المباراة الأخيرة في المغامرة الإفريقية والتي كان خلالها كل اللاعبين على ذمة الإطار الفني أوضحت لنا تمشي المدرب ماهر الكنزاري في خصوص اختياراته للتشكيلة الأساسية التي يراها مثالية لتحقيق النجاح في هذا المشوار القاري الموفق إلى حد الآن بفضل الإنتصارات الثلاثة المتتالية التي حققها الأحمر والأصفر وأهلته إلى تصدر طليعة مجموعته منفردا والإقتراب أكثر من الدور نصف النهائي. في الدفاع ثبّت ماهر الكنزاري الرباعي الأمثل الذي تعوّد اللعب جنبا إلى جنب وبدأ يكسب اللحمة والتفاهم اللازمين لتخطي بعض السلبيات والهنات التي تتقلص بمرور المقابلات مما يؤشر إلى بلوغ هذا الخط قمة العطاء صلابة واندفاعا في الدور نصف النهائي لكأس رابطة الأبطال الهدف المنشود الآن من طرف العائلة الترجية الموسعة قطع شوط هام في دور المجموعات نحو اقتلاع ورقة العبور إلى المربع الذهبي... دفاع الأحمر والأصفر وعلى الرغم من النقائص الموجودة قبل هدفا واحدا في المقابلات الأربع التي خاضها إلى حد الآن في دور المجموعات وهو هدف ساذج من كرة ثابتة في الوقت بدل الضائع من أول لقاء في هذا الدور كان بالإمكان تفاديه والإبقاء على شباك الحارس المتألق معز بن شريفية عذراء. على مستوى وسط الميدان وفي خصوص الناحية الدفاعية والربط بين الخط الخلفي والهجوم تأكد بصفة نهائية أن الثنائي المتألف من حسين الراقد ومجدي تراوي نال ثقة الإطار الفني وأصبح أساسيا بالدرجة الأولى ولو أن خالد المولهي يشكل منافسا جديا لهذين اللاعبين من أجل مكان في هذا الخط وهي منافسة شريفة ومفيدة للمجموعة في الآن نفسه لأنها تعطي المجال أوسع للمدرب وتحمّس اللاعبين على مزيد البذل والعطاء للمحافظة على ثقة الإطار الفني وعدم خسارة وفقدان أمكنتهم في التشكيلة الأساسية... في الهجوم يعد الثلاثي الدراجي والبلايلي ونجانغ قوة هذا الخط والعمود الفقري الصانع للفارق ولانتصارات الفريق، هذا الثلاثي سيعطي إضافة كبيرة عند بلوغه المستوى الحقيقي وظهوره بإمكانياته المعروفة التي لا يشك أحد في قيمتها والتي تسمح لهذه الأسماء بتخطي ومغالطة أعتى وأقوى الدفاعات وهو أمر سيأتي بالتأكيد بمرور المقابلات وبنسق اللقاءات والمزيد من اللحمة وسيستفيد الترجي الرياضي كثيرا من إضافة هؤلاء اللاعبين في المربع الذهبي الذي من المنتظر أن يبلغ فيه الدراجي والبلايلي ونجانغ قمة الآداء والعطاء لصنع الإنتصارات وفتح الطريق نحو التتويج الغالي... الحلول البديلة من هذه الناحية متوفرة على الرغم من أن الترجي الرياضي خسر العنصر الذي كان مؤهلا أكثر من غيره للإضطلاع بمهمة صانع ألعاب في الفريق وهو الشاب شمس الدين الصامتي التي فاجأت إصابتة الحادة الإطار الفني وشكلت المنعرج لاستعادة أسامة الدراجي ورب ضارة نافعة، الحلول تكمن في إيهاب المساكني على مستوى التخطيط الهجومي في خط الوسط وهيثم الجويني وأحمد العكايشي في الخط الأمامي ولا بد من إيجاد الإطار المناسب لإعطاء الفرصة لهذا الثنائي الأخير وهو إطار لم يتوفر بعد للمدرب ماهر الكنزاري باعتبار الإنتصارات « الصغيرة « المتحققة بفارق