بقلم: مصطفى قوبعة بعد الانتدابات الرياضية والانتدابات السياسية، يشمّر السيد سليم الرياحي عن سواعده الفتية ليخوض جولة جديدة من الانتدابات همّت هذه المرة المشهد الإعلامي واستهدفت قناة «التونسية». فسّر السيد سليم الرياحي عمليته كرد فعل على تخلف إدارة القناة عن الإيفاء بالتزاماتها المالية تجاهه بصفته مالكا لذبذبات البث التلفزي وفسّرها آخرون بأنها خطوة جديدة في سياق خطة ممنهجة لضرب قناة «التونسية» وخطّها التحريري ورأى فيها آخرون بصمات السيد نبيل القروي. أما باعث القناة (قناة حنبعل) فيبدو خارج الموضوع على أمل أن يخرج وقناته أبرز مستفيدين من صراع «الكبار». ضرب السيد سليم الرياحي ضربته مفاجئا الجميع، وفي ضربة استباقية أخرى تصرف دون حق في شعار جريدتي «التونسية» الالكترونية والورقية وبمنطق «توّة توّة»، فعامل الوقت لا يسمح له بإجراء ما يلزم لاختيار شعار جديد لقناته الجديدة، فوجد الشعار جاهزا واكتفى بتغيير اللون، هكذا وبكل بساطة، وليذهب الجميع إلى الجحيم! سي سليم قرّر، سي سليم نفّذ، سي سليم على صواب رغم أنف الجميع، و«اللي عندو ريح يذرّي عشرة»! يظهر أن السيد سليم الرياحي مُولع ومغرم بالتغيير في الرياضة وفي السياسة وفي المواقف وفي الآراء وفي التصريحات ولكن ما الجدوى من السير على درب التغيير بهذا الشكل المرتجل والعشوائي والنتيجة صفر؟ لا يهمني لا من قريب ولا من بعيد تقدير ثروة السيد سليم الرياحي (أو غيره) ولا نوع رائحتها طيّبة كانت أم كريهة، فهذا آخر اهتماماتي، والذي يهمني بدرجة أولى مدى إسهام المعني بالأمر وأمثاله في إثراء المشهد الوطني اقتصاديا وسياسيا ورياضيا وإعلاميا بالجدية وبالنجاعة المطلوبة وما يترتب عنه من قيمة مضافة. بشهادة جلّ الملاحظين والمتابعين للشأن العام، لم يخرج السيد سليم الرياحي من دائرة الفشل، الفشل السياسي مع «الاتحاد الوطني الحرّ» والفشل الرياضي مع النادي الإفريقي بالنظر إلى حجم الأموال التي ضخها لصالح «فريق الشعب»، والفشل الاقتصادي طالما أنه لم يتوفق في التّمَوقُعِ التَمَوْقُعَ الصحيح كرجل أعمال وسط الاستحقاقات الاقتصادية الملحة المطروحة على بلادنا برهاناتها الوطنية. وفي الحالة التونسية، ملخص الحديث هنا أن عقلية «البزنس» شيء وعقلية خدمة القضايا الوطنية شيء آخر، وهذان العقليتان لا تلتقيان لا في الفكر ولا في الآليات ولا في الأهداف والفاصل بينهما البعد كما الأخلاقيات. قضية السيد سليم الرياحي و«التونسيتان» قناة وجريدة مرشحة لأن تتطور أكثر ومهما كان مآلها قضائيا فإن الفشل سيرافق السيد سليم الرياحي مرة أخرى، فإن أنصفه القضاء سيهجر المشاهد قناة التونسية ب«صيغة سليم الرياحي» وإن خذله القضاء فقد يجد نفسه مجبرا لدفع المزيد من الأموال المجانية لجبر الضرر المادي والمعنوي الحاصل ل«التونسيتين». قد يكون السيد سليم الرياحي رجل أعمال فالح في مشاريعه الخاصة، ولكنه ما يزال يتدرب كشخصية وطنية في استثمار وفي تثمين قدراته المالية كلما طرق بابا غير باب الأعمال و«البزنس» على الأقل حتى الوقت الحاضر على أمل أن يستفيق من جنون عظمته قبل فوات الأوان . كلمة أخيرة للسيد سليم الرياحي، لأوّل مرّة أسمح لنفسي بأن أتكلم باسم جميع أحبّاء النادي الرياضي الصفاقسي من شمال البلاد إلى جنوبها، إذ يظهر أن «دودة» إغراء عدد من لاعبي النادي الصفاقسي عادت لتدبّ دبيبها في ذهنكم الكريم، لذا رجاء منك وبكل لطف ارفع يديك عن النادي الرياضي الصفاقسي وعن لاعبيه، ألهذه الدرجة لم تستخلص الدرس من انتداباتك الماضية المحلية والأجنبية؟ وإذا كتب لأحدهم أن يغادر الفريق فلتكن وجهته أحد الفرق الأوروبية حيث تتوفر له كل الشروط لمزيد التألق الرياضي...