أعضاء من رابطة حماية الثورة يعتدون على صحفيين ويتحرّشون بنواب نظمت صباح امس رابطة حماية الثورة وقفة احتجاجية امام مقر المجلس الوطني التاسيسي بباردو بالتزامن مع انعقاد جلسة عامة لمناقشة قانون تحصين الثورة , لممارسة الضغط من اجل الاسراع في المصادقة على هذا القانون وللمطالبة باقصاء من اسموهم التجمعيين من الحياة السياسية . و قامت بعض المجموعات المشاركة في الوقفة الاحتجاجية بالاعتداء على صحفيين قدموا لتغطية الحدث وصلت الى حد تهشيم آلة تصوير باهظة الثمن لاحد الصحفيين وتمزيق ثيابه , فيما قامت مجموعة اخرى باستفزاز بقية الاعلاميين باشكال مختلفة , منها السب والشتم «اعلام العار» اضافة الى محو محتويات اجهزة التسجيل وآلات التصوير ... و فور وصول الصحفي المعتدى عليه الى المجلس التاسيسي للابلاغ عن الحادثة , هب بعض الصحفيين صحبة عدد من السياسيين نحوه للاستفسار عن سبب الحادثة , ممّا احدث ضوضاء وجلبة داخل بهو المجلس التاسيسي قاطع على اثرها عدد من النواب الجلسة العامة. و قد عبر عدد من النواب عن تضامنهم الكامل مع الصحفي المتضرر , على غرار «منجي الرحوي» الذي استنكر الاعتداءات المتكررة التي تقوم بها مجموعات تابعة لرابطة حماية الثورة ضد الإعلاميين , منتقدا اعمال العنف والترهيب التي تاتيها هذه العصابات حسب تعبيره. من جانبه شجب «مراد العمدوني» الانتهاكات التي تطال الصحفيين اثناء ادائهم لمهامهم مطالبا بكنس هذه المجموعات من المشهد السياسي, قائلا : «يجب تحصين الثورة من هذه العصابات ...» كما عبر «محمود البارودي» عن اسفه الشديد بعد الاعتداء على الصحفيين محملا حركة «النهضة» مسؤولية الاعتداءات باعتبارها مقدمة الغطاء القانوني لهذه المجموعات . ملاسنات وتدافع التحق عدد كبير من السياسيين بقائمة المتضامنين مع الصحفيين عندما وقعت اعينهم على الاعلامي المتضرر الذي بدا في حالة يرثى لها , وامام تزايد الانتقادات الموجهة الى رابطة حماية الثورة من قبل السياسيين والصحفيين عبر عدد من نواب حركة «النهضة» عن رفضهم لهذه الانتقادات التي اعتبروها باطلة وجائرة , مما ولد حالة من الهيجان في صفوف الطرفين وصلت الى التراشق بالتهم, فملأت الملاسنات والتدافع الارجاء , مما جعل شقا ثالثا من النواب يتدخل لفض الاشكال والتهدئة من روع زملائهم , لكن محاولاتهم باءت بالفشل بعد ان تلفظ النائب «جمال بوعجاجة» عن حركة «النهضة» بعبارة «كان عندكم شجاعة اخرجوا البرة» وهو كلام رأى فيه البعض تشريعا للعنف. وفي المقابل نفذ الصحفيون وقفة احتجاجية ببهو المجلس احتجاجا على الاعتداءات المتكررة التي تستهدفهم, لكن بعض النواب لم يرق لهم التحرك الاحتجاجي للاعلاميين , مما جعل احدى نائبات النهضة تتوجه لهم وتقول بصوت عال: «كان عندكم شجاعة اخرجوا البرة ...» وقد صبت هذه العبارة الزيت على نار الغضب السياسي والاعلامي. بن جعفر يدعو قوات الامن الى توفير الامن للصحفيين وعبر «مصطفى بن جعفر» رئيس المجلس التاسيسي عن استيائه العميق لما تعرض له الصحفي اثناء قيامه بتغطية الوقفة الاحتجاجية , معتبرا ذلك انتهاكا صارخا للحرمة الجسدية للشخص وتضييقا على الحق في النفاذ الى المعلومة وتغطية الاحداث ونقلها للمواطنين . وامام تكرر مثل هذه الاعتداءات على الصحفيين اثناء ادائهم لمهامهم ما يؤشر لخطورة الظاهرة وتفشيها, طالب رئيس المجلس طالب بفتح تحقيق فوري في الحادثة وايقاف مقترفي الاعتداء على الصحفي وعلى ادوات عمله والتعجيل بالنظر في القضايا المماثلة لمحاسبة الضالعين في العنف وتقديمهم الى القضاء, كما دعا قوات الامن الى بذل جهود اضافية والتحلي باليقظة لتوفير الحماية للصحفيين اثناء تاديتهم مهامهم. كما استنكر بن جعفر التهديدات التي تلقاها بعض النواب من بينهم النائب مراد العمدوني من اطراف تحرض على العنف داعيا جميع القوى الوطنية الحية في البلاد من مجتمع ومنظمات واحزاب ومواطنين الى التحلي باليقظة والحس الوطني في هذه المرحلة المفصلية من الانتقال الديمقراطي , وذلك بالترويج لخطاب وسلوك يدعو الى التعقل وضبط النفس ونبذ كل اشكال العنف والتطرف . منتصر الاسودي