تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حمادي الجبالي (الرئيس السابق للحكومة وأمين عام حركة «النهضة») ل«التونسية»: مستعدّ للعودة إلى الحكم بشروط...
نشر في التونسية يوم 14 - 08 - 2013

(تونس)
لم يكتب لنا لقاء السيد حمادي الجبالي حين كان رئيسا للحكومة، وربّما كان القائمون على الاتصال في رئاسة الحكومة يظنون أنّ الحوارات التلفزيونية متعدّدة الأضلاع هي أفضل الوسائل لتبليغ المواقف، ومع ذلك «تركنا الوقت للوقت» حتى كان لقاؤنا يوم عيد المرأة بأمين عام حركة «النهضة» المهندس حمادي الجبالي يوما بعد الجلسة الأولى «المطوّلة» التي جمعت رئيس حركة «النهضة» راشد الغنوشي مصحوبا بالوزير وعضو مجلس الشورى عبد اللطيف المكي بحسين العباسي الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل بحثا عن أفق لحلّ الأزمة السياسية التي تمرّ بها البلاد .
سألنا «سي حمادي» كما أردنا دون إتفاق مسبق عمّا يجب أن يقال أو يكتب، وقد أجابنا طيلة جلستنا التي إمتدت لأكثر من ساعة محافظا على تلك الإبتسامة التي حيّرت الكثيرين...
في ما يلي الجزء الأول من لقاء «التونسية» الخاص بالسيد حمادي الجبالي...
حاوره: محمّد بوغلاّب
كيف لنا أن نفهم أن المحادثات الدائرة بين حركة «النهضة» والإتحاد العام التونسي للشغل يحضرها رئيس الحركة بمعيّة عبد اللطيف المكيّ- الذي هو عضو مجلس شورى الحركة- ويغيب عنها حمادي الجبالي أمين عام الحركة؟
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، مرحبا بكم، أولا هذه قضايا جزئية، «موش هاذي القضايا» التي تهمّ التونسيين.
(مقاطعا)، التفاصيل تسكنها الشياطين؟
بالطبع ولكن سياق حديثنا أبعد ما يكون عن الشياطين، هذه قضايا هامشية وجزئية بالنسبة إليّ رئيس الحركة حرّ في اختيار من يأتي معه في هذه المفاوضات هو يقدّر ذلك، سأتحدث معك بصراحة كالعادة «بالمفتوح» لا توجد أسباب سياسية وراء غيابي ولا ينبغي التسرع في الاستنتاج من غيابي عن محادثات الإتحاد العام التونسي للشغل. أنا عبّرت عن رأيي في الحركة في السابق والحاضر واللاحق، لي رأيي والحمد لله وأقوله بكل تواضع أتحدى أي حزب أن تكون له الحرية والديمقراطية الموجودة داخل حركة «النهضة»، أنا لا أرى أمامي إلا أحزابا مؤدلجة، شخصية أو عائلية، أما حركة «النهضة» فرغم خلافاتي ومواقفي النقدية الواضحة فيتخذ القرار صلبها بشكل ديمقراطي داخل مؤسساتها.
خلافاتك مع من؟
مع القيادة ومؤسساتها
أنت جزء من هذه القيادة، أنت الأمين العام للحركة؟
القيادة فيها مؤسسات ومنها مؤسسة الأمانة العامة، وأنا عبرت عن رأيي منذ ان اقترحت حكومة الكفاءات الوطنية قبل أشهر.
«خلينا من هذا الموضوع»، حضوري أو غيابي عن محادثات إتحاد الشغل ليس مهما، رئيس الحركة لم يستدعني وحتى لو دعاني لكنت إعتذرت لأني أولا كنت في مدينة سوسة، ثانيا أنا قدّمت ورقة لإخواني تتضمن مقترحاتي ويهمني كثيرا أن ألتقي سي العباسي(الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل) حتى أقول له...
