التونسية (سوسة) تواصلت مساء أول أمس التحركات الاجتماعية والسياسية تفاعلا مع الأحداث السياسية حيث نظم معتصمو ساحة الشلي المساندون لاعتصام ساحة باردو تحركاتهم بتنظيم إفطار في مكان الاعتصام قبل الانطلاق في تجمع تلقائي انضم له مواطنون من مختلف الحساسيات الفكرية والاجتماعية والسياسية والحقوقية زاد في إقبالهم تفاعلهم التلقائي مع استشهاد جنودنا البواسل في جبل الشعانبي حيث كان إشعال الشموع هو كلمة السر المشتركة بين جميع الفئات القادمة لساحة الشلي بمنطقة باب بحر بوسط مدينة سوسة. من جانبهم قدم أنصار حركة النهضة إلى منطقة باب بحر رغم أحداث مساء الأحد وتمركزوا حذو مقر رابطة حماية الثورة ورددوا شعاراتهم المناصرة ل «الشرعية» والمنددة ببعض الوجوه السياسية المعارضة وما ميز تحركات ليلة أول أمس هو الفصل بين الفريقين المحتجين بمسافة معقولة مع وجود حاجز أمني عازل بين الطرفين لتفادي أي مواجهات أو مشاحنات خطيرة وهو ما أدى في الأخير أن يكون التحرك أقل حدة وغاب «اللاكريموجان» وكانت الأجواء عموما عادية وهادئة. المعتصمون قاموا في حدود العاشرة والنصف تقريبا بالتحرك في مسيرة جابت شارع الحبيب بورقيبة استقطبت ما يناهز الستة آلاف مواطن حاملين الأعلام التونسية ومطالبين «باسقاط النظام» مرددين شعارات شتى. المتظاهرون عادوا عبر نهج أميلكار إلى ساحة الشلي أين استقر جانب منهم وقام باشعال الشموع تضامنا مع عائلات شهداء الوطن من أبناء الجيش الوطني وتضامنا مع تونس حيث عبر عدد ليس بالقليل من المواطنين وبطرق مختلفة عن انشغالهم على مستقبل البلاد في ضل تصاعد الاحتقان والعنف والجريمة ورددت على أكثر من لسان «وين ماشين...؟» وقد تناقصت الأعداد تدريجيا سيما وقد انسحب «أنصار الشرعية» في حدود الساعة الحادية عشرة مما خفف من حدة ومخاطر الانزلاق للعنف والتوتر. تجدر الإشارة إلى حدوث بلبلة محدودة بسبب إنذار كاذب بإطلاق الغاز المسيل للدموع مما تسبب في تدافع محدود جدا أدى الى غلق بعض المحلات المتاخمة لمكان الاعتصام. المجتمع المدني يعزّي المؤسسة العسكرية بعيدا عن ساحة الشلي قام عدد من ممثلي المجتمع المدني والسياسي بالتوجه في مناسبتين إلى ثكنة أكادمية ضباط الجيش الوطني أين قدموا برقية عزاء وباقة زهور تعزية رمزية في شهداء المؤسسة العسكرية. وقد توجه عدد آخر ليلا لنفس الثكنة أين قاموا بإشعال الشموع ووضع أكاليل الزهور وتعليق صور الشهداء في حركة رمزية بدورها تعزية وتضامنا مع ضحيا المصاب الجلل الذي أصاب تونس بفقدان عدد من جنودها االبواسل. أحداث خطيرة بمنطقة سيدي عبد الحميد لما كان الجميع بصدد التركيز ومتابعة ما يحدث في ساحة باب بحر أين تركزت معظم الجهود الأمنية حيث أوردت إذاعة جوهرة ف م خبرا نقله احد الزملاء عن مصدر أمني مفاده أن مجموعة ملثمة تتركب من حوالي خمسين شخصا يبدو أنها استغلت الأوضاع لتبادر بمحاولة مهاجمة مساحة تجارية كبرى واقعة على طريق المنستير وقد هبت فرق من رجال الأمن إلى مكان الحادثة للحيلولة دون وقوع المحضور ومطاردة الملثمين في نفس السياق ووفق نفس المصدر قامت مجموعة أخرى كانت على متن أحد السيارات برش أعوان الدورية المستمرة على مستوى واد حمدون بمدخل سيدي عبد الحميد بالغاز المشل للحركة بعد ان رفضوا الامتثال للأوامر بالتوقف التي وجهتها لهم الدورية. وقديما قالو «مصائب قوم عند قوم فوائد» حيث يبدو أن هؤلاء حاولو استغلال تركيز الجهود الأمنية على مستوى مكان الاعتصام ليقوموا بأعمال نهب وعربدة... و«ربي يستر تونس»