قال، أمس، وزير الصحة عبد اللطيف المكّي في لقاء إعلامي بمقرّ الوزارة خصّص لدراسة الوضع الوبائي في تونس إنّه لا وجود لحالة خامسة من مرض الملاريا كما روّج لذلك البعض موضّحا أنّ الحالات الأربعة التي تمّ الإعلان عنها هي حالات معزولة وانّ الحصيلة الوبائيّة على المستوى الوطني مستقرّة وانّ الإحصائيات كانت في حدود التوقّعات رغم ارتفاع وتكاثف الناقل لها على غرار الكلاب السائبة والبعوض. و أضاف المكّي أنّ الأمراض الحديثة يمكن السيطرة عليها بالتشخيص المبكّر مثلما تمّت السيطرة على حالات «كورونا» الثلاث التي تمّت متابعتها مشيرا إلى أنّ الوضع الصحي في تونس أصبح محلّ تخوّف رغم انّ المواضيع الصحيّة ليست بالضرورة طبيّة بل تتدخّل فيها عناصر أخرى يجعلها تتطلّب التعاون بين الوزارات مؤكّدا ان دور وزارة الصحة تشخيصي والتطبيق يقع على عاتق بقيّة الوزارات كوزارتي البيئة والداخليّة. و أفاد المكّي انّ الوزارة حريصة على تعزيز برامجها الصحيّة للتصدّي للتغييرات الوبائيّة التي يشهدها العالم ليؤكّد أنّ الوزارة وفي إطار حرصها على ضرورة الإلتزام بالوقاية تعمل جاهدة على معالجة شبكة التبريد مضيفا أنّها بصدد إنجاز دراسات مع أطراف أخرى لإحداث مخزن عصري للتلاقيح يعمل بالطاقة الشمسيّة. من جهته قال نورالدين عاشور مدير المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمتجدّدة في حديثة عن الأمراض المنقولة عبر الحشرات إنّ بلادنا تتابع عن كثب تطوّر هذه الأمراض داخلها خاصّة منها «فيروس كورونا» موضّحا أنّه بعد السيطرة على الحالات الثلاث التي ظهرت في تونس توجد كذلك متابعة للمعتمرين التونسيين العائدين من السعودية نظرا لوجود هذا المرض في بلدان الخليج مؤكّدا انّه تمّ إنجاز 27 تحليلا لحالات وقع الإشتباه فيها داعيا بقيّة المعتمرين إلى ضرورة عدم الإحتكاك بالمصابين وأخذ جميع الإحتياطات اللازمة. أمّا بخصوص حمّى غرب النيل الذي ظهر في شكل وباء فقد أشار إلى أنّ متابعة هذا المرض أصبحت على طول السنة بعد تسجيل 12 حالة وفاة في 13 ولاية. من جهة أخرى أوضح عفيف بن صالح مدير الرعاية الصحيّة الأساسيّة أنّ مرض «المالاريا» طفيلي وليس فيروسي وانّه متواجد في تونس منذ عشرات السنين لكن تمّ القضاء عليه سنة 1979 ليؤكّد انّه لم يندثر نهائيّا من تونس بل بقي من 50 إلى 70 حالة تقسم بين الحالات القادمة من البلدان الموبوءة كإفريقا وآسيا وأمريكا اللاتينيّة وبين الطلبة ورجال الأعمال الأفارقة مضيفا إلى أنّه توجد لجنة تقنيّة لها برنامج وطني لمكافحة «المالاريا» يعمل على تزويد الأدوية مجانا في القطاع العام والخاص. و أوضح أنّ الحالات الأربع تمّ اكتشافها في الفترة الممتدّة بين 8 و11 جويلية تمّت معالجتها وإنقاذ أصحابها جرّاء التشخيص المبكّر مشيرا إلى انّ التحقيق الاولي أثبت ان المرض انتشر في محيط مطار تونسقرطاج الدولي ليرجع السبب إلى إمكانيّة قدوم بضائع و حشرات في بعض الطائرات الأجنبيّة مضيفا انّه بعد إنجاز فحوصات على المخافر المحتملة لتوالد البعوض الكائنة داخل المطار تبيّن أنّه لا وجود لمخفر حاضن لبعوض الأنوفيل الناقل للمرض. أمّا محمّد الرابحي عن وكالة حماية المحيط فقد قال إنّ الوكالة على دراية تامّة بنوعيّة البعوض والمناطق التي يتكاثر فيها لكنه اكّد انّ المشكل يكمن في كيفيّة مقاومته مؤكّدا انّه في المدّة الاخيرة تمّ زرع سمك «القمبوزيا» في المستنقعات وهو المعروف بأكل اليرقات ومنع تكاثرها.