(مقاطعا) سي حمادي خلال ترؤسك للحكومة نجحت رغم كل ما حدث في صياغة علاقة إيجابية مع إتحاد الشغل، أما السيد عبد اللطيف المكي فقد كان ممثل الحكومة في لجنة تقصي الحقائق في أحداث 4ديسمبر 2012 أمام مقر الإتحاد وتعلمون أن هذه اللجنة فشلت في إصدار تقرير موحد، أي أن السيد المكي في كل الأحوال ليس المحاور المثالي لإتحاد الشغل في هذه الظروف التي تمر بها البلاد؟
على كل حال أنا لا أريد أن أشخصن القضية، رئيس الحركة أخذ معه من يريد وهو حر في ذلك، بعد ذلك سنحكم على نتائج المحادثات .
لا اريد ان اسبق الأحداث، كما لا أريد أن يصبح غيابي قضية خطيرة تهم الشعب التونسي، هذه مسائل تهم حركة «النهضة» من الداخل، موقفي واضح وهو انه من الضروري البحث عن حلول دون وضع خطوط حمراء وهذا أقوله ل«النهضة» وأقوله أيضا وبإتهام اكبر للجانب الآخر الذي وضع خطوط تحطيم.
هي شروط لتحسين التفاوض ؟
«أنا نقلّك» هي شروط تحطيم، حلّ المجلس التأسيسي وحل الحكومة، هذه فوضى.
هي مطالب ظلت في مستوى الكلام لا يترتب عنها شيء؟
أنا أحكم على الكلام «والفعل توة نشوفوه» رجل السياسة يحاسب على أفعاله ولكن أيضا على كلامه.
لا خطوط حمراء بالنسبة إليك؟
إلاّ مصلحة تونس.
علي العريض ليس خطّا أحمر؟
كل ما عدا مصلحة بلادنا التي تتمثل الآن في الحفاظ على القاسم المشترك والسقف الذي يجمعنا وهو المجلس التأسيسي، كل ما عدا هذا ليس خطا أحمر.
سي حمادي.. الكل يتحدث عن مصلحة البلاد ولكن عمليا ما هي مقترحاتكم لحركة «النهضة» للخروج من المأزق؟
مقترحاتي ليست موجهة لحركة «النهضة» فقط «نردوا بالنا لا نعملو كيما الإنقلاب متاع مصر، رجعوه إخوان والسيسي» هذا هو الفخ، القضية ليست قضية حركة «النهضة» بمفردها هي قضية الناس الكل.
«النهضة» هي التي خرجت للشارع بأنصارها لمساندة الإخوان في مصر؟
ليس الإخوان .
«النهضة» هي التي أقحمت الشأن المصري في الحياة السياسية التونسية؟
«النهضة» لم يكن موقفها مساندة الإخوان بل مساندة الثورة في العالم العربي الثورة التي ضربت في مصر الآن، الفخ هو هذا الاستقطاب «إخوان وموش إخوان نهضة وموش نهضة» لا، القضية قضية حريات وثورة وديمقراطية، هذا هو المستهدف الآن في مصر وفي تونس وهذا لا يعني أن موقفي من «النهضة» ليس نقديا لكن موقفي مبدئي أيضا من الآخرين الذين أقول لهم أنتم بهذا المشروع التدميري الفوضوي لن تقضوا على حركة «النهضة» فقط «ما يهمش» بل تدمرون تونس، هنا لا يمكنني أن أظل محايدا هنا أضع نفسي وأتموقع، انا مع الناس الذين يبحثون عن سبل استكمال المسار الإنتقالي بنجاح، داخل هذه الجبهة أنا أعمل، يجب أن ننظر بموضوعية ونقولها بصراحة، المجلس التأسيسي قصّر بكل مكوناته وأعيدها بكل مكوناته وبكل أحزابه وإدارته وكتله فردا فردا لا أستثني أحدا، قصّر في حق الشعب والجلسات العامة التي تبثها التلفزة الوطنية تشهد على ذلك أضاعوا الوقت وضيّعوا الأمانة التي أعطيت لهم وعليهم الآن أن يعودوا ويصلحوا أنفسهم ويلتزموا بعمل وبجدول وبأولويات.
