كان النادي الرياضي الصفاقسي وفيا لعاداته الافريقية وذلك بالتالق في المباريات وخاصة التي يلعبها خارج قواعده حيث دك اول امس شباك مضيفه نادي سان جورج الاثيوبي بثلاثية كاملة في مباراة كانت صعبة جدا على الفريقين وخاصة النادي الصفاقسي الذي كان يتوجب عليه الانتصار لتضميد جراحه اثر خسارته لنهائي الكاس امام النجم الرياضي الساحلي وحتى لا يدخل الشك صلب كتيبته الشابة التي ما انفكت تقدم احسن العروض الكروية في تونس تحت قيادة الهولندي كرول كما ان الحالة الرديئة للميدان زادت في صعوبة اللقاء حيث كانت مبللة بالكامل ولم يكن من السهل تناقل الكرات بين اللاعبين نتيجة ثقل الارضية والاوحال وبرك الماء ولعل ابرز نقطة في اللقاء تمثلت في كون الفريق لم يتخل عن سياسته الكروية التي تتمثل في التناقل السريع للكرات بين اكثر من لاعب وهو الشيء الذي غاب عن النادي في مباراة النهائي مما ساهم في الخسارة وقد قلنا الاسبوع الفارط على اعمدة "التونسية" رب ضارة نافعة وها ان الخسارة تعيد الى الفريق رشده حيث عاد الى ممارسة الكرة التي اهلته ليكون بطل الموسم الفارط بامتياز وقد تحدثنا في هذا الخصوص مع بعض اللاعبين فاكدوا لنا ان الخسارة من شانها ان تزيد في اصرارهم على العودة والتدارك ولا سيما مع خبرتهم في اللقاءات الحاسمة كما اكدوا انها سوف تكون اكبر حافز لهم من اجل ترويض الاميرة الافريقية ثم كاس رابطة الابطال. الفوز لا يجب ان يغطي النقائص كل من تابع المباراة ضد سان جورج الاثيوبي خارج الديار الا ولاحظ انها كانت شوطا بشوط حيث كانت الفترة الاولى من اللعب لفائدة النادي الصفاقسي الذي عرف فيها من اين تؤكل الكتف حيث دك شباك منافسه بثلاثية كاملة وقد تميز لاعبو عاصمة الجنوب فيه بتوغلاتهم الخطيرة والمبنية على الهجمات المركزة التي تمر فيها الكرة يمنة ويسرة عبر اكثر من لاعب قبل الوصول الى مرمى الفريق الخصم ويتجلى ذلك كابهى ما يكون في الاهداف الثلاثة التي حصل عليها الفريق حيث كانت كلها نتيجة لعمليات رائعة وخاصة الهدف الثالث الذي سجله الحناشي بكل حرفية والذي يكشف معدن اللاعب الذي ما انفك يؤكد مستواه المرموق من مباراة الى اخرى. و اما في الفترة الثانية من اللعب فقد نزل النادي الرياضي الصفاقسي الى ارضية الميدان وكانه قد حسم مصير اللقاء وحصل نهائيا على النقاط الثلاث فارتخت بذلك عزائم اللاعبين الذين خسروا معظم الثنائيات مع الفريق الخصم مما ساهم في رجوعه الى المباراة وتهديده لمرمى نادي عاصمة الجنوب في اكثر من مناسبة ونتج عن ذلك قبول الجريدي لهدف كان يمكن له ان يتفاداه وقد تحمل خط الدفاع عبئا ثقيلا في الشوط الثاني وانهارت قواه بسبب ارتخاء المردود الجماعي للفريق وبالتالي فانه يتوجب على الاطار الفني ان يعطي هذه النقطة حقها وزيادة حتى يفهم اللاعبون ان المباريات لا تكسب الا مع الصافرة النهائية للحكم. الفريق يرقص على ايقاع الحناشي لعل النقطة الابرز في لقاء الاحد الماضي اضافة الى فوز الفريق تتمثل في المردود الكبير الذي ما انفك يقدمه الوافد الجديد من الاتحاد المنستيري ماهر الحناشي الذي كان اللاعب الابرز للفريق في نهائي الكاس وامام نادي سان جورج حيث فعل الحناشي تقريبا كل شيء فسجل هدفا غاية في الروعة وحصل على ضربة جزاء بخبرة كبيرة ومهد لزملائه في اكثر من موضع ودافع مع رفاقه عند الحاجة كما انه كان الحلقة الابرز في الربط بين خطوط الفريق وخاصة عند التنقل من الناحية الدفاعية الى الناحية الهجومية وقد كان الحناشي محور حديث الاحباء في المقاهي وخاصة على صفحات التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنيت حيث اجمع الكل على الاضافة التي قدمها هذا اللاعب الذي نجح في التخفيف من العبء الثقيل الذي تركه غياب مايسترو الفريق محمد علي منصر. خط الوسط يعود الى تألقه يمتلك النادي الرياضي الصفاقسي حاليا افضل لاعبي ارتكاز في تونس على الاطلاق يتقدمهم الدولي الغابوني ابراهيما ديديي ندونغ والفرجاني ساسي ووسيم كمون ويعتبر هذا الخط هو أم المعارك في المباريات ولا يمكن لاي فريق ان يفرض وجوده الا في ظل توفر لاعبي وسط ميدان دفاعي من اعلى طراز وفي مباراة الفريق الاخيرة عاد ديديي ندونغ الى مركزه الاصلي في الوسط لتعويض زميله وسيم كمون المعاقب من طرف الكنفيدرالية الافريقية نتيجة حصوله على انذارين وذلك للمرة الاولى هذا الموسم حيث كان يشغل مركز ظهير ايمن وقد اعطت هذه العودة اكلها بفضل القدرات الكبيرة لهذا اللاعب في افتكاك الكرة والارتقاء بها من المناطق الدفاعية الى الهجومية وذلك اعتمادا على العمليات المركزة عكس زميله كمون الذي يعتبر احسن لاعب في صفوف الفريق في افتكاك الكرة الا انه تنقصه بعض الجرأة في التقدم بها الى مناطق الخصم حيث عادة ما يجنح الى توجيه الكرة الى اقرب زميل له وخاصة من المدافعين. تربص في العاصمة سوف يخوض الفريق بعد ان عاد يوم امس من اثيوبيا تربصا تحضيريا باحد نزل العاصمة استعدادا للقائي الافريقي بعد غد ونادي حمام الانف يوم الاحد المقبل وسوف تكون تدريباته بمعدل حصة في اليوم بالملعب الفرعي بالمنزه يوميا باستثناء يومي الخميس والاحد موعد مباراتي البطولة. فاضل بوجناح