منطلق الابحاث في هذه القضية التي جدت في شهر اكتوبر 2012 كان على اثر ورود بلاغ الى السلط الامنية من احد المواطنين افاد ضمنه ان جارته تنظم يوميا جلسات انس مع البعض من معارفها الى الساعات الاولى من الصباح دون ان تكترث بالضجيج الذي تحدثه وذلك بعد ان تصبح في غير وعيها بسبب تناولها مادة مخدرة. وقال المواطن ان الاجوار حاولوا مرارا اقناعها بالكف عن هذه التصرفات المستهترة لكنها لم تكترث لامرهم وانها تعمدت شتمهم مما دفعهم الى اتخاذ الاجراءات القانونية في شانها وبموجب هذا البلاغ تحولت دورية أمنية على عين المكان فضبطوا المرأة بصدد استهلاك مخدر الزطلة وعثروا بحوزة صديقتها أثناء تفتيشها على قطعتين من نفس المادة فتم إلقاء القبض عليهما. وبالتحري معها اعترفت باستهلاكها هذه المادة منذ أن كانت مراهقة وأنها ادمنت هذه المادة بعد أن اقنعها صديقها انها فقط ل«التسلية» و نسيان ويلات اليتم الذي ترزح تحته لكن مع طول المدة ادمنت هذه المادة وأصبحت غير قادرة على التخلص منها ونفس الأمر بالنسبة لصديقتها التي بينت انها تعيش دون مأوى منذ أن غادرت بيت عائلتها وقد دعم أصدقاء السوء ادمانها هذه المادة واضافت انه تم توجيه استدعاء لها في يوم الواقعة من قبل صديقتها دون أن تتصور أن سيناريو مشابها في انتظارها. وباستفسار صاحبة البيت والمتهمة الرئيسية في هذه القضية عن كيفية تزودها بهذه المادة أدلت بهوية مزودها والذي تم باتفاق مع المظنون فيها نصب كمين محكم له حيث اتصلت به بتنسيق مع صديقتها وهي المتهمة الثانية في هذه القضية وأعلمته أنها ترغب في قطعة مخدرات وانها مستعدة للاستجابة لكل طلباته واتفقت معه على المكان فانطلت عليه الحيلة وعندما حل بالمكان المتفق عليه القي عليه القبض وبحوزته كميات من مادة الزطلة. وباستنطاقه اعترف بترويجه لهذه المادة نافيا الاستهلاك وباستفساره عن هوية مزوده صرح انه لا يعرف إلا كنيته. وبتفتيش منزله عثر لديه على أربع قطع متوسطة الحجم من مخدر الزطلة كان يخفيها داخل فانوس كهربائي كما أدلى بهويات عدد من المتعاملين معه وهم من معارف المتهمة الرئيسية ... واثر ختم الأبحاث معهم أحيل المتهمون على أنظار إحدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية فأعاد المتهمون اعترافاتهم السابقة. أما المتهمة الرئيسية فقد تراجعت في اقوالها وأفادت أن التصريحات انتزعت منها عنوة وان عائلتها تقدمت بشكاية لإحدى المنظمات لتبين حجم التعذيب الذي تعرضت له حتى تدلي بهذه الاقوال. كما بينت أن العديد من المعطيات الواردة بملف البحث مغلوطة وان باحث البداية اجبرها على الامضاء عليها دون أن يتلو عليها النص. وقد ايدها في ذلك الدفاع الذي اعتبر أن ما حدث فيه مس من مصلحة المتهم الشرعية على معنى الفصل 199من مجلة الإجراءات الجزائية وهو ما يؤدي إلى القول بضرورة ابطال هذه المحاضر لعدم استجابتها لنصوص القانون. المحكمة بعد المفاوضة قضت بسجن المتهمة الرئيسية مدة عام من اجل تهمة استهلاك مادة مخدرة مدرجة بالجدول «ب» ومدة 6سنوات من اجل الاتجار في مادة مخدرة وقد شمل الحكم نفسه شابا آخر أحيل بحالة فرار كما قضي بسجن ثلاثة آخرين من بينهم فتاة مدة عام واحد لكل واحد منهم وقد تم استئناف الحكم الابتدائي مؤخرا لوجود مجموعة من الخروقات الشكلية التي تجعله معرضا للبطلان .