في عملية تشير كل الدلائل إلى أنها جاءت لتحويل اهتمام الوحدات العسكرية والأمنية بالقصرين بعيدا عن الشعانبي وتخفيف الضغط عن الارهابيين المتواجدين في مرتفعاته هاجمت ليلة أول أمس (مساء الاثنين) مجموعة تتكون من ثلاثة مسلحين مركز حرس الحدود المتقدم بمنطقة «أم الضفاء» التابعة لمعتمدية حيدرة (حوالي 70 كلم شمال غرب الشعانبي) في محاولة لاستهدافه بعملية ارهابية الاّ أن أعوانه تفطنوا اليهم في الوقت المناسب وتصدّوا لهم وتم تبادل لإطلاق النار بين الطرفين انتهى بفرار المسلحين المهاجمين نحو مرتفعات منطقة «الطباقة» المحاذية للحدود الجزائرية وهي جزء من سلسلة جبل «الأجرد» التي تمثل امتدادا لمرتفعات الشعانبي.. وعلى الفور تم استدعاء تعزيزات هامة من الجيش والحرس الوطنيين لتعقب المسلحين والبحث عنهم.. وشهدت الضواحي الغربية لحيدرة كامل الليل وصباح أمس عمليات تمشيط واسعة بهدف العثور على آثارهم خصوصا مع ترجيح امكانية اصابة أحدهم برصاصة لكن رغم كل التشكيلات الأمنية والعسكرية التي وصلت بما في ذلك فرقة من المدفعية الثقيلة لقصف المكان الذي يشتبه انهم فروا اليه لم يقع التوصل اليهم وتبخروا في غابات الطباقة. طوارئ على الحدود وصل صوت تبادل اطلاق الرصاص بين المسلحين واعوان المركز الى الناحية الأخرى من الحدود أين تتمركز تعزيزات من رجال الجيش والدرك الجزائريين في حالة طوارئ منذ اسابيع لمنع تسلل أي ارهابي الى الجزائر. وبتنسيق كامل مع الطرف التونسي تولت السلطات الجزائرية توجيه دوريات ليلية على طول الاراضي المحاذية للشريط الحدودي دون وصول أخبار عن العثور على الارهابيين الهاربين. استنفار في المراكز الحدودية ادت محاولة استهداف المركز الحدودي المذكور ليلة اول امس الى اتخاذ السلطات الأمنية لاحتياطات كبيرة في مختلف المراكز على الحدود وداخل المدن والقرى القريبة منها لتعزيز المراقبة المشددة حولها ورصد أي غرباء يقتربون منها مع تسيير دوريات في الليل والنهار لتمشيط محيطها ودعوة الاعوان الى التحلي بمزيد اليقظة للتصدي لأية محاولات مماثلة. قصف روتيني ما تزال المدفعية الثقيلة والطائرات تقصف من حين لآخر مرتفعات الشعانبي في تواصل للعملية العسكرية الواسعة هناك وسط تكتم شديد وستار كامل من السرية على تفاصيلها.. وقد تجدد امس الثلاثاء لليوم الثالث على التوالي استهداف المرتفعات الغربية لجبل سمامة بقذائف المدافع لدك مغاوره ودواميسه دون العثور على أي ارهابي حسب مصادر أمنية أكدت لنا ان كل ما وقع تداوله من اخبار عن ايقاف مسلحين أو قتلهم لا أساس له من الصحة وان وزارة الداخلية لن تتردد في الاعلان عن ذلك بمجرد حصوله لإنارة الرأي العام. انقلاب سيارة أمنية خلال الليلة الفاصلة بين الاثنين والثلاثاء واثناء توجه سيارة تابعة للحرس الوطني نحو منطقة «بودرياس» الحدودية التابعة لمعتمدية فوسانة (لا منطقة حيدرة) في مهمة ليلية لمراقبة بعض المسالك الوعرة هناك انقلبت بإحدى المنعرجات فأصيب عونان كانا على متنها (وليس 6 كما ذكرت بعض وسائل الاعلام) بإصابات مختلفة تم نقلهما الى المستشفى الجهوي بالقصرين اين تلقيا الاسعافات اللازمة وغادراه في ساعة مبكرة من يوم أمس. قافلة مساندة للجيش الوطني وصلت عند منتصف نهار امس الثلاثاء الى مدينة القصرين قافلة تضامنية لمساندة الجيش الوطني المرابط بها من تنظيم الرابطة التونسية للتسامح والجامعة التونسية للشطرنج في حركة رمزية للرفع من معنويات مختلف التشكيلات العسكرية التي تشن «حربا ميدانية» على الارهاب. وقد قام المشاركون في القافلة بتوزيع باقات ورد وميداليات على عدد من الضباط والجنود واشار رئيس الرابطة التونسية للتسامح في كلمة ألقاها بالمناسبة الى ضرورة توحد كل فئات الشعب التونسي وراء قواتنا المسلحة وانه على الاحزاب السياسية ان تتجاوز خلافاتها وتناحرها الايديولوجي وتوجه كل جهودها لمقاومة الارهاب الذي يستهدف الوطن بدل الصراع على الكراسي. الافراج عن الفتاة الموقوفة علمنا ان الفتاة ذات 17 ربيعا التي تم ايقافها في اليوم الثاني لعيد الفطر بعد أن اتصلت هاتفيا بمنطقة الأمن بالقصرين وتوجهت الى الامنيين بتهديدات، اطلق سراحها لعدم ثبوت تورطها في دعم ارهابيي الشعانبي وبالنسبة لما ذكرته من انها تلقت دعوات للتحول الى سوريا ثم الالتحاق بالشعانبي في اطار ما يعرف بجهاد النكاح فإن الاطراف التي أشارت إلى انهم اتصلوا بها كلهم الآن في حالة فرار بعد مداهمة الامن لاماكن تواجدهم بحي الزهورو عدم العثور عليهم.