إحتضن اول امس مقر الإتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بباجة إجتماعا عاما دعت إليه المنظمة الفلاحية وحضره عدد كبير من فلاحي الجهة وذلك لبسط عديد المسائل والمشاكل التي يعيشها الفلاح في هذه الفترة المتزامنة مع إنطلاق موسم حصاد الحبوب...فلاحو ولاية باجة عبّروا عن غضب كبير وطالبوا بحسم كافة المشاكل التي تعيق نشاطهم بداية بملف توزيع علف «السداري» وصولا إلى المصاعب التي تواجه موسم الحصاد... لعلّ أبرز ما يشغل بال الفلاح في ولاية باجة هذه الأيام مسألة توزيع علف النخالة المعروف ب«السداري» حيث عبّر الفلاحون عن رفضهم للطريقة الجديدة في التوزيع التي تعتمد على جلب «النخالة» من مطاحن من خارج ولاية باجة في حين ترسل «النخالة» المنتجة بمطاحن باجة إلى جهات أخرى مشيرين إلى أن ذلك تسبّب في التأثير على الجودة والنوعية وما يخلفه من ضرر بالأبقار والمواشي التي تعودت على إستهلاك النوعية الجيدة في السابق من مطاحن ولاية باجة كما تذمر الفلاحون من الترفيع في سعر القنطار الذي تجاوز ال 200 دينار بسبب معاليم النقل التي فرضت بسبب تغيير مسالك التوزيع بالإضافة إلى كثرة الوسطاء وأكد الفلاحون أن هذه الوضعية من شأنها أن تؤثر سلبا على وفرة ونوعية إنتاج الحليب واللحوم الحمراء بالجهة بما قد يضطر البعض منهم إلى بيع قطيعه ومواشيه وترك العمل في تربية الحيوانات وطالب الفلاحون بأن تعهد مهمّة ترويج مادة «النخالة» في الجهة إلى ديوان الحبوب فقط لتفادي تعدد الوسطاء بما يزيد في الأسعار ويفتح الباب لنشاط فاحش للسوق السوداء...كما طالب الفلاحون بالترفيع في حصّة ولاية باجة من «السداري» مشيرين إلى أن 650 طنا لفلاحي باجة غير كافية وطالبوا بمضاعفتها. مصاعب موسم الحصاد إلى جانب ملف الأعلاف فقد تطرق الفلاحون خلال إجتماعهم إلى المصاعب التي تواجه عملهم منذ إنطلاق موسم حصاد الحبوب فتم التأكيد على أن عديد المسالك الفلاحية لم تهيأ ولم يتم تنظيف حواشي الطرقات كما تذمر الفلاحون من مداهمات المنحرفين الذين يفرضون الحصول على نصيب من الصابة بالقوّة. وعبّر الفلاحون عن قلقهم إزاء كثرة الحرائق التي تزامنت مع إنطلاق موسم الحصاد وأرجعوا سبب ذلك إلى تهرم آلات الحصاد التي لم تخضع للصيانة المطلوبة وتسببت في إتلاف حوالي 100 هكتار من المساحات المزروعة في ولاية باجة المنظمة الفلاحية تتبنّى الإجتماع العام لفلاحي ولاية باجة والحضور الكبير كان خير حافز للإتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري في الدفاع عن مصالح الفلاحين والمطالبة بتسوية الملفات المطروحة حيث أكد رئيسه ناصر الدين العمدوني الموسي أن الفلاح في باجة يعاني عديد المشاكل التي تحتاج لحلول تضمن له مواصلة عمله وإنتاجه في أحسن الظروف حتى لا يضطر لمغادرة البادية والنزوح إلى المدينة بحثا عن مورد رزق ويطالب السلطة بالتشغيل...رئيس الإتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري السلط المسؤولة بإيجاد حل لمسلك توزيع علف «السداري» في أقرب وقت بما أن طريقة التوزيع الجديدة أضرت بفلاحي باجة من ناحية الجودة وتوفر المادة كما طالب بعدم إعتماد الزيادة في الأسعار حتى لا ترتفع تكلفة الإنتاج فتثقل كاهل الفلاح وتؤثر على الأسعار المعروضة على المستهلك...وأكد العمدوني أن من حق فلاحي ولاية باجة أن يتزودوا بالعلف المنتج في مطاحن الجهة لما تتميز به من جودة على أساس منطق الأولوية والتحكم في تكاليف الإنتاج بتفادي معاليم النقل...وتحدث كذلك عن مصاعب موسم الحصاد فأكد أنه رغم جهد الإدارة الجهوية للتجهيز فإن محدودية الإمكانيات حالت دون تهيئة بعض المسالك خاصة منها في المناطق الوعرة كما طالب بتوفير الأمن وتكثيف الدوريات لمزيد دعم الجهد الذي تبذله مختلف الوحدات الأمنية بالجهة... الوالي يلتحق بحكم أن إجتماع الفلاحين كان ساخنا وبلغ حد التوتر أحيانا بسبب تمسك الفلاحين بمطالبهم وتشبثهم بإزاحة ما رأوه ظلما سلّط عليهم حتّمت الوضعية على الإتحاد الجهوي للفلاحة والتجارة توجيه دعوة عاجلة إلى والي باجة نصر التميمي لطرح المشاغل في إطار حوار مباشر مع الفلاحين فإستجاب وإلتحق بمقر الإجتماع وأصغى إلى تدخلات الفلاحين قبل الإجابة فأكد تضامنه المبدئي مع فلاحي الجهة ووعد بالتحرك السريع بإتجاه تسوية ملف علف «السداري» من أجل إعادة مسلك التزود إلى سالف عهده من مطاحن ولاية باجة حفاظا على الجودة وعلى ضمان توفر الكميات المطلوبة مع السعي للترفيع في حصّة باجة من هذه المادة رغم أنه تم الترفيع فيها من 400 إلى 600 طن في الفترة الماضية...وأكد الوالي أن الإستعداد لموسم الحصاد هذه السنة كان طيبا بتعاون كافة الأطراف مشيرا إلى أن حرائق مساحات الحبوب ناجمة عن تقصير من مالكي آلات الحصاد الذين لم يجتهدوا لصيانتها قبل بداية العمل رغم تكفل مصالح الحماية المدنية بعملية الصيانة وإسناد شهادة تأمين في الغرض.