ستنظر احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بسوسة في جريمة قتل تورط فيها شاب عمد الى الاعتداء على غريمه بواسطة الة حادة على مستوى رقبته وقد احيل المتهم على انظار المحكمة بحالة سراح بعد ان تحصن بالفرار الى بلد شقيق. ملابسات هذه الجريمة انطلقت على اثر العثور على جثة الهالك مذبوحا وملقى بالطريق العام فتم إجراء المعاينات اللازمة عليها وأذن بعرضها على الطب الشرعي. وبتكثيف التحريات تبين انه توجه الى منزل صديق له نشب بينهما منذ فترة خلاف وانه كان يرغب في اصلاح ما فسد بينهما وازالة الجفاء الذي شاب علاقتهما فتوجه الى منزله وعندما شاهد الجاني الضحية انهمرت دموعه ورحب به وتعانقا لانه اشتاق اليه كثيرا وشرعا في تجاذب اطراف الحديث واعلم كل منهما الآخر عن اخباره في الفترة التي انقطعت اتصالاتهما. واحتفاء بلم الشمل عقدا جلسة خمرية كانت في بدايتها عادية لكن بعد ان اصبحا في حالة سكر مطبق تجدد الخلاف ونشبت مناوشة كلامية بينهما سرعان ما تحولت الى تبادل للعنف المادي واثناء المعركة باغت غريمه واصابه بواسطة الة حادة على مستوى رقبته في مناسبتين فسالت الدماء منه غزيرة واغمي عليه ثم سلبه امواله وبعد ان ايقن انه فارق الحياة جره ووضعه في الطريق العام بمكان بعيد عن منزله في محاولة منه لطمس معالم الجريمة ثم عاد أدراجه إلى منزله وتخلص من ثيابه التي كانت مكسوة بالدماء. وقد تفطن قريبه لحالة الارتباك التي كان عليها الجاني وباستفساره عن الامر اعلمه انه تعرض الى «براكاج» نجا منه بصعوبة وانه اضطر للاعتداء على احد مهاجميه دفاعا عن نفسه كما اعلمه انه سيغادرالبلاد خوفا من ان يكون مكروها اصاب المتضرر مما سيجعله عرضة للتتبعات وعلى ضوء هذه المعطيات انحصرت الشبهة في المظنون فيه وروجت في شأنه برقية تفتيش بقيت دون فاعلية لان المظنون فيه غادر التراب التونسي خلسة وقد ختمت التحريات في القضية واحيل المتهم بحالة سراح على انظار المحكمة .