بعد ما شهدته أم الدنيا من إسقاط لحكومة "محمد مرسي" عن حزب الإخوان المسلمين ووضع خارطة طريق وتعيين رئيس المحكمة الدستورية رئيسا وقتيا للبلاد فضلا على التعطيل المؤقت للدستور وتشكيل لجنة لإحداث تنقيحات عليه، "التونسية" رصدت موقف القيادي في حركة النهضة "لطفي زيتون" الذي اعتبر أن ما يحدث في مصر هو انقلاب عسكري تدخلت فيه بعض الأطراف الدولية. وبسؤالنا عن ماهية هذه الأطراف وسبب تدخلها اجابنا "زيتون" انها "كل الدول التي باركت سقوط الرئيس الشرعي المنتخب مرسي..وذلك يعود الى مواقفه الواضحة من القضية الفلسطينية والثورة السورية".
وأبدى " لطفي زيتون" امتعاضه مما أقدم عليه الجيش المصري " الذي عطل العمل بالدستور بعد ان حظي بموافقة ثلثي الشعب المصري وابعد رئيسا اختاره المصريون" محملا في الآن ذاته مسؤولية هذه الأحداث الى الإخوان لأنهم لم يحسنوا تقدير طبيعة المرحلة و استحقاقاتها ولم يستجيبوا لضغط الشارع وساهموا في خلق مبررات لما أقدم عليه العسكر.
وبخصوص انتقال ما يحدث في مصر الى تونس استبعد زيتون ذلك استنادا الى أن الرهانات الإقليمية والمحلية ليست نفسها ، إضافة الى أن السلطة في بلادنا يتقاسمها ائتلاف ثلاثي ، كما ان تاريخ الجيش التونسي ليس مورطا وقد اثبت حياده على عكس الجيش المصري ،مستطردا انه في حال تم ذلك سيكون الثمن باهظا جدا .
وحول مستقبل مصر قال زيتون “ان الثورات فيها نزول وصعود ومصر ستعود الى الشرعية الاخوانية" داعيا الشعب المصري الى الرجوع الى الشرعية والبحث عن التوافق الذي يوحد كل المصريين. وتعليقا على البيان الصادر من "الاتحاد العام التونسي للشغل" الذي تضمن تهنئة الشعب المصري "الذي فرض شرعيته وإرادته باعتبار انه هو من يمنح الشرعية وهو من يسحبها" وتحيّته الجيش المصري وقوات الأمن "لانحيازهم إلى جانب إرادة الجماهير" قال " زيتون" "انه لأمر عادي أن تعبر كل مكونات المجتمع المدني عن مواقفها إزاء ما يحصل في مصر لكن هذا يكشف الثقل السياسي لبعض الأطراف صلب الاتحاد.
وفي ختام حديثه معنا وجه "زيتون" رسالة الى دعاة حركة تمرد الذين طالبوا باستنساخ تمرد المصرية في تونس قائلا "أتيتم متأخرين لان الشعب التونسي تمرد منذ 17 ديسمبر 2010 وهو الان يبني ثورته ويحقق أهدافها".