أعلن حزب حركة «نداء تونس» منذ بداية الاسبوع الجاري عن إعتزامه تنظيم إجتماع بحضور أمينه العام الطيب البكوش وعدد من القيادات من مكتبه التنفيذي وذلك تزامنا مع تنظيم مائدة إفطار لفائدة المعوزين وافتتاح مكتب الحزب المحلي بأكودة الواقع بفضاء زيني فيلم المعروف، وحول هذا الفضاء وصاحبه تدور وقائع حادثة الحال التي سنتطرق لها بكافة جزئياتها وملابساتها وفق تصريحات لمجمل الأطراف المعنية بهذه القضية وهم صاحب الفضاء ووالي سوسة والناطق الرسمي باسم نداء تونس لزهر العكرمي وأطراف أخرى. أصل الحكاية: تنفيذ قرار هدم صباح يوم الخميس 18 جويلية قامت بلدية اكودة بواسطة جرافة بهدم «دعائم» إسفلتية وبعض أجزاء محل تابع لفضاء زيني فيلم وهو محل واقع في الجانب الأيمن للفضاء والمتاخم لمقر الفرع المحلي لحزب «نداء تونس» وقال صاحب الفضاء أن عمليات هدم اخرى تمت ببهو الاستقبال التابع للفضاء Réception (لم نتمكن من معاينتها خلال تحولنا على عين المكان)... صاحب الفضاء يتهم الوالي ومجموعة من السلطات الجهوية بمساومته قبل تنفيذ عملية الهدم هذه اتهامات موثقة في تصريحات تلقتها «التونسية» مباشرة من السيد محمد الخامس دبو صاحب فضاء زيني فيلم الواقع بمدخل مدينة اكودة جاء فيها ما مفاده أنه تلقى سلسلة من المكالمات الهاتفية صادرة عن أرقام مختلفة من الهواتف القارة جاءت تباعا وفق إفادة السيد دبو من المعتمد الأول لولاية سوسة ثم من والي سوسة ثم من رئيس بلدية اكودة وأخيرا من المسؤول عن الشرطة البلدية وملخص فحوى المكالمات وفق رواية محدثنا هو الطلب منه بالتراجع عن منح الفضاء لنداء تونس من أجل تنظيم هذا الاجتماع. هذا وقد قال مالك زيني فيلم انه امتنع عن الاستجابة لطلب المتصلين به ولذلك وقع تنفيذ عملية الهدم بمقره موضوع الجدل كما قام بإعلام القيادات الجهوية لنداء تونس التي قامت بدورها بإشعار القيادات المركزية للحزب والتي تفاعلت مع ما تم تسجيله من أحداث. والي سوسة: لاعلاقة لنا لا من قريب ولا من بعيد بما حدث...نطالب نداء تونس بالاعتذار ... وسنرفع قضية في الغرض... السيد مخلص الجمل صرح تزامنا مع تصريحات أخرى للسيد لزهر العكرمي على أمواج «جوهرة أف م»، أنه لا يعرف صاحب هذا الفضاء ولا علم له بتنفيذ عملية الهدم وان هذا قرار يخص بلدية أكودة وأنه كمسؤول يترفع عن التجاذبات السياسية مفيدا أنه وقع منح الترخيص الإداري اللازم لعقد الاجتماع المذكور وانه لا يمانع في أي نشاط حزبي مرخص، الوالي رفض أيضا الاتهامات الموجهة له باستعمال أجهزة الدولة من أجل الحيلولة دون انعقاد هذا الاجتماع وللتضييق عن الأنشطة السياسية للأطراف المنافسة ل «النهضة» نافيا في حديثه إنتماءه لحركة «النهضة» مطالبا «نداء تونس» بالإعتذار عن التصريحات التي تضمنت عديد الاتهامات له ومعلنا في ذات الوقت أنه سيقوم برفع قضية على صاحب الفضاء من أجل إدعائه بالباطل وفق تعبيره... لزهر العكرمي: تصرف والي سوسة يذكرنا بتصرفات والي قفصة والنهضة تستعمل أجهزة الدولة من اجل التضييق على منافسيها السياسيين من جانبه قال الناطق الرسمي ل «نداء تونس» لزهر العكرمي، أن حزبه يندد بالممارسات اللامسؤولة لحركة «النهضة» من أجل التضييق على «نداء تونس» وبقية الفرقاء السياسيين قائلا أن «النهضة» نصّبت أربعة وعشرين واليا نهضاويا ومعتمدين نهضويين من أجل تنفيذ أجندتها السياسية واستعمال أجهزة الدولة والإدارة ووسائلها من أجل إرهاب خصومها مضيفا أن والي سوسة هو قريب الحبيب اللوز القيادي في «النهضة» وانه لا غرابة في أن يؤتي مثل هذه التصرفات... صاحب الفضاء: «تعرضت للاعتداء من طرف السلطات الأمنية»... تتالت الأحداث أمس وتزامنا مع بروز التعاطي الإعلامي مع التصريحات الاخيرة لصاحب زيني فيلم، تواترت أنباء عن تعرض هذا الأخير للاعتداء وقد اتصلنا به أين كان يقيم بقسم الاستعجالي بمستشفى سهلول ليصرح لنا أنه وبينما كان أمس في محله وفي حدود الساعة الثانية عشرة وربع حلت سيارة مدير امن إقليم سوسة مصحوبة بسيارة شرطة وسيارة أخرى تابعة للشرطة البلدية بأكودة وبادره رئيس المنطقة بالحديث بصلف وتهديد وشتم وسب وفق تعبيره قبل ان يأمر أعوانه بأن ينهالوا عليه ضربا وشتما وركلا ملاحظا أنهم كانوا مصحوبين بالكلاب مما استوجب نقله على جناح السرعة لقسم الاستعجالي بمستشفى سهلول. وقد أفادتنا اطراف مقربة منه انه وقع الاحتفاظ به لمدة 24 ساعة تحت المراقبة لإجراء الفحوصات اللازمة. اجتماع «نداء تونس» سيعقد في موعده رغم كل الملابسات التي حفت بهذا الاجتماع. فلقد علمت «التونسية» من قيادات جهوية ووطنية لنداء تونس أن الاجتماع سينعقد في موعده وهذا ما تطابق مع تصريحات صاحب الفضاء نفسه الذي قال حرفيا «حتى لو سجنوني أو حتى قتلوني فإن الاجتماع سيتم في موعده». ويبقى الملف للمتابعة.