ما الضمانات لذلك؟
من يطلب الضمانات؟ من يطلب من؟ الواغلون أيضا في الخطأ المعتصمون أمام المجلس الآن هم جزء من الخطأ ومسؤولون ربما اكثر من غيرهم ونحن شاهدناهم في أعمالهم ولجانهم ونقاشاتهم، لا يحق لأي طرف سياسي أن يطلب من الآخر ضمانات لأن الشعب التونسي هو الذي يدعوهم لاستكمال المهمة وأداء الأمانة التي كلفهم بها للسير سريعا نحو الانتخابات مع الالتزام بتاريخ محدد وبإنجاز الانتخابات في كنف الشفافية والحياد والنزاهة، علينا جميعا أن نقدم هذه الضمانات للشعب التونسي على المجلس ان يضبط روزنامة واضحة وان يلتزم بها باعتبارها قانونا ملزما وإن لم يتم التوصل لاستكمال المهمة في الآجال المضبوطة يحلّ المجلس نفسه بشرط -وهذا الفخ الآخر- بشرط ألّا يعطل أعمال المجلس أحد، لا يقبل أن تضيع الساعات والأيام في نقاش مفردات وإبداء ملاحظات وملاحظات على الملاحظات ثم نقول إن المجلس فشل في إستكمال مهمته في التاريخ المحدد.
ما هو الأجل المحدد لإستكمال مهام المجلس في تقديركم؟
الآن الناس الكل فوتت على نفسها الأجل(23 أكتوبر 2013)
هل ترى أنّه من المستبعد إتمام مهام المجلس في هذا التاريخ؟
إن واصلنا بهذه الطريقة؟ لا طبعا، كيفاش هذا؟
أنا أسأل؟
هذا مجلس واقف، موش معقول هذا، أما الحكومة فالمطلوب منها ان تكون محايدة ومستقلة عن الأحزاب لتجري إنتخابات شفافة، رأيي -وهنا خلافي مع إخواني وربما مع آخرين -أن تكون حكومة كفاءات وطنية مستقلة لا يترشح أعضاؤها للانتخابات القادمة.
هل «النهضة» قابلة بهذا المقترح؟
توة نشوفوها.
ولكن هذا المقترح موجه للآخرين أيضا وبنفس الدرجة أن تكون هذه الحكومة مسنودة بهيئة سياسية لتنصرف الحكومة لتصريف الأعمال والمسائل الاقتصادية والاجتماعية وهناك مقترحات مهمة في هذا المجال صدر بعضها عن السيد منصور معلى وغيره وتساهم هذه الهيئة السياسية في الإشراف على شفافية العملية الانتخابية لكن لإنجاح ذلك أنا أطلب من كل الفاعلين، ومن رئاسة الجمهورية كموقع دستوري لا بد أن تلتزم بالحياد في قضية الانتخابات.
الرئاسة دون صلاحيات أصلا؟
«لا، لا خلينا أنا عارف، نكلم فيك بالواقع» لا لتسخير أيّة مؤسسة بما فيها الرئاسة لحملات انتخابية شخصية.
هذا يحدث حاليا؟
لن أجيبك عن هذا السؤال أنا قلت لك لا لتسخير أيّة مؤسسة مهما كانت لحملات إنتخابية سابقة لأوانها.
أنا أسأل؟
وأنا بصدد إجابتك، أنا عبّرت عن موقفي الآن لتجاوز الأزمة «خلينا من الماضي» انا أتحدث عن المستقبل.
