(سوسة) عاشت مدينة سوسة خلال الليلة الفاصلة بين الخميس 1 أوت والجمعة 2 أوت ليلة مشحونة بالأحداث وبحركية سياسية مكثفة من صنف ما تشهده البلاد عموما من زخم في التحركات الميدانية المتفاعلة مع آخر الأحداث كبيرها وصغيرها. مسيرة «مناصرة الشرعية» يقودها « بن سقير» قامت حركة «النهضة» على امتداد الثلاثة أيام الماضية وعلى إثر الدعوة التي أطلقها احد قيادييها بحشد مناصريها لتنظيم مسيرة شعبية دعت لها بواسطة شبكة التواصل الاجتماعي وبتوزيع دعوات مطبوعة في الأماكن العامة والخاصة وبالفعل تجمع انصار «النهضة» و«المؤتمر» بساحة الميناء بوسط المدينة قادمين وفق ما تدل عليه المؤشرات وروايات شهود عيان من مختلف المعتمديات التابعة للولاية وبعض الولايات المجاورة. وبعد ان بلغ عدد الوافدين بضعة آلاف انطلقت مسيرة يتقدمها عبد الرحمان بن سوقير رافعة أعلام تونس ولافتات «النهضة» و«المؤتمر» مرددة العديد من الشعارات لمناصرة «الشرعية» ومنددة بمن اتهمهم بالانقلابيين. وقد عبرت هذه المسيرة وسط باب البحر امام المعتصمين في «اعتصام الرحيل» المساند لاعتصام باردو في مشهد شهد الكثير من التوتر بين الطرفين واحتكت خلاله الشعارات والشعارات المضادة دون أن يغيب عن ذلك الاحتقان الشديد وهو ما صعب من مهمة رجال الأمن الحاضرين بكثافة لافتة واستثنائية لتفادي أي صدام. إصابة ثلاثة اعوان امن رجال الأمن الذين تمركزوا بمعداتهم وعتادهم بين الفريقين في مهمة عسيرة وشاقة لم يكن ليخرجوا منها من دون أضرار. فقد أفادتنا مصادر نقابية على عين المكان بخبر مفاده تعرض ثلاثة أعوان امن بجروح متفاوتة بسبب تعرضهم للاصابة بمقذوفات أحدهم تعرض لضربة بكأس على مستوى فمه وفق مصدرنا مما استوجب نقله الى مستشفى حشاد ثم سهلول في وقت لاحق. ابنة الشهيد محمد البراهمي حاضرة ومحسن مرزوق يؤكد على استمرار الصمود تزامنا مع مسيرة «النهضة» حلت كل من بلقيس البراهمي ومراد العمدوني ومحسن مرزوق ونور الدين بن تيشة وصالح شعيب ضيوفا على «اعتصام الرحيل» في حين قيل انه تعذر على سمير الشفي الحضور بسبب تعرضه لحادث مرور خلال تحوله لمدينة سوسة. الاعتصام استقطب بالمناسبة أعدادا أقل من العادة واقتصر النشاط على مهرجان خطابي أمنه الحاضرون واستهلته بلقيس البراهمي التي غادرت المكان لتفسح المجال أمام عضو المكتب التنفيذي لنداء تونس محسن مرزوق الذي ألقى كلمة مطولة تطرق خلالها إلى عديد النقاط حيث أكد على عدم استسلام قوى المجتمع المدني للأمر الواقع وعلى الصمود والاستمرار في الاعتصام السلمي حتى تحقيق مطالب الشعب بإسقاط الحكومة وحل المجلس التأسيسي من اجل انقاذ تونس من المشروع الرجعي ل «النهضة» وحلفائها وفق تعبيره «أنصار الشرعية» يهاجمون مقر الاعتصام بعد ان اتم كل طرف نشاطه وعندما كانت الأمور تسير نحو الاستقرار بادر بعض من المشاركين في مناصرة الشرعية وعلى إثر عودة المسيرة من منطقة الكرنيش إلى مهاجمة عدد من المشاركين في المسيرة وهو ما اصاب الحاضرين بذعر كبير ودفع رجال الأمن للتدخل بحزم من اجل تفادي المحضور وقد وقع استعمال محدود للغاز المسيل للدموع مع تسجيل عدد من الإيقافات قبل ان تقع السيطرة على الوضع.