نظر أحد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس في قضية مسك واستهلاك وترويج مادة مخدرة من نوع «الزطلة»، وعن تفاصيل الواقعة وفق ما جاء في محضر البحث فإن أعوان مركز شرطة المرسى تلقوا مكالمة هاتفية من امرأة قالت إنها بصدد التعرض للعنف من قبل زوجها الذي يحاول قتلها بواسطة سكين، فهب الأعوان على جناح السرعة لإنقاذها وعند الوصول إلى المنزل المعني فتحت المرأة الباب وباستنطاقها صرحت بأنها ادعت حكاية القتل حتى تجبر الأعوان على الحضور في مدة وجيزة ونيتها كشف زوجها الذي يتزعم عصابة لترويج المخدرات وهو متحوز على كمية كبيرة مخزنة بغرفة النوم. ومباشرة قام الأعوان باستشارة النيابة العمومية ممثلة في شخص نائب وكيل الجمهورية وإعلامه بالمعلومات الواردة عليهم فأذن باقتحام المنزل وتفتيشه. فتمت المداهمة مباشرة باستعانة بالزوجة التي دلّت الأعوان على مكان زوجها الذي ضبط بغرفة صغيرة وهو بصدد قص المخدرات إلى قطع صغيرة الحجم. وعلى إثر تفتيش الغرفة وقع العثور على 8 قطع طويلة الحجم متوسطة العرض، بنية اللون كما عثر الأعوان على مبلغ مالي قدره 940 دينارا وعلبة ورق للف السجائر المخدرة وكمية من البذور يميل لونها إلى الأخضر ملفوفة في حاوية بلاستيكية وسكينا يبلغ طولها 30 صم نصفها شبه محترق. وبجلب المتهم إلى مقر مركز الأمن وقع استنطاقه فاعترف بتعوده على استهلاك المادة المخدرة (زطلة) منذ سنة 1984 والاتجار فيها وأن المزود الرئيسي للمادة شخص اصيل مدينة جرجيس وأن آخر عملية تزود حصلت منذ 9 أيام. وبالضغط على المتهم اعترف بوجود شريكة ثانية في القضية وهي فتاة قاطنة بجهة «بوسلسلة» بالمرسىالغربية وتتزود بالمادة المخدرة من عند المتهم في مناسبات عديدة وخاصة في شهر رمضان حيث يقل الاتجار في هذه المادة. ووفق هذه الاعترافات تكفل الأعوان بالقبض على المتهمة الثانية التي أقرت بمعرفتها للمتهم منذ الصغر وقد دأبت على لقائه واستهلاك مادة «الزطلة» معه بلا مقابل وفي مناسبات عديدة. وخلال شهر رمضان الفارط عرض عليها المتهم أن تكون وسيطا بينه وبين حرفائه مقابل حصولها على مبلغ مالي هام وهكذا كان التعامل بينهما. وبعدما ثبتت التهمة على المتهمين تم الاحتفاظ بهما في السجن في انتظار القبض على بقية الأطراف المشاركة في القضية. وتجدر الإشارة إلى أن هيئة المحكمة ستتولى البت في الحكم خلال الأيام القليلة المقبلة.