هل لديك إتصالات مع الطبقة السياسية لعرض هذه المقترحات والتباحث بشأنها؟
لماذا لا تترك لي الفرصة لأنهي إجابتي؟ «خليني نواصل» الرئاسة لا بد أن تكون محايدة خلال الستة أشهر القادمة، على الرئاسة أن تتصرف بإعتبارها مؤسسة دولة.
أفهم من حديثك أن الإنتخابات ستنتظم قبل نهاية العام الجاري؟
إن شاء الله
هل هذا ممكن؟
دعني أتمم، ممكن ولكن ليست «النهضة» وحدها من يمنح الضمانات لإنجاح المرحلة الإنتقالية.
«النهضة» في الحكم؟
الحكم يتطلب من يتحملون المسؤولية من الحكومة والمعارضة، الحكم ليس الحكومة بمفردها ومن يظن أن الحكومة هي التي يجب أن تقدم ضمانات للمعارضة فهو مخطئ.
كما قلت لكم على المجلس التأسيسي أن يضبط روزنامة محددة حسب أولويات ويلتزم بشكل نهائي بهذه الروزنامة، رئاسة الجمهورية تلتزم بالحياد والتصرف كمؤسسة دولة جامعة، الحكومة يجب أن تكون حكومة كفاءات مستقلة تدعمها هيئة سياسية، الإتحاد العام التونسي للشغل والمنظمات النقابية تلتزم بهدنة إجتماعية وتحجم عن تسييس المطالب الاجتماعية بل وتضحي كما غيرها، لا للمزايدات الاجتماعية، وتجميد مفاوضات الزيادات في الأجور والكف عن الإضرابات وخاصة منها العشوائية، وإذا قالت المنظمات النقابية لا ونحن غير معنيين، فأنا أقول لهم أنتم خارج الحلبة وأدعو الأعراف للكفّ عن التذمر «عندهم الحق في بعض الأشياء» وأدعوهم إلى أن يجدّوا في دعم المجهود التنموي ولو لستة أشهر القادمة، الأحزاب السياسية أدعوها إلى الإلتزام بميثاق عمل سياسي وتعايش سياسي والكف عن الشطحات والمهاترات وتبادل التهم وتعطيل عمل الحكومة، كذلك وسائل الإعلام أدعوها إلى الكف عن التهييج والتهريج والميل كلّ الميل والإنحياز، أنا أقولها لكم بكل صراحة، المؤسسة الثانية التي تتحمل بعد المجلس التأسيسي المسؤولية في ما وصلت إليه البلاد هو الإعلام.
سي حمادي(محاولا مقاطعته مادام الإتهام موجها إلينا)
(يردّ بحزم) «من فضلك عاد» دعني أنهي كلامي، إتفقنا على أن نتحدث بصراحة أنت سألتني وأنا أجيبك، الآن هناك تجييش وميل وانحياز «أنا نعرف آش نقول».
أنا أتحدث عن المستقبل، أن تقبل «النهضة» بحكومة كفاءات وطنية مستقلة ومحايدة والانتهاء من تشكيل الهيئة المستقلة للانتخابات وتجاوز الفصول المثيرة للجدل في الدستور وخاصة باب الأحكام الانتقالية وتجنب الخصومات هذا ممكن، دون هذا، والتمسك بالعناد فليكن الجميع على يقين أن الأمر لن يحسم لا بالشارع ولا بالجيش ولا بالأمن ولا بأيّة وسيلة عدا التوافق وتغليب مصلحة البلاد، لكني أشعر وكأنه يطلب مني ضرب «النهضة» بحجة أني معتدل، لا.. أنا أمام مصلحة تونس وثورتها لست معتدلا أنا ضد الشق الإنقلابي ولكني أيضا مصلح داخل «النهضة» وأدفع باتجاه الوفاق وأتحدى أن يكون واحد منهم في الأحزاب يدفع حزبه نحو التوافق والإعتدال.
مقترح حكومة الكفاءات هو الذي أخرجك من قصر الحكومة...