ضئيل والتي لا تسمح بالمجازفة... بقي مشكل الرواق الأيمن للهجوم وهو المركز الذي مازال يؤرق ماهر الكنزاري لسببين واضحين يكمن الأول في عدم بلوغ هاريسون آفول إلى حد الآن قمة العطاء والإضافة المرجوة دفاعا وهجوما فيما يتمثل الثاني في أن هذا اللاعب سيكون الأجنبي الثالث الذي سيستغني عنه الإطار الفني في البطولة المحلية بوصفه الأجنبي الرابع من حيث القيمة في المجموعة الحالية، هنا وجب منح فرصة جديدة لإيهاب المباركي الذي لم يسعفه الحظ في أول ظهور له مع الأحمر والأصفر بما أنه تزامن مع هزيمة قاسية في أنغولا ومردود هزيل لكل اللاعبين تقريبا وهي عثرة لا يتحمل فيها ابن بنزرت بمفرده المسؤولية مما يتطلب منحه فرصة ثانية تعد الإنطلاقة الحقيقية لهذا المنتدب الجديد في انتظار انتهاء عقوبة محمد علي المهذبي الممتدة إلى ستة لقاءات . النجاعة الهجومية ضرورية حسابيا مازالت تفصل الترجي الرياضي عن الدور نصف النهائي لكأس رابطة الأبطال الإفريقية نقطة واحدة من المباراتين المتبقيتين له في دور المجموعات مع التفكير أيضا في تصدر طليعة المجموعة ، الحسم النهائي نتمنى أن يتحقق في اللقاء القادم الذي يستقبل فيه أبناء ماهر الكنزاري الفريق الوحيد الذي هزمهم إلى حد الآن في مشوارهم القاري لهذه السنة ونعني ريكرياتيفو ليبولو الأنغولي ولهذا لا مانع من التفكير منذ اليوم في المربع الذهبي وإعداد العدة له منذ الآن للوصول إليه في أحسن الحالات... العنصر رقم واحد الذي يجب إعطاؤه الأولوية الكاملة هو النجاعة الهجومية والنجاح في اللمسة الأخيرة أمام المرمى لأن الترجي الرياضي الذي حقق في مغامرته القارية انتصارات « صغيرة» أغلبها بفارق هدف إلا مباراة واحدة ضد القطن الكامروني يخلق في كل لقاء العديد من الفرص السانحة للتهديف كان البعض منها سهلا جدا يمنع إهدارها في هذا المستوى وفي مثل هذه الإلتزامات... في دور المجموعات وبحكم نظام البطولة المتبع تكون الإنتصارات «الصغيرة» كافية لضمان النقاط الثلاث لكن الأمر سيتغيّر كليا في المربع الذهبي ثم في المباراة النهائية بما أن فارق الأهداف سيكون الفيصل لتحديد المتأهل في نصف النهائي ثم المتوّج في العرس الختامي، ومن هذا المنطلق فإن استغلال أكبر عدد ممكن من الفرص ضروري في الأدوار القادمة والنجاعة أمام المرمى بنسبة عالية مطلوبة بل هي مفتاح النجاح والوصول إلى الهدف المنشود... هناك تعامل مع بعض الكرات خاصة في ما يتعلق بإكمال العملية لا بد أن يتغيّر ويتطور نحو الأفضل وهناك مجازفة أكبر بمعاضدة الظهيرين بصفة مستمرة لازمة لتنويع الحلول الهجومية التي تخلق فرص التهديف وتحدث التفوق العددي الذي يربك الدفاع المنافس ويخلق الثغرات. العنصر الذي يجب أن يتحسن في فريق باب سويقة وهذا ما يقف عليه المدرب الأول ماهر الكنزاري ويعمل منذ أسابيع على تطويره حتى يصل الترجي الرياضي إلى الدور نصف النهائي في قمة نجاعته الهجومية وعلو نسبة استغلاله للفرص السانحة للتهديف خصوصا باستعادة يانيك نجانغ على وجه الخصوص كامل مؤهلاته البدنية والفنية ونجاحه في الدور الموكول اليه..