شهود عيان ومن خلال معاينتها لموقعها فإن الحادثة حصلت في مكان لا يبعد غير حوالي 250 مترا عن تمركز دورية من الجيش سارع عناصرها بطلب النجدة للراعي وهو في نفس الوقت مالك القطيع واسمه محمد طاهر المسعودي (47 سنة) فوصلت سيارة اسعاف تابعة للحماية المدنية وتولت نقله الى المستشفى الجهوي بالقصرين لتلقي الاسعافات اللازمة. وكالعادة في مثل حوادث انفجار الالغام السابقة شهد المستشفى حالة استنفار كبيرة وتوافد اعداد من الامنيين والمواطنين للاطمئنان على الجريح الذي تم تحويله اثر خضوعه للكشوفات اللازمة الى مستشفى العيون بالعاصمة لاستئصال شظية صغيرة. لغم ثان مكان الانفجار يوجد خارج المنطقة العسكرية المغلقة وقريبا من مواطن العمران ولذلك حرص الجيش والامن الوطنيين على ابعاد المدنيين من سكان المنطقة والاعلاميين الذين توافدوا على موقعه في انتظار قدوم الوحدات المختصة في كشف الالغام ومحاصرة كامل محيط المنطقة مع تسيير دوريات تمشيط جوي لكامل السفح الشمالي للشعانبي لرصد أية تحركات مشبوهة يمكن ان تقود الى زارعي اللغم.. وبعد عمليات المسح التي قامت بها فرق الانياب والهندسة العسكرية بأجهزة رصد المتفجرات تم العثور على لغم ثان يبعد عن الاول بحوالي 25 مترا حاول المختصون في الاول تفجيره الا انهم خيروا في نهاية الامر تفكيكه وحمله الى الثكنة لتحديد نوعيته. وحسب قوة الانفجار واثاره على القطيع فإن اللغم الذي انفجر صباح اليوم يشبه اللغم الذي دمر صباح الخميس الشاحنة العسكرية الخفيفة وخلف قتيلين وجريحين في صفوف الجيش وهو ما يؤكد ان صانعيه لديهم قدرات كبيرة في التعامل مع المتفجرات وطريقة زرعها. مخاوف المتساكنين قال لنا أهالي منطقة «أولاد مسعود» انهم باتوا يشعرون أنهم لم يعودوا آمنين في قريتهم الوديعة ومراعيهم بما ان الالغام مزروعة غير بعيد عن مساكنهم واعربوا عن تخوفاتهم من تواجد الغام اخرى في محيط قريتهم وطالبوا السلط المسؤولة بالاسراع في الكشف عن زارعي هذه الالغام مع تأكيدهم انهم لم يلاحظوا في المدة الاخيرة اي تحركات لغرباء عن المنطقة.. وفي مقابل ذلك افادنا اخرون ان مكان تواجد لغمي صباح الثلاثاء يشير الى ان المستهدف منهما ليس السكان وانما الوحدات العسكرية التي تمر من ذلك المسلك في طريق صعودها الى الشعانبي والعودة منه.