(مقاطعا) خلينا من الماضي.
ما المعطيات المستجدة التي قد تدفع «النهضة» لقبول هذا المقترح المرفوض سابقا؟
دعنا من جرح قديم، هذا مقترحي إذا لم تقبله «النهضة» فهي حرة، هذه نصيحتي وهذا طلبي للآخرين. أما أن يظلوا متفرجين ينتظرون من «النهضة» أن تقطع كل الطريق بمفردها « أحنا قاعدين هنا وإنتوما إيجاو» فهو تعميق للأزمة، السلم في منتصف الطريق والحل في منتصف الطريق وعلى كل الأطراف أن تتحمل مسؤوليتها ويقطع كل طرف جزءا من الطريق لتحقيق الوفاق.
هل أنت على إتصال بالطبقة السياسية؟
أكثر ممّا تتصور.
من مثلا؟
«خلينا مِنْ مع من» لا اريد أن تكون إتصالاتي تحت الأضواء، المهم أننا نعمل من أجل تحقيق البرنامج الذي تحدثت عنه للخروج من الأزمة.
سأطرح السؤال بشكل أدبي، هل أنت متفائل بالأخذ بعين الاعتبار المعطيات الحالية أن مقترحك سيجد الآذان الصاغية؟
أنا لا أنطلق من هذه النظرة، ليس مهما ان يجد مقترحي الآذان الصاغية أو لا... هناك واقع أخشى أن يكذبهم جميعا ويصطدموا على صخرته وينكشفوا أمام الشعب التونسي الذي ملّ من المناورات والتجاذبات والصراعات التي لا تخدم سوى مصالح الفئات والأحزاب والأشخاص المعركة الآن تدور حول الرئاسة هذه هي قراءتي لما يحدث في الساحة السياسية، حول هذا السباق تدور المعركة والأناس المعنيون بهذا السباق مستعدون في ما يبدو للتضحية بكل شيء بأحزابهم وبتونس من أجل الفوز في هذا السباق ويوهمون الشعب التونسي انهم مختلفون على مصلحة البلاد.
ألست معنيا بالسباق نحو الرئاسة؟
بهذا الفهم لا.
هل يمكن أن يكون لحمادي الجبالي دور داخل منظومة الحكم في هذه المرحلة؟
أنا بصدد القيام بهذا الدور.
هل يمكن أن تعود إلى دفة الحكم إن اقتضى الحل ذلك؟
أخشى أن يقول البعض إنها تمثيلية كما قالوا سابقا حين دعوت إلى حكومة كفاءات وطنية، موقفي بوضوح وبشكل نهائي الرئاسة ليست قضية وجودية بالنسبة إليّ، ليست قضية حياة أو موت، ليس همي مثل هؤلاء الجماعة الوصول إلى قرطاج أنا -صدّق أو لا تصدّق- «ما عنديش» هذه الرغبة ولو كانت عندي رغبة في الحكم لاستجبت للعرض الذي قدّم لي سنة 1975 بالالتحاق بالحزب الحاكم آنذاك (الحزب الإشتراكي الدستوري) وأنا كما تعلم من مدينة ساحلية مرشّحة دائما للوزارات والرئاسات، لم أقبل العرض ودخلت حركة «النهضة» لأناضل من أجل حريتي والحمد لله أنا الآن مرتاح مع نفسي، لكن..
(مقاطعا) لو اقتضى الأمر ان تعود إلى دفة الحكم هل أنت مستعد لذلك؟
ليس بأي ثمن، أنا عبّرت عن موقفي بشكل واضح.
لا تغلق الباب؟
المهم أن تتوفر شروط إنجاح المرحلة الإنتقالية وتأكد أنه من أجل مصلحة البلاد أنا مستعد للتضحية بصحتي وعلى حساب عائلتي، قناعتي أن الحكم الآن في تونس بهذا المنظار متوحش وأن السياسة في بلادنا كما تمارس الآن غابة.
أشعر بأنك متألم؟
متألم من وضعنا لا من مغادرتي السلطة، هل أنا مستعد للعودة والمساهمة في حل؟ أنا أعرف أن البعض يرغب في عودتي وفق الشروط التي أعلنت عنها حتى يضمنوا عدم ترشحي للانتخابات القادمة (يضحك) اقول لهؤلاء سأضحي من اجل بلادي لا بمنصب الرئاسة بل بصحتي وأعصابي وعلى حساب عائلتي «نعرف إلي برشة باش يفرحوا» ومازلت على رأيي حتى إن عدت، موقفي ألّا يترشح رئيس الحكومة ولا الوزراء في الانتخابات القادمة.
هل كان على علي العريض أن يستقيل بعد إغتيال محمد البراهمي؟
إسأله هو.
ما تقديرك أنت كرئيس سابق للحكومة مرّ بظرف شبيه لما حدث؟
أنا أعتبر أنه علينا البحث عن حكومة كفاءات وطنية مستقلة، في هذا الإطار لا بد للحركة أن تقتنع وتضحي ولكن أن يطلب من «النهضة» أن تضحي لوحدها فهذا خطأ ولن يحدث، المطلوب هو تنازلات متبادلة، في هذا الإطار يمكن للسيد علي العريض أن يتحمل المسؤولية بحثا عن هذا الوفاق واقتناعا أن الحكومة التي ستشرف على الانتخابات يجب أن تكون محايدة، وهذا هو نصحي له.
هل وجهت نصيحتك له بشكل مباشر؟
«قاعدين نتكلمو» في الحركة أكثر ممّا تتصور.
هل تتحمل جزءا من المسؤولية في ما آلت إليه الأوضاع في تونس؟
طبعا أتحمل المسؤولية ولكن ليس بالمعنى الذي ذهب إليه البعض بخبث سياسي، أخذوا مُفردة الفشل التي استعملتها للتعبير عن فشلنا في إدارة ملف التحوير الوزاري وتشكيل حكومة كفاءات، أخذوا كلمة فشل وسحبوها على الحكومة وعلى «الترويكا» و«النهضة»، هذا خبث سياسي، انا لم اقل إن الحكومة فشلت في كل شيء، فشلنا في إدارة ملف سياسي ومن يريد محاسبتنا لنا ما نقول في تركة حكومة سي الباجي(يقصد الباجي قائد السبسي) على كل المستويات.
أتحمل مسؤوليتي من هذا المنطلق، المشكل أنه حين أعلن تحملي المسؤولية وتعلن «النهضة» تحملها المسؤولية يقول الآخرون نحن «لا باس والمعارضة ع الكيف والخطأ في «النهضة» وليس فينا».
الشعب التونسي هو الحَكَمُ.
نعم ولكن بماذا يقيّم؟ بالانتخابات أولا وبالمناسبات، الشعب التونسي بعث رسائل في الانتخابات وفي عدة مناسبات آخرها يوم موكب دفن المرحوم محمد البراهمي التي أريد لها أن تكون يوم الإطاحة بالحكومة، هؤلاء أناس لا يستوعبون الدروس يعيشون في زمن آخر وخاصة منهم العدميون والإنقلابيون.
من تقصد؟ الجبهة الشعبية؟
وما تلاها ووالاها وجزءا من «نداء تونس» وهؤلاء سيكونون وقودا.
لمن؟
لهؤلاء الإستئصاليين في «نداء تونس» وفي غيره، تأكدوا أنهم لن يحكموا مع بعض(يقصد الجبهة الشعبية ونداء تونس) «ياليت «النهضة» تسمع الكلام» وتقول لهم تفضلوا تسلموا الحكم، -هذه نصيحتي للنهضة-، سوف ترى كيف يتفرقون ويتناطحون ويتشرذمون....
غدا الجزء الثاني من حوارنا مع السيد حمادي الجبالي...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.