(تونس) حصلت «التونسية» على أهم مقترحات «الترويكا» والمعارضة في مفاوضاتهما حول الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد وذلك قبل جلسة جديدة بين المنظمات الراعية للحوار والترويكا اليوم على أمل التوصل إلى حلول وبخاصة إلى توافق بين جميع الفرقاء. ووفقا لمعلومات «التونسية» فقد عبّرت الأحزاب الحاكمة عن استعدادها الكامل للتعهد والتصريح باستقالة الحكومة بعد استكمال المجلس الوطني التأسيسي لمهامه التأسيسية في أقل من شهر ونصف من الآن، شريطة انطلاق الحوار الوطني فورا واقتراح تواصله لفترة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أسابيع يتم فيها التوافق على شخصية وطنية لرئاسة الحكومة وعلى تركيبة الحكومة وكافة الإشكاليات المتعلقة بتشكيلها وتتسلم هذه الشخصية رئاسة الحكومة. كما عبرت «الترويكا» (في مقترح آخر) عن استعدادها القبول باستقالة الحكومة والدخول في حوار وطني للتفاهم حول شكل الحكومة وتركيبتها دون سقف زمني مع شرط العودة الفورية للمجلس الوطني التأسيسي. وبحسب « الترويكا «فإن الحكومة القادمة سيكون دورها الإعداد للانتخابات التشريعية والرئاسية أما المجلس الوطني التأسيسي فسيقوم باستكمال الدستور وتشكيل الهيئة المستقلة للانتخابات وإصدار القوانين دون تغيير للقانون المنظم للسلطات. في حين أن المعارضة تطالب بإعلان رئيس الحكومة الحالية تعهده بتقديم الاستقالة في أجل أقصاه 15 يوما على أن يبدأ الحوار الوطني فور هذا الاعلان واعتبار الحكومة منحلة بعد مرور هذه المدة الزمانية على أن تكون هذه الحكومة برئاسة كفاءة مستقلة وتتكون من شخصيات وطنية. وبحسب المتفاوضين في المعارضة فسيكون من مهام الحكومة تصريف الأعمال وإنهاء ما تبقى من المرحلة الانتقالية وإعداد برنامج إنقاذ يتم الاتفاق على زمنه ومشمولاته خلال الحوار الوطني. وتشترط كذلك المعارضة من «الترويكا» قائمة اسمية لمرشحي الترويكا لرئاسة الحكومة قبل انطلاق الحوار كما شددت أحزاب المعارضة على أنه لا مجال للحوار قبل استقالة الحكومة. وأكدت مصادرنا أن الحوار الوطني هو الكفيل بتوضيح كيفية عودة المجلس التأسيسي لعمله ومهامه والتي ستكون بالخصوص استكمال الدستور والهيئة المستقلة للانتخابات واصدار القانون الانتخابي. ويتبين مما أوردناه أن التباين الرئيسي يتمثل تحديدا في موعد استقالة الحكومة فقد رفضت الترويكا رسميا مقترح استقالة الحكومة. في غضون 15 يوما واعتبارها منحلة بعد مدة 15 يوما. والواضح أن الوضع الحالي يتطلب تنازلات «مؤلمة» من الطرفين للخروج من الأزمة المتواصلة منذ شهرين دون تقدم كبير ومن المنتظر أن يتم اليوم الحسم في الملف نهائيا سواء بالسلب أو بالإيجاب.