بعد مضي ما يناهز الأسبوعين من التعبئة والتجييش والعمل على تبليغ الدعوات إلى كافة التونسيين والتونسيات وكل القوى الديمقراطية... ورغم القيض والحر الشديدين والصيام، أبى أمس المئات من أنصار حركة «النهضة» إلا الخروج إلى شارع «الحبيب بورقيبة»مسنودين بعدد من أنصار رابطات حماية الثورة وأنصار بعض الأحزاب الإسلامية الأخرى..في وقفة احتجاجية نددوا فيها بما اعتبروه انقلابا عسكريا على الرئيس المصري «محمد مرسي»،معربين عن مناصرتهم للديمقراطيات الوليدة بالمنطقة العربية وعن تشبثهم بفكرة الدفاع عن الشرعية ورفض كل دعاوى إسقاطها لاعتبار الشرعية –برأيهم- تجسيما لإرادة الشعوب التي لا تقهر ولأن «الاعتداء على الصندوق يعني آليا الاحتكام إلى قانون الغاب»-على حد تعبير اغلبهم-. وسط حضور امني مكثف رفرفت في هذه الوقفة الاحتجاجية الاعلام الوطنية التونسية والمصرية جنبا الى جنب كما رفرفت رايات حركة «النهضة» الى جانب رايات بعض الاحزاب الاسلامية الاخرى من قبيل «حزب العدل والتنمية» و«حزب العمل والثقافة»... كما لم يختلف المتظاهرون في ترديد جملة من الشعارات المدافعة عن الشرعية والتنديد بما اعتبروه انقلابات عسكرية من قبيل : «ثوار احرار حنكمل المشوار»،و«يسقط يسقط حكم العسكر»،و«لا السيسي لا بشار ثورتنا ثورة احرار»،و«الشعب يريد مرسي من جديد»،و«مصر الثورة لا تهان ..كل الشعب الى الميدان»،و «دعم الشرعية واجب»... لطفي زيتون (عضو مجلس شورى «النهضة»): «مؤامرة كبرى لن نسمح بمرورها» و في كلمة ألقاها وسط الحضور الغفير،فند «لطفي زيتون» عضو مجلس شورى «النهضة»» ما يردده البعض بأن الشأن المصري شأن يعني الشعب المصري لوحده ولا يجب التدخل فيه، مضيفا بالحرف الواحد: «الشأن المصري هو شأن تونسي بالاساس والشأن الليبي ايضا والسوري كذلك وكل ما يهم الدول العربية يهمنا لان مصيرنا واحد..». كما وصف «زيتون» ما جرى بمصر على الصعيد السياسي خلال الاونة الاخيرة بالانقلاب العسكري وب«المؤامرة الكبرى»، متسائلا عما اذا كانت بعض الاخطاء التي قد يكون ارتكبها الاخوان المسلمون في مصر مبررا للانقلاب العسكري والمس بالثورية الشعبية الشرعية، موضحا ان المعارضة المصرية التي لم تحظ بفرصة الفوز امام الاخوان في الانتخابات الماضية هي من عملت على انجاح ما اسماه بالانقلاب العسكري،داعيا «الانقلابيين» الى «تعديل وجهتهم وتدارك فشلهم بالتوجه المباشر الى الشعب وكسب ثقته ووده بالعمل وبتغليب المصلحة الوطنية لا بالانقلابات العسكرية»-على حد تعبيره-، مشددا على ان الشوارع والمدن والعواصم العربية ستغص في قادم الايام القليلة المقبلة بعشرات الملاين من المؤيدين ل«محمد مرسي» وللشرعية لوضع حد لظاهرة الانقلابات العسكرية. اما عن الدعاوى الى التمرد والعصيان التي توجه بها بعض الشباب بغية اسقاط الحكومة وحل المجلس الوطني التاسيسي، فقد قال «زيتون»: «اما بالنسبة للاخوة الذين ينادون باسقاط الحكومة الشرعية وحل التأسيسي، فأقول لهم ان الثورة هنا مصنعها واننا الاقوى وسنظل كذلك ولن نسمح للمؤامرة الكبرى بالمرور بهذه الارض الطيبة..لن نسمح بضرب الشرعية... ولن نسمح بعودة عصابة السلب والنهب وبعودة الدكتاتورية». الشيخ «كمال عكروت» (عضو المكتب التنفيذي لحركة «النهضة»): «خسئتم .. وخابت مساعيكم» بدوره،قال الشيخ «كمال عكروت» عضو المكتب التنفيذي لحركة ««النهضة»» ان المتظاهرين لم يخرجوا فقط لمساندة «الاخوان» او مجلس شوراهم او لمساندة الرئيس «مرسي» وانما ايضا لدعم الشرعية ومساندتها، مضيفا: «اننا نعتقد اعتقادا راسخا بان من اعتدى على الشرعية اعتدى على الانسانية كافة وان الاعتداء على الصندوق يعني آليا الاحتكام الى قانون الغاب وهو الأمر الذي نرفضه رفضا تاما». و توجه الشيخ «عكروت» الى من وصفهم بالانقلابيين بالقول: «لقد انحزتم من حيث لم تشعروا الى صف الاقتتال وسفك الدماء والى شريعة الغاب من خلال عملكم على اسقاط من يحكم مصر اليوم وهو الذي اتى من ارادة شعبية حرة وانتخابات لا تشكيك فيها..خسئتم وخابت مساعيكم»،متابعا بالقول:ان ارادة الشعوب هي ارادة الله ومن يريد الاعتداء على ارادة الشعوب فكانما اعتدى على الارادة الالهية، ولذلك نقول لأخينا مرسي انك ستعود الى الكرسي بارادة الله ة وقوته احب من احب وكره من كره ولن تقهر باذن الله، كما نقول لمجلس شورى «الاخوان» انك ستعود الى سابق عهدك وانك لن تحل ابدا الا بارادة شعبية صادقة فبشرى لكل احرار العالم! بلقاسم بن حسن (أمين عام حزب الثقافة والعمل): «الدنيا ولاّت بالمعكوس..الفار تراه قطوس لابس كبوس» من جانبه ايضا، نبه «بلقاسم بن حسن» امين عام «حزب الثقافة والعمل» من بعض اللخبطة الحاصلة باذهان بعضهم وهو ما اعتبره السبب الذي دفع هؤلاء الى الانقلاب على الشرعية –برايه-، متابعا بالقول: «هناك اطراف الامور عندها مقلوبة «الدنيا بالمعكوس الفار وليت تراه بالكبوس». و قال «بن حسن» ان ما حدث في مصر لا يمكن الا ان يمثل استهانة بالارادة الشعبية وطريقا الى العنف والاضطهاد، موضحا في ذات السياق ان اكثر الأسباب المؤدية الى العنف هي الاعتداء على الشرعية، داعيا «الاخوان» في مصر الى التعلق بالمشروعية «كلف ذلك ما كلف». عامر العريض: «لن ينجحوا في اخذ البلاد إلى «المجهول» بدوره ،صرح رئيس المكتب السياسي لحركة «النهضة» عامر العريض أن بعض الاطراف التي تشبه المسار التونسي بالمسار المصري لن تنجح في أخذ البلاد إلى المجهول. فؤاد